من حق المواطنين أن يشتكوا من ارتفاع الأسعار ومن حقهم أن يحتجوا إذا ما رفعت الحكومة سعر سلعة معينة وذلك عن طريق زيادة الضريبة عليها ومن حقهم أن يطالبوا بعدم رفع الدعم عن الخبز لكن في المقابل هل من حقهم أن يتصرفوا كمجتمع إستهلاكي من الطراز الأول وأن يتصرفوا بلا أبالية ويهدرون الأموال على قضايا إستهلاكية ثم يطالبون الحكومة بعدم رفع الأسعار أو الدعم عن الخبز؟.
وحتى لا نتحدث في العموميات دعونا نأخذ بعض الأمثلة ومن ثم نحكم على ما قلناه في المقدمة إذا كان صحيحا أم لا.
الحكومة تدعم الخبز والأفران تبيع كيلو الخبز من الرغيف الكبير بستة عشر قرشا والكيلو من الخبز الصغير بخمسة وعشرين قرشا ولو وقفنا على باب أحد الأفران الكبيرة وقمنا بعمل إحصائية عن المواطنين الذين يشترون الخبز الكبير المدعوم والخبز الصغير غير المدعوم لوجدنا أن نسبة الذين يشترون الخبز الصغير أضعاف أضعاف الذين يشترون الخبز الكبير.
عدد كبير من الشباب الذين لا يتعدى راتب الواحد منهم الثلاثمائة دينار يذهبون إلى البنك ويحصلون على قروض بنكية بحدود الخمسمائة دينار ويدفعون الفوائد على هذه القروض من أجل أن يشتري الواحد منهم هاتفا خلويا حديثا بخمسمائة دينار بل إن بعض هؤلاء الشباب يقتني هاتفين ثمنهما ألف دينار مع خطي هاتف وأنا أعرف عددا من هؤلاء علما بأن أحدا منهم لا يشغل منصبا هاما أو مركزا يجعله يستعمل هاتفين.
بعض الشباب الذين لا يقدرون المسؤولية ولا ينظرون إلى مستقبلهم يحصلون على قروض بنكية يصل مقدار القرض الواحد منها إلى ثلاثين ألف دينار وأحيانا أكثر من ذلك من أجل شراء سيارة فارهة وراتب الواحد من هؤلاء لا يصل إلى الألف دينار علما بأن هذه السيارة تستهلك كميات كبيرة من البنزين والقرض يصل قسطه الشهري مع الفوائد إلى أكثر من نصف راتب أحد هؤلاء الشباب بالاضافة إلى أن صيانة هذه السيارة عالية جدا وتحتاج إلى ميزانية خاصة بها.
معظم الناس احتجوا على زيادة الضريبة على الملابس الداخلية من خمسة بالمئة إلى عشرين بالمئة لكننا نسأل سؤالا مهما وهو: هل يشتري الواحد منا ملابس داخلية كل شهر أم أنه قد يمكث سنة وسنتين ولا يشتري مثل هذه الملابس؟.
نحن لسنا مع زيادة الضريبة على الملابس الداخلية أو غيرها ولا ندافع عن الحكومة لكن يجب علينا أن نرحم أنفسنا وأن نفكر في أسلوب الحياة الاستهلاكي الذي نعيشه والبطر الذي أصبح يغلف حياتنا كلها ومن يراقب شوارعنا ويرى الكم الهائل من السيارات الفارهة التي تجوب هذه الشوارع لدهش من هذا المجتمع وقد قال لي أحد الأصدقاء الخليجيين إن السيارات الحديثة الموجودة عندكم لا توجد عندنا وإذا ما وجدت فلا يملكها مواطنون عاديون بل إما أصحاب شركات كبيرة أو مسؤولون كبار.
وبعد فإن بلدنا يمر بظرف إقتصادي صعب وعلينا أن نشعر بذلك وأن نتعايش مع هذا الظرف لا أن نعيش داخل برج عاجي ونطلب من الحكومة أن تقدم لنا كل شيء مدعوما وعلى طبق من ذهب ونحن أحرار في أن نختار كما نشاء.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو