الوكيل - اكدت مصادر اسرائيلية امس ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي بدأت اعادة رفات 36 شهيدا فلسطينيا محتجزة بمقابر الارقام السرية التابعة لجيش الاحتلال. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية امس ان قرار اعادة رفات الشهداء جاء كـ 'بادرة حسن نية لتشجيع العملية التفاوضية' الجارية بين الجانبين.
وقالت الاذاعة انه تم خلال الاسابيع الاخيرة تشخيص الجثث بعد مطابقة عينات الحمض النووي لذوي الشهداء.
و'مقابر الأرقام' اسم رمزي يطلق على مئات بل آلاف القبور التي أنشأتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لدفن جثث الأسرى والضحايا، الذين اغتيلوا على أيدي قوات الاحتلال، والتي يعطى كل قبر من تلك القبور رقما خاصا به لا يتكرر مع آخر، وكل رقم من هذه الأرقام دال على ضحية معينة، ويرتبط رقم قبره بملف عن المدفون مع السلطات الإسرائيلية.
وتماطل سلطات الاحتلال منذ عشرات السنين في تسليم تلك الجثث التي تحتويها تلك المقابر إلى ذويها لدفنهم في مناطق سكناهم وفقا للطريقة الإنسانية والدينية، وتستخدم تلك الجثث كورقة مساومة في أية مفاوضات تتم مع الجانب الفلسطيني. هذا ويؤدي تحلل تلك الجثث وتقاربها من بعضها بعضا وانجراف بعضها الآخر أثناء فصل الشتاء بفعل السيول ومياه الأمطار إلى فقدان العديد من تلك الجثث، وهو ما حدث على سبيل المثال مؤخرا مع جثمان الشهيد أنيس محمد دولة الذي وقع أسيرا في قبضة قوات الاحتلال الإسرائيلي إثر معركة خاضها ورفاقه في منطقة الأغوار بتاريخ 30 /6 /1968، وحكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية بالسجن المؤبد مدى الحياة. وبقي دولة أسيرا في سجون الاحتلال إلى أن سقط شهيدا في سجن عسقلان يوم 31/ 8/ 1980 إثر تدهور حالته الصحية من جراء مشاركته في الإضراب البطولي الذي خاضه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ودام لأكثر من ثلاثين يوما، وجرى بعدها تشريح جثمان الشهيد دولة في معهد الطب الشرعي الإسرائيلي 'أبو كبير'.
وقد قالت سلطات الاحتلال بعد مطالبتها من قبل مؤسسات حقوقية بالإفراج عن جثمانه في عام 2010 ان الجهات الأمنية الإسرائيلية استنفدت سبل البحث عن جثمان الشهيد أنيس محمود دولة ولم تجد جثمانه في المكان المحدد، وتعهدت بإرجاع الجثمان حال عثورها عليه مستقبلا.
وتثير مثل تلك الحوادث السؤال: 'إلى متى سيتم الاحتفاظ بجثامين الشهداء في مقابر الأرقام في حين ان الحكومة الإسرائيليّة تستهتر في أهم الحقوق الإنسانية وهو كرامة الميت؟'، علما أن الاستهتار وعدم التوثيق وفقدان الجثمان يتنافى مع كل المواثيق والأعراف الدولية بل ويتنافى مع القانون الإسرائيلي نفسه.
هذا وكانت مصادر إسرائيلية وأجنبية قد كشفت في السنوات الأخيرة معلومات عن أربع مقابر أرقام في المناطق المحتلة عام 1948 هي:
1. مقبرة الأرقام المجاورة لجسر 'بنات يعقوب' وتقع في منطقة عسكرية عند ملتقى الحدود الإسرائيلية – السورية – اللبنانية، وتفيد بعض المصادر عن وجود ما يقرب من 500 قبر فيها لشهداء فلسطينيين ولبنانيين غالبيتهم ممن سقطوا في حرب 1982، وما بعد ذلك.
2. مقبرة الأرقام الواقعة في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر داميه في غور الأردن، وهي محاطة بجدار، فيه بوابة حديد معلق فوقها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية 'مقبرة لضحايا العدو' ويوجد فيها أكثر من مئة قبر، وتحمل هذه القبور أرقاما من ' 5003 – 5107 ' (ولا يعرف إن كانت هذه الأرقام تسلسليه لقبور في مقابر أخرى أم كما تدعي 'إسرائيل' بأنها مجرد إشارات ورموز إدارية لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في مقابر أخرى ).
3. مقبرة 'ريفيديم' وتقع في غور الأردن.
4. مقبرة 'شحيطة' وتقع في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا الواقعة بين جبل أربيل وبحيرة طبريا. غالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 – 1975.
وفي الجهة الشمالية من هذه المقبرة ينتشر نحو 30 من الأضرحة في صفين طويلين، في حين ينتشر في وسطها نحو 20 ضريحا، وما يثير المشاعر كون هذه المقابر عبارة عن مدافن رملية قليلة العمق، ما يعرضها للانجراف، فتظهر الجثامين منها، لتصبح عرضة لنهش الكلاب الضالة والوحوش الضارية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو