الجمعة 2024-12-13 12:23 م
 

إلى صناديق الإقتراع

07:47 ص





نحن اليوم على أبواب المرحلة الأخيرة من الإستحقاق الدستوري للإنتخابات النيابية للمجلس الثامن عشر بعد ان قاربت المراحل التي تسبق مرحلة الذهاب لصناديق الإقتراع على الإنتهاء، فقد شهدنا حراكاً نيابياً وإجتماعياً غير مسبوق، وكانت الدعاية الإنتخابية في أوجها، وشهد التنافس الإنتخابي أرقاماً من المرشحين يقدّر بعشر أضعاف مجلس النواب، وكانت الإستعدادات من الهيئة المستقلة للإنتخاب ودوائر الدولة المختلفة على أوجها وبمهنية عالية، والكل يتطلّع الآن لصناديق الإقتراع ومن ثم النتائج وأسماء الفائزين وطبيعة تشكيلة المجلس النيابي القادم والمرحلة السياسية المقبلة.اضافة اعلان



يوم الثلاثاء 20/9/2016 هو يوم العرس الوطني الإنتخابي ويوم الإصطفاف صوب الإستحقاق الدستوري لإنتخابات المجلس النيابي الثامن عشر والتي أرادها قائد هذا الوطن جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله ورعاه، للمضي قدماً في مسيرة الإصلاح الشامل وفق خريطة الطريق التي يقودها جلالته بإقتدار لهذا الوطن الذي نفديه بالمهج والأرواح، هذه المسيرة التي نتائجها على الأرض نِعَمٌ تُعدّ ولا تحصى، وفي طليعتها وطن آمن مستقر وديمقراطي وتطلعات لإنتخابات حرّة نزيهة وكرامة الأردنيات والأردنيين فيه تطاول عنان السماء، والتي لولاها ما كانت هذه الإنتخابات وما كانت الحراكات النيابية بأمن وأمان، في خضم إقليم شرق أوسط ملتهب ودول جوار تعاني الأمرين، والأردن الوطن في الطليعة، فهذه فرصة ولا أحلى لنبعث بملئ أفواهنا جميعاً تحية إجلال وإكبار لمن هم وراء هذه الإنجازات: ثالوث قيادتنا الهاشمية المظفرة وأجهزتنا الأمنية الكفؤة وجيشنا العربي المصطفوي الأمين ومواطننا الأردني الواعي والوفي.


طبيعة قانون الإنتخاب الجديد وقوائمه النسبية المفتوحة يقتضي الإنحياز للكتلة الأقوى وبلغة الأرقام والكفاءة للحصول على النسبة الأعلى المطلوبة لتحقيق النجاح والظفر بالجلوس تحت القبّة وإلّا فالصوت في غير محلّه! وطبيعة قانون الإنتخاب قد تظلم بعض الكفاءات كنتيجة لمواقعهم في كتل مختلفة، وطبيعة قانون الانتخاب له آثار سلبية على النسيج الإجتماعي لأنه قانون يشجّع التحالفات الفكرية لا العشائرية، وطبيعة القانون يشجّع الجميع بأخذ فرصته، فالقانون له وعليه من النقاط السلبية والإيجابية وهذا الأمر يجب الأخذ به عند تقييم العملية الإنتخابية بعد الإنتخابات.


لكننا اليوم على عتبات صناديق الإقتراع، ونحن إذ نقترب من العرس الإنتخابي الديمقراطي، فنؤكد بأن الإنتخابات فرص وتنافسية شريفة أساسها الخلق القويم لتحقيق النجاح لا لتكسير مجاديف الآخرين، ولهذا فندعو الجميع للمشاركة بقوّة في الإنتخابات لزيادة نسبة المشاركة ولنكون شركاء حقيقيين في صنع القرار، والتصويت للكتل الأقوى التي لديها برنامجاً وطنياً ولها فرصا قوية لتحقيق النجاح والوصول لقبة البرلمان، وأخصّ بالمشاركة هنا كلّ من له حق الإنتخاب وفق القانون سواء قرروا الإنتخاب أم لم يقرروا بعد المشاركة بالإنتخاب لأسباب عدّة سواء الداعين للمقاطعة أو جرياً على عادة البعض دون مشاركة، فالأيام دول وسيقف الأردنيون مع القوي وكل إنسان ناجح أنّى كان ولن يخذلوه، ونحن إذ ندرك بأن النائب يحاول جهده لخدمة الناس لكنه لا يمكن أن يستطيع خدمة كل الناس بأشخاصهم وقراهم ومدنهم وعشائرهم وأبنائهم، فالحفاظ على الروح الرياضية والتنافس الشريف التي تقتضي تطبيق منظومة القيم والأخلاقيات ونبذ الأنانية والعدوانية والغوغائية والأحقاد والتعصّب الأعمى والمشاحنات والإختناقات والتخندق والسلوكيات غير الموزونة جلّ مهم، وأرجو الجميع عدم الإلتفات أو الرد على الإساءة التي ينبري بها البعض في الميدان الإنتخابي أو من على صفحات الفيس بوك والتواصل الإجتماعي لغايات الفتنة سواء قبل أو إبّان أو بعد الإنتخابات، فالتنافسية بين أبناء المدينة الواحدة أو مجموعة الأحزاب أو القرية أو المخيم أو البادية أو العشيرة الواحدة والمنطقة الواحدة ليست خلافاً بل إختلافاً في الرؤى والتطلعات.


التحرّك صوب صناديق الإقتراع له مؤشرات وميزات أساسها تعظيم المشاركة وزيادة نسبة الإقتراع والرضا عن قانون الإنتخاب والمساهمة في المواطنة الصالحة والتعبير عن الرأي والواجب والحق الدستوري والرضا عمّن ستفرزهم الصناديق كممثلين الشعب، كما أن في ذلك مشاركة في صنع القرار ومساهمة في حلّ المعضلات والتحديات التي تواجه الوطن، ووقوف وإنحياز لمصالح الوطن العليا، فمطلوب من الأردنيين والأردنيات التوجّه بقوّة صوب صناديق الإقتراع للإدلاء بالأصوات لمن يستحقون ومن في خندق الوطن صوب أدن عصري وديمقراطي ومدني، وبالمقابل عدم المشاركة تعني إعطاء الحق لغيرك ليقرر عنك وتدخل كمواطن في نفق المواطنة السلبية!


على الأردنيين تفويت الفرصة على كل حاقد على هذا الوطن لأجل الحفاظ على أمنه وإستقراره ومؤسساته، فندعوكم جميعاً الحفاظ على أواصر وروابط القربى والمودة والمصاهرة والإحترام بين الناس، فالديمقراطية تقتضي أن تحترم الأقلية رأي الأكثرية، ومطلوب الإيجابية والعمل على إنجاح مرشحيكم في كتلكم التي تناصرون بدعمهم والوقوف لجانبهم دون نفث السموم على غيرهم، ولتقبّل النتيجة أنّى كانت فالإساءة والتطاول ليست في قاموسنا، لأن الفتنة نائمة لعن الله مَنْ أيقظها، وأدعو الأردنيين جميعاً الوقوف في خندق الوطن في كل تصرفاتكم لتعكس أخلاقكم خدمة لتطلعات جلالة الملك المعزز في أردن عصري ديمقراطي ومدني.


وكل موسم انتخابات وأنتم والوطن وقائد الوطن بألف خير.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة