السبت 2024-12-14 03:52 م
 

إلى المحرقة!

09:23 ص

بذل الزم?ل أحمد غن?م جھداً متم?ّزاً ومشكوراً (في تقر?ره في 'الغد' أمس) راصداً أسماء ا?ردن??ن الذ?ن قتلوا في سور?ة خ?ل شھراضافة اعلان

تموز (?ول?و) الحالي، وبلغ عددھم 36 شابّاً، وفق ما أعلنتھ السلطات السور?ة ھناك. ف?ما تش?ر أوساط في الت?ار السلفي الجھادي إلى أنّ
أعداد أبناء الت?ار وحده، الذ?ن ذھبوا إلى سور?ة، تجاوزت الـ500، قتل العشرات منھم إلى ا?ن. وھي أرقام كب?رة ومقلقة فع?ً.
قصص كث?رة تروى عن شباب في مقتبل العمر، ذھبوا إلى سور?ة ولقوا حتفھم ھناك؛ إمّا في القتال ضد ج?ش ا?سد، أو في صدام ب?ن
الفصائل المسلّحة نفسھا. منھم شباب في الجامعات ا?ردن?ة، كما في جامعات غرب?ة، مثل عبدا? الخط?ب الذي درس الطب خمسة أعوام
في ألمان?ا، قبل أن ?سافر ل?ُقتل في سور?ة؛ ومنھم من ترك عملھ وأسرتھ!
المشكلة أنّ أغلب ھؤ?ء من الشباب الذ?ن ?تصرفون بدوافع عاطف?ة، بدون إدراك ودرا?ة عم?قة بطب?عة المغامرة التي ?قدمون عل?ھا،
وبرغم أنّنا نسمع باستمرار من الفصائل السور?ة المسلّحة المختلفة، ومن قادة الج?ش الحرّ، أنّھم ? ?حتاجون إلى مقاتل?ن من الخارج (فھم
باتوا عبئاً على الفصائل ھناك)، إنّما إلى دعم لوجستي ومالي وس?اسي وإع?مي. وھنا تتجلّى المفارقة الكبرى؛ بأنّ أغلب المتطوع?ن
ا?ردن??ن ?ذھبون بدون أسلحة و? ذخائر و? أموال، ف? ?عطون أي ق?مة مضافة حق?ق?ة للمقاومة السور?ة المسلّحة.
ما ھو أدھى وأمرّ من ذلك، ھو أنّ غالب?تھم ?تم تجن?دھم مباشرة مع جبھة النصرة أو الدولة ا?س?م?ة في العراق والشام، وربما في
أحسن ا?حوال مع 'أحرار الشام' أو كتائب الفاروق، و?كونون وقوداً لمعارك طاحنة، ?ُقدّمون ف?ھا على ا?غلب كـ'استشھاد??ن' ?تقدمون
الكتائب التي ?نتمون إل?ھا، وھذا ما ?فسّر العدد الكب?ر من القتلى ا?ردن??ن والعرب!
ومن المعروف في ا?ونة ا?خ?رة أنّ 'القاعدة' دخلت في خ?فات عم?قة، س?اس?اً وعسكر?اً، مع فصائل ثور?ة أخرى، ما ?ضاعف من
حجم القلق بأن ?ذھب ھؤ?ء الشباب أ?ضاً في صدام عدمي، ب? معنى حق?قي على أرض الواقع، سوى خ?فات أ?د?ولوج?ة وتنظ?م?ة!
ندرك تماماً أنّ غالب?ة ھؤ?ء الشباب ?صنّفوننا؛ إع?م??ن ومثقف?ن، و?ض?فون إل?نا كث?راً من الش?وخ والعلماء والس?اس??ن، في خانة
العداء والكفر والتضل?ل.. إلخ. لكن ھذا ? ?عني التعامل مع قصة خروجھم إلى سور?ة ضمن الح?ث?ات والشروط الحال?ة، والتي ? تؤدي
إلى أي نتائج إ?جاب?ة، وكأنّھا أمر واقع نتغاضى عنھ؛ بل على النق?ض من ذلك، عل?نا الق?ام بجھود إع?م?ة ود?ن?ة وثقاف?ة واسعة،
با?ضافة إلى الجھود الرسم?ة المطلوبة، للح?لولة دون سفر الشباب ا?ردني إلى ھناك، كما حدث سابقاً في العراق، وأماكن أخرى!
إذا كنّا ? نستط?ع الوصول إلى 'قلوب' ھؤ?ء الشباب، و? إلى عقولھم مباشرةً، فمن الضروري أن نخاطب ش?وخھم ومرشد?ھم
الروح??ن الذ?ن ?بررون الذھاب، و?قدمون الفتاوى لھ؛ فنحاورھم فكر?اً وفقھ?اً لنسقط ھذه الحجج ونضعفھا أمام الرأي العام ا?ردني،
ونقدّم خطاباً مضاداً لذاك الخطاب.
المطّلعون على الفقھ ?علمون تماماً أنّ ھنالك شروطاً وأحكاماً متعددة للجھاد، ول?س ا?مر 'داشراً' كما ?حدث حال?اً. وحتى في داخل الت?ار
الجھادي ھنالك اخت?ف واسع حول السفر إلى سور?ة ومبرراتھ، وجدواه!
صح?ح أنّ أغلب، ول?س جم?ع، ھؤ?ء الشباب من أنصار الت?ار السلفي الجھادي، إ?ّ أنّ ھذا ? ?عني الصمت على ھذه الظاھرة، والقبول
بھا كأمر واقع؛ فھم، أو?ً وقبل كل شيء، مواطنون أردن?ون، تتحمل الدولة ومعھا نحن جم?عاً، مسؤول?ة تجاھھم. وثان?اً، من حقھم على
العلماء والمثقف?ن وا?ع?م??ن أن ?نصحوھم و?عظوھم، وأن ?قوموا إلى أقصى مدى بواجبھم معھم حما?ة لھم من المحرقة!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة