باتريشيا الحجاوي
'احذروا التقليد' 'احذروا الدجل والدجاليين' 'مكفوله 100%' 'امكانية التجربة قبل الشراء' 'كفالة خطية' 'استرجع نقودك إذ لم تحصل على النتيجة المرجوة' .....
في صباح كل يوم جمعة تصلنا ما تسمى بـ 'الجريدة الاعلانية' تلك التي تحمل بين صفحاتها مجموعة من الاعلانات في كافة المجالات. منذ ثلاث سنوات تقريباً اعتدت على انتظار وصول هذه الجريدة, وما ان تصل حتى تتسابق قدماي للحصول عليها وآخذها بلهفه لتصفحها.
وأبدأ مشوار التجول بين صفحاتها من اعلان لآخر على اختلافها, كنت أشعر بمتعه لا توصف وكنت أشعر ايضا أن بسمه مسروقه سرعان ما ترتسم على ثغري, لم اكن اعلم السبب, ربما لأني احصل على فرصة تسوق والاطلاع والتأمل بالمعروضات دون الشعور بملاحقه أعين البائع وهي تراقبني وتقول بصمت فاضح 'ها رح تشتري!!!!' وربما لأنها تشبع رغبة التسوق دونما الحاجة لامتلاك المال 'كوني من الطبقة المتوسطة المضمحله'!, في الحقيقة لا أعلم, فقط كنت أدرك اني اشعر بسعادة ما وأنا اتصفح تلك الجريدة.
المهم, في الفترة الأخير بدأت تلفت نظري صخب الجريدة بمجموعة من الاعلانات تلك التي توفر المنتجات التي نشاهدها على القنوات الفضائيه 'أجهزه الليزر , كريمات واجهزة العناية بالوجه والجسم , وبعض الأجهزة الرياضة , اجهزة العناية بالشعر من محاربه الصلع والقشرة وانتهاء بمحاربة الشيب .... ألخ'. وقد بدأت هذه الاعلانات من خلال متابعتي لها تحفز 'جيبي الشرائي' لأبتاع احداها, فبدأت اتابع بنهم تلك الاعلانات واحاول المقارنه فيما بينها من حيث الخدمات والاسعار والماركات وغيرها, محاولة حماية ذاك 'الجيب' من عمليات النصب والاحتيال.
أكثر ما لفت نظري ذاك الاعلان المتعلق بمركز 'بدى لي انه مختص' بالعناية بالبشرة والجسم, قرأت كل ما تم طرحه على الاعلانات المشابهه على اعلان هذا المركز باستثناء أمر اضافي وهو 'امكانية التجربة قبل الشراء' حينها اطمأن قلبي بأني لن أعرض نفسي وجيبي الى عملية احتيال. هاتفت المركز وسألت عن البضاعة التي لفتت نظري وتأكدت من امكانية التجربة قبل الشراء وأكد لي صاحب المركز هذا, واخبرني النتيجة سوف تحصلين عليها في دقائق واخبرني انه بامكاني استرجاع نقودي في حالة عدم الحصول على النتيجة المرجوه. وسألت عن المميزات وان كان هناك آثار جانبية واي انواع البشرة تناسب وغيرها, فأكد لي انها تناسب الجميع ولا آثار جانبية. وتم الاتفاق هاتفينا على هذا الاساس.
طلبت المنتج, واذ بشاب التوصيل يحضر الجهاز, وفعلا وصلت البضاعة المطلوبة 'بشكلها' حسب الاعلان, وعندما سألته عن امكانيه التجربه قال لي باندهاش 'تجربه شو انا بوصل بس' اخذت الجهاز ودفعت الثمن ومباشره هاتفت صاحب المركز لاخبره بما حدث فقال لي 'لا هاي شركه توصيل ما الها دخل, لو خبرتيني ان بدك تجربي' فقلت له 'سوف اجرب الجهاز وان لم احصل على النتيجه سوف ارجعه' وتم الاتفاق 'ايضا لفظياً على الهاتف'.
مكثت نصف ساعة وانا استخدم الجهاز ولم يحدث شيء, فما كان مني الا أن أحمل الجهاز واذهب به الى المركز, وهناك تفاجأت بتراجع صاحب المركز عن اقواله, وطلب مني ان اغيب عشر ايام واذا لم يحدث نتيجه يعطيني بالمبلغ بضاعه بقيمه الجهاز الذي اشتريته.
وفعلا أخذت الجهاز الى المنزل, وبدأت رحلة التجربة مره اخرى, لكن ما زالت النتيجة مخيبه للآمال, لم احصل على ادنى نتيجة حسب المعلن عنها لا في دقائق ولا في ساعات. ظننت أن مشكله ما في طريقة تركيب الجهاز, او ربما لم انتبه لجميع التعليمات, او أن قطعة حلت مكان آخرى, وبدأت رحلة التجول في الجهاز والتفحص والتدقيق والتمحيص, وقد حفظته بأجزائه أكثر مما حفظت وجهي في المرآة؛ لكن لا مشكله ظاهره. هاتفت الشركة لاخبرهم اني لا اريد امضاء العشر ايام واني لم احصل على اي نتيجه خلال اربع ايام فكان الرد 'البضاعة تناسب الجميع ويبدو ان المشكله بك انتِ!!', بصراحة حاولت أن اقنع نفسي اني لم اسمع هذه العباره وتجاهلتها قدر المستطاع وقلت 'حسناً سوف أرى', واغلقت الهاتف مع الشركة وبدأت رحلة هاتفيه مع المعارف والاصدقاء وتواصلت ايضا مع من استطعت بشكل مباشر, كنت أسأل ان كان احدهم قد حاول التعامل مع هذه الشركات, واذا حدث هل حقق النتيجة المرجوة؟ واذا لم تحقق هل اشتكى وان اشتكى, كيف وماذا حدث؟
للأسف, الاجابات التي حصلت عليها كانت تتلخص بأن المعظم لم يتعامل مع هذه الشركات لانه يشك في مصداقيتها, اما من كان لهم نصيب مثلي وتعامل مع هذه الشركات فإن غالبيتهم لم يحصل على النتيجة, وان جميعهم لم يتقدموا بشكوى. السبب ببساطة, بعضهم اوعز ذلك الى انه لم يخطر بذهنه التقدم بشكوى, والآخرين قالوا انها دنانير 'علما ان المبالغ تتراوح بين 15-150دينار' ولن ينظر احد بشأنها اذا تقدمنا بشكوى, اضافة الى انهم يخجلون ويحرجون ويخشون السخريه اذا ما تحدثوا بهذه المبالغ.
قد أكون مغفله لأني وثقت بكلمات قالها ذاك الرجل, طبعا نسيت أن اذكر أن بعضهم يجهل طريقه عمل المنتجات التي يبيعها, جهاز العناية بالليزر المدمج الذي يحفز انتاج الكولاجين لسلاسة الجلد, يخبرك انه جهاز يعمل على سحب وشفط كل الشوائب وتنتهي المشاكل.
لا أعلم أي نوع من الرقابة من الممكن أن تكون على هذه الشركات التجارية التي تقوم باحضار بضائعها وتبيعها للمستهلك ونقع ضحيتها اما نيتجة الاخلاف بما ورد في الاعلان, أو الفروقات الشاسعة بالأسعار بين 'تاجر' وآخر, او بعدم تحقق النتيجة المروجة.
ربما لن استطيع الحصول على حقي, لكن أجده من واجبي أن أحذر غيري مما قد يتعرض له من عمليات نصب, مثل تلك التي تعرضت لها 'عملية النصب الناعم'.
أذكر أنني عندما اتصفح بعض المواقع اجد عباره مضيئه اعلى الموقع تقول 'اذا وجدت اعلان مخالف او اعلان كاذب الرجاء ابلاغنا', ومن ذلك أعي ان هذا الموقع يعني بجملته انه سيمتنع عن الاعلان لتلك الجهة مرة اخرى.
كل ما اتمناه أن تقوم الجرائد الاعلانية او غيرها باتباع هذا النهج علنا نحاول قدر الامكان التخلص من هذه الآفه.
اذا كنتم تريديون الحرية و محاربة الفساد, عليكم ان تبدأوا بأنفسكم. ولتستطيع اصلاح مجتمع عليك أن تبدأ من نفسك.
الفساد يبدأ كشجره صغيره, وتكبر هذه الشجره عندما تروى بالصمت وبعبارة طبعت ونمطت بعقولنا 'وأنا مالي'.
بعد كل هذا أرجو ان لم يكن من الممكن وضع قيود او مراقبة على مثل هذه الشركات, على الأقل ان يتم تنبيه المستهلك لمثل هؤلاء والأفضل أن تمتنع الصحف عن الاعلان لكل من تصل شكوى مؤكدة في حقه.
ملاحظ: بخصوص الشركة التي تعاملت معها فقد استبدلت لي ثمن الجهاز بمجموعة اخرى من المنتجات, لانهم لا يسطيعون اعادة النقود وهذا غير معمول به 'رغم اني اذكر كما تذكر المكالمة تماما انه من طلب الاستخدام واستراجع النقود حاله عدم تحقق النتيجة', امر آخر لفت نظري في الاعلانات ان جملة 'احذروا الدجالين' تكون في خط صغير في احدى زوايا الاعلان, سؤالي لما تكتب بهذه الطريقة؟؟!!. شكرا للبديهه.
.إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى .. الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء .. الماغوط
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو