لم يكن مفاجئاً فيديو الاعتداء على رجال السير من قبل واحدة من فواردنا العرمرمية. فمن يغتصب الطريق، وينتهك حرمتها «في مثل هذه الفوارد عموما» ، ومن يسلب الناس أوقاتهم وحقهم بطريق منسابة، ويثير حنقهم وغضبهم، ويرفع ضغطهم وسكرهم. توقع منه الكثير الكثير، فهو في حالة انتشاء وانتصار على المجتمع بكل أطيافه.
فأي غضب سيتلبسك من ساسك لرأسك، حين تجبر على المشاركة بفاردة تتهادى بسرعة 20كم في ساعة لمسافة 20كم؟!. أي غضب ينتابك وأنت ترى رتلاً طويلاً من السيارات خلفك يتحمصون قهراً جراء هذا الانقياد المقيت؟!. وأي غضب سيفجرك، وهؤلاء الناس يضربون عرض الحائط كل معاني الإنسانية والحرية وحسن الأخلاق باغتصابهم وقتك.
يعجبني أن أشارك الناس أفراحهم، ولكن بإرادتي، أما أن نعتقل وراء فاردة تحتل الشارع تظهر فتونتها وهيلمانها علينا. فهذا لا يقبل. فلم يعد محتملاً أن ندعي حرية الآخرين، ونحن نسرق وقتهم، ونسبب ضيقاً لهم. ولم يعد محتملاً أن نسمح لهؤلاء بممارسة السادية المرضية علينا. ثم أي فرح هذا الذي يبنى على مقت وحنق الآخرين؟!.
(الفاردة) التي باتت ملمحاً عاماً في شوارعنا، دون أن تجد من يأخذ على يدها. الفاردة من بقايا موروثاتنا التي لم تعد تناسب حاضرنا، وقد أخذت اسمها من (الفارد)، وهو الجمل المزين والمزركش، فقد كانت العادة تقتضي أن يأتي أهل العريس بقطار طويل من الإبل فارداً وراء فارد، في زفة وغناء، ليأخذوا العروس. وكلما كان القطار طويلاً كانت الهيبة أكبر. فهذا مظهر من مظاهر الوجاهة واستعراض القوة والفتوة، وكأنها انتصار من نوع خاص.
ما من أحد يمتلك حصانة من الاعتقال وراء فاردة تجتاح شوارعنا. فهل هي أنانية تتلبس الواحد منا حين يفرح، فيتصرف وكأن الشارع ومستخدميه ملكاً خاصاً له ولأبيه؟!، والويل لم يثنيه عن هذا. فإلى متى نبقى أسرى لهذه العادات البالية، بعد أن تجاوزنا عن عادات قيمة، وتمسكنا بالذي انتهت صلاحيته.
نحن بحاجة لإعادة دوزنة شعورنا تجاه الآخرين والمجتمع والعرف. نحن بحاجة لمراعاة الخلق العام. ثم من يقبل هذا الهدر في دولة تصرف أكثر من ربع مدخولها القومي على شراء النفط؟!. وماذا لو قدمنا ما نهدره في الفاردة شهر عسل يتذكره العروسان؟!.
أرى أن الفرصة مواتية الآن، أن يتم القضاء على هذا الظاهرة المخلة بالقوانين والأخلاق. اعتقلوا الفوارد فهي تعتقلنا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو