اربعة ايام كان فيها الاردن على حافة الانهيار،لولا لطف الله بنا،وحالة الذعر لم تترك بيتا،فيما اللافت للاتنباه ان الاف المسؤولين السابقين من رؤساء حكومات ورؤساء ديوان ووزراء ونواب واعيان ومدراء وسفراء،وغيرهم،وهم في مجموعهم يشكلون بطانة الدولة،اختفوا مرة واحدة،ولم يحاول اغلبهم الخروج لاطفاء النار ولو بكلمة.
باستثناء فيصل الفايز رئيس الحكومة السابق،وطاهر المصري رئيس مجلس الاعيان وعبد الرؤوف الروابدة رئيس الوزراء الاسبق،فإن الغالبية الساحقة ممن تم الاستثمارفيهم،ومنحهم مواقع،والانفاق عليهم،اختفوا فجأة،وكأنهم تنظيم سري اخذ تعليمات موحدة بترك الدولة لتنهار او الاردن ليواجه مصيره،وهذا امر لافت للانتباه.
اساسا تضرر الحبل السري بين الدولة والناس،سببه اغلب هؤلاء وسياساتهم ومواقفهم،وقراراتهم الخاطئة،وهم في لحظة حساسة اثبتوا فعلا انهم لايستحقون الثقة،وان رأي الناس -في اغلبهم- صحيحٌ،فقد تخلوا عن واجبهم بالتأثير الجزئي على الاقل،على من يؤثرون،وكأنّ لسان حالهم يقول: إن الدولة تنهار فلماذا ندافع عن ميت؟!.
بعض هؤلاء سيردّ بالقول: ان المؤسسة العامة حرقت شعبيتهم واضعفتهم وتركت سمعتهم لتتشوه تحت وطأة الغمز واللمز واشارات الفساد،فلماذا يكون مطلوبا من هؤلاء التدخل ولو بكلمة خير،وهذا كلام مردود لاننا خلال اربعة ايام كنا في مفصل حساس يخص الاردن البلد والشعب،وليس الحكومات،والفرق كبير بين الدفاع عن قرار غير شعبي،وبين ترك ذات الاردن ليزول او يحترق لاسمح الله؟!.
الاف الاسماء التي تم الاستثمار فيها،على كل المستويات،تجلت حقيقتها،فهي مع الواقف فقط والمضمون بقاؤه،وهي مابين العاتب او الحردان او الذي يريد ان ينتقم؛ لانه بعيدٌ او لأن شررًا طاله في مراحل سابقة،الا ان المشترَك بين اغلبهم هو الكمون والاختباء.
لم يكن مطلوبا من هؤلاء تجريح المتظاهرين او مس شرعية الغضب الشعبي،اوالنفاق لصالح المؤسسة،بل الخروج لاطفاء تداعيات الغضب،حتى لاتتحول الى فتنة ومذبحة دموية،وحتى لانخسر الاردن،تحت وطأة الغضب من الحكومة وقراراتها.
لم نقرأ بيانا واحدًا يوقع عليه مسؤولون سابقون من كل المستويات يطالب مثلا بترشيد الغضب،او عدم التخريب والسلب،ويطالب الحكومة في ذات الوقت بالعودة عن قراراتها او استحداث حزمة اضافية ترشد هدر المال حيث يهدر حقا،بدلا عن جيوب الناس،ولم نسمع كلمة الا من المخاتير والوجهاء،فيما بطانة الدولة اختفت وقالت في موقف عصيب وحساس،انها ليست هنا،في تصرف يكشف مخاوف اغلبية البطانة من المستقبل،وخوفهم ايضا من تعرضهم لسؤال الجماهير ومحاسبتها لو خرج الاردن من هذه الازمة بشكل جديد سياسيا.
-هذا يقول: إن البطانة التي اضرت بعلاقة الدولة ايضا مع الناس طوال سنوات،هي ذات البطانة التي اختبأت ذات خطر،ولايقول هذا الا انها بئس البطانة التي دفنت رأسها في الرمل،وكأن الدولة التي انتجتها باتت في حكم الذكريات .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو