السبت 2024-12-14 01:43 ص
 

استشهاد المناصير .. مَن المسؤول ؟

07:09 ص

قضى الجندي الباسل محمد عبدالله المناصير العبادي، شهيدا في ميدان الشرف دفاعا عن الوطن وسلامته. ومَن ينتسب للجيش العربي الأردني يدرك أنه اختار درب الوغى والشهادة.اضافة اعلان

قضى شهيدنا برصاص مجموعة تكفيرية إرهابية على الحدود الأردنية ـ السورية، لكن المسؤولية تتعدى القتَلة إلى القوى الإقليمية والدولية التي تحشد الإرهابيين منذ 18 شهرا وترسل بهم إلى الحرب ضد الدولة السورية وتزوّدهم بالمال والسلاح والمعلومات والدعم السياسي.
لقد حذّرنا، مرارا وتكرارا، من أن حرب الإرهابيين في سورية سوف تمتد إلى ديارنا؛ وميّزنا، مرة بعد أخرى، بين الحراك الديمقراطي السلمي والحملة الدموية للمسلحين الأصوليين والتكفيريين الذين تستخدمهم قوى دولية وإقليمية لتدمير الدولة والمجتمع في البلد الشقيق، وهو دمار لن يبقى داخل الحدود السورية.
لم نقف مع نظام الرئيس بشار الأسد، ولكننا وقفنا ضد الإرهاب، وخوفا على بلدنا من الفائض الإرهابي الموجود في سورية. وها هي مخاوفنا تتحقق: ففي اليوم نفسه الذي أعلنت فيه المخابرات عن إحباط عملية إرهابية كبرى كانت تستهدف عمان بالسيارات المفخخة والتفجيرات والهاونات والرشاشات ( على طريقة ' ثوار' سورية)، اشتبكت قواتنا المسلحة مع مجموعتين إرهابيتين على الحدود، واعتقلت جميع أفرادهما، بدماء الشهيد البطل محمد عبدالله المناصير.
محليا، هناك، أيضا، مسؤولون عن التغذية الإرهابية الراجعة من سورية، وفي مقدمة هؤلاء،
ـ أصحاب سياسة المرونة الغامضة إزاء السلفيين الجهاديين، بما في ذلك السعي لاستخدامهم في تحقيق مآرب سياسية،
ـ السياسة الرسمية التي تجاهلت إدانة الإرهاب في سورية، مما بعث برسالة خطأ للبيئة الداخلية الحاضنة للإرهابيين،
ـ القوى التي ايدت وباركت وطبلت وزمرت للإرهابيين في سورية، باعتبارهم ' ثوارا' حتى لو كانوا تحت إمرة الاستخبارات الغربية والتركية والخليجية، وحتى عندما كانوا يفجرون المؤسسات المدنية والأحياء السكانية ويقتلون البشر بالسكاكين على الهوية الطائفية والمذهبية. لقد خلقت بذلك، بيئة ثقافية سياسية تحضن الإرهاب وتشجع الإرهابيين،
ـ مدّعو الليبرالية ممن ساهموا في تبييض صفحة الإرهاب في سورية، وتسميته، زورا وتجارة، بـ' الثورة'. وقد خلق هؤلاء أجواء تخلط الحراك المدني والإرهاب.
الآن، يجب أن يتوقف كل ذلك فورا؛
(1)على الحكومة الأردنية أن تعلن موقفها بوضوح لجهة إدانة الإرهاب والمجموعات المسلحة في سورية، والتنسيق الأمني مع الجانب السوري لدرء هذا الخطر عن بلدنا، وتفعيل قانون مكافحة الإرهاب إزاء الأفعال الإرهابية والتحريض السياسي والأدبي على ممارسة الإرهاب داخل وخارج حدود المملكة،
(2)وعلى المستوى السياسي أن يطلق يد المستوى الأمني للتعامل الشامل مع الظواهر والمجموعات والعناصر التي تشكل خطرا إرهابيا محتملا، سواء بالفعل أو بالقول،
(3)إغلاق الحدود مع سورية، ووقف استقبال اللاجئين نهائيا، والسعي مع الحكومة السورية، للبدء بإعادتهم إلى ديارهم.
القصة المؤلمة والطويلة في سورية تقترب من النهاية؛ سيطر الجيش العربي السوري على الموقف، وتشكل مناخ دولي وإقليمي جديد يعترف باستحالة التسوية السورية من دون قيادة الأسد، حتى تركيا تنكفئ وتسعى مع الإيرانيين للانسحاب من الأزمة السورية بالحد الأدنى من الخسائر السياسية. ومع الاتجاه إلى التهدئة والحل في سورية، سوف يبحث الفائض الإرهابي المحتشد فيها عن ميدان جديد أصبح واضحا أنه الأردن الذي يشهد تصعيدا متطرفاً وفوضى سياسية وتوترا اجتماعيا وانتشارا لثقافة احتضان وتأييد الإرهاب.
ما نزال على البر .. لكننا نحتاج اليوم إلى صحوة جماعية.
والمجد للشهيد المناصير، ولكن كل تباطؤ في مكافحة الإرهاب، أمنيا وسياسيا وثقافيا ونفسانيا، يعني شهيدا جديدا في صفوف قواتنا المسلحة وشعبنا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة