اخر مستجدات ملف الطيار الكساسبة .. الانسان اغلى ما نملك

الوكيل- مجدي الباطية - يؤكد الاتصال الذي تلقاه جلالة الملك عبد الله الثاني من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ، في اليوم التالي لمقتل الرهينة الياباني الثاني 'كينجي غوتو' على يد تنظيم داعش ان العلاقات بين البلدين لم تتأثر بعد اعدام الرهينة .اضافة اعلان


وعلى عكس ما تداوله مراقبون ان اليابان ستحمل المملكة دم الرهينة ، أعرب آبي عن شكر وتقدير الحكومة اليابانية للجهود التي بذلتها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، والتنسيق الوثيق مع الحكومة الأردنية والأجهزة الأمنية فيما يتعلق بمحاولات وجهود اطلاق سراح الرهينة الياباني كينجي غوتو الذي قتله تنظيم داعش الإرهابي بدم بارد دون أي مبرر ،كما أعرب عن تمنياته الصادقة بعودة الطيار الأردني معاذ الكساسبة إلى وطنه وأهله سالما.

وعلى ما سبق نستطيع التأكيد ان المفاوض الاردني لم يخسر ورقته الرابحة لتحرير الاسير الطيار معاذ الكساسبة ، مقابل تحرير الرهينة الياباني ، بل انه اصر ان تحرير ساجدة الريشاوي ، مرتهن في ارسال تطمينات حول سلامة الطيار الكساسبة ، واطلاق سراحه ، وبنفس الوقت ابقى على علاقاته الطيبة مع الحكومة والشعب الياباني ، والعالمي ايضاً .

وهذا الموقف الحازم من الدولة الاردنية تجاه ابنها الطيار ، وعدم التفريط في ورقة ساجدة 'الرابحة والوحيدة' - حالياً - ، قلب اوراق التفاوض مع داعش ، لاقى ترحيباً شعبياً ، في الشارع الاردني ، الذي شعر بقيمة الدم الاردني ، ومكانة المواطن الاردني ، من قبل الدولة الاردنية .

وبصراحة اكبر ، عندما طلب تنظيم داعش اطلاق سراح ساجدة الريشاوي ، مقابل تحرير الرهينة الياباني ، واصراره على عدم اطلاق سراح معاذ ، زاود البعض على تجاوب الدولة الاردنية مع هذا الطلب ، في الانصياع لطلب داعش ، مقابل كسب الود الياباني والعالمي، والتضحية بالطيار الكساسبة .

ولكن على العكس ، لمسنا على ارض الواقع ، كيف تمسك المفاوض الاردني بضروروة الحصول على تطمينات عن حالة الكساسبة ، واشتراط اطلاق سراحه مقابل اطلاق سراح ساجدة .

اما الملك عبد الله الثاني فقد التقى والد الكساسبة مرتين ، كان اخرها في قصر الحسينية ، يرافق الوالد فيها زوجة ووالدة معاذ ، قال بعدها صافي الكساسبة: 'الملك طمأننا على الجهود الحثيثة المبذولة لإرجاع ولدي معاذ إلى أرض الوطن'.

ويضيف صافي أن الملك قال له خلال اللقاء: 'ابنكم ابننا وأصواتكم وصلت' في إشارة إلى المعتصمين خارج القصر الذين أنهوا وقفتهم بعد أن نقل لهم والد الكساسبة تطمينات الملك حول سلامة معاذ.

وعلى المستوى الشعبي والاعلامي ايضاً ، كان والد الطيار صافي الكساسبة وعائلته محط اهتمام وسائل إعلام محلية وعالمية على مدار 24 ساعة منذ الإعلان عن أن ولده الطيار معاذ أصبح رهينة لدى تنظيم الدولة بعد إسقاط طائرته في منطقة الرقة السورية.

كما لم يتوقع أحد أن يتحول ديوان الكرك في دابوق قبلة للصحفيين الذين واضبوا على الوجود على مدار الساعة لنقل كل كبيرة وصغيرة في قضية باتت هي الشغل الشاغل محليا وربما في الإقليم.

وخلاصة القول ، ان الدولة الاردنية نجحت في ادارة ملف الازمة ، حتى اللحظة ، ولم تساوم على دم ابنها الطيار معاذ الكساسبة ، وقلبت الاروراق ، ورمت الكرة في ارض داعش ، وابقت على ورقتها الرابحة 'ساجدة الريشاوي' ، لتحرير الطيار.

ويرى الشارع الاردني في جميع نخبه والوانه واطيافه ، ان في هذا الاجراء احترام للدم والمواطن الاردني ، في اجراء يدل على ان الانسان في هذا الوطن هو اغلى ما نملك، تلك المقوله التي تعتبر من اشهر و اعظم المقولات التي قالها جلالة الملك المغفور له باذن الله الحسين بن طلال المعظم.

اما عن اخر المستجدات في ملف الطيار دانت الحكومة الاردنية وبشدة اقدام تنظيم داعش الارهابي على قتل الرهينة الياباني الصحافي كينجي غوتو.

وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني في تصريح صحفي ان الاردن لم يدخر جهدا في سبيل الحفاظ على حياة الرهينة الياباني واطلاق سراحه، وقد كان على تواصل وتنسيق مستمرين مع الحكومة اليابانية الصديقة للتعاون بهذا الشأن.

واكد ان تنظيم داعش رفض كل المحاولات التي قامت بها الاجهزة المختصة من اجل الافراج عن الرهينة الياباني وهذا يثبت امعان التنظيم في استخدام اساليب الارهاب والقتل.

واكد ان الدولة الاردنية بكافة اجهزتها مستمرة في جهودها للحصول على ما يثبت سلامة الطيار الاردني وانه على قيد الحياة وتأمين اطلاق سراحه وعودته الى الاردن.

اما المطلوب حسب مراقبين في الساعات القادمة الالتفاف حول القيادة ، والالتزام 'اعلامياً' في نشر الاخبار الرسمية ، وعدم نشر الاخبار التي من شأنها نشر الفتنة بين الاردنيين ، الذين اثبتوا حتى اللحظة وعيهم وايمانهم بقيادتهم في ادارة الملف .

عاش الوطن .. عاش الجيش .. فك الله اسر ابننا معاذ .