"استقدام الأئمة"سجال سياسي بين"العمل الاسلامي » والسفارة المصرية

الوكيل- تفاعلت «أزمة استقدام أئمة من مصر للعمل في مساجد المملكة» ليصل مداها الى تبادل المواقف والاتهامات بين حزب جبهة العمل الاسلامي والسفارة المصرية في عمان.اضافة اعلان

القصة، بدأت بتصريحات وزير الاوقاف هايل الداود عن نقص الائمة في مساجد المملكة والذهاب الى مصر لتعبئة هذا النقص، فيما يجلس آلاف الحاصلين على شهادة البكالوريوس في تخصصات الشريعة والفقة واصول الدين ينتظرون دورهم في ديوان الخدمة المدنية طلبا للتعيين.
وزير الأوقاف اكد أن المملكة تعاني من نقص كبير في عدد العاملين في المساجد من أئمة ومؤذنين، حيث يوجد 2600 شاغر إمام مسجد، و1400 شاغر مؤذن في مساجد المملكة، لافتا إلى أن هذا النقص ترتب على مدار 10 أعوام والسبب يعود إلى وقف التعيينات الحكومية بسبب نقص الموارد المادية وزيادة عدد المساجد فضلا عن تقاعد واستقالة أئمة ومؤذنين.
وزير الاوقاف لجأ لخيار استقدام ائمة ومؤذنين وخطباء من مصر، حيث يوجد الان حوالي 50 إماما مصريا، ويخضعون لمقابلات شخصية قبل اعتمادهم. الجدل والازمة بين حزب جبهة العمل الاسلامي والسفارة المصرية، بعد ان اصدر الحزب بيانا دعا فيه الحكومة لتبني استراتيجية وطنية لتأهيل العدد الكافي من الأئمة الأردنيين عوضا عن استقدام أئمة من جمهورية مصر العربية.
وقال أمين عام الحزب حمزة منصور في مذكرة بعث بها إلى رئيس الوزراء عبدالله النسور، يعبر فيها عن رفض الحزب لهذا التوجه» المصلحة الوطنية تقتضي أن يعهد بمهمة الإمامة في المساجد لأبناء الوطن المعروفين برشدهم والتزامهم بالقيم الأردنية التي نعتز بها».
رسالة منصور للحكومة اغضبت الحكومة المصرية بعد ان تعرض منصور للحديث عن تداعيات الوضع الداخلي المصري وامكانية تاثيره في اوضاعنا الداخلية، وقد حذر في رسالته لا يخفى عليكم الأوضاع التي تعيشها مصر وحالة الانقسام التي يعاني منها الشعب المصري، ونخشى أن تنقل حالة الانقسام هذه إلى بلدنا، لذا نأمل إعادة النظر في توجهاتكم».
هذا الموقف دفع السفارة المصرية في عمان لاصدار بيان سياسي اتهم فيه جماعة الاخوان المسلمين بانها هي التي تدفع لتازيم الامور، وقال البيان» من يدعو إلى الانقسام ليس الأئمة المصريين، بل هو فكر بعينه يسعى بكل السبل لنشر العنف والإرهاب الفكري بتحريف قيم الإسلام الحنيف ومبادئه، واستخدامه وسيلة لتحقيق مآرب أنصاره السياسية».
وزادت السفارة في هجومها في رسالة رد على موقف حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين» هناك قلة قليلة من الآملين بزرع بذرة الانقسام بين أبناء الشعب المصري».
وتمنت السفارة في بيانها أن يحظى الأئمة المصريون أبناء الأزهر الشريف، بالاحترام والتقدير اللذين عهدتهما في الأردن.
نائب الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي محمد الزيود رد على موقف السفارة ببيان عبر فيه عن استغرابه من هذا البيان الذي اعتبره تدخلا مباشرا في الشأن المحلي الأردني حول مذكرة رسمية من رئيس حزب سياسي إلى رئيس حكومة بلده.
وتابع الزيود»كنا وما زلنا نقدر للأزهر الشريف كمؤسسة مكانتها التاريخية والدينية، إلا أن القائمين على إدارة شؤون الأزهر وللأسف الشديد بعد حصول الانقلاب جعلوا من الأزهر أداة طيّعة في يد الانقلابيين».
ورد الزيود على بيان السفاره ونفيها عدم وجود انقسام سياسي في مصر بقوله» لقد ساهم بعض شيوخ الأزهر اليوم في تعميق الانقسام السياسي بين أبناء المجتمع المصري وفتت وحدتهم عندما وقفوا في خندق الانقلاب وانقلبوا على شرعية الحاكم المسلم المنتخب».
وزارة الاوقاف بررت لجوءها لمصر لتعبئة الشواغر بسبب اعلانها عن شواغر لتعبئتها تبلغ 400 شاغر ولا يتقدم سوى 50 الى 60 شخصا.
واكدت الوزارة ان هناك 5700 مسجد تقام فيها خطبة الجمعة من اصل 7000 مسجد.
العرب اليوم