الزاوية الوحيدة التي يمكن أن نتفهم من خلالها التركيز الإعلامي الكبير على افتتاح “مخيم” الأزرق للاجئين السوريين هي زاوية الترويج والاستقطاب المأمول لمساعدات خارجية للأردن لتحمل أعباء اللجوء الإنساني المستمر هربا من الجحيم المستعر في سوريا والذي لا يبدو أنه على وشك الخمود. بدون تلك الزاوية لا يبدو أن هنالك اي سبب للاحتفال بحدث يجسد مأساة الحالة السورية الراهنة كما يجسد كارثة تنموية واقتصادية سيعيشها الأردن في الأشهر والسنوات القادمة في حال لم يتوقف المد المستمر من اللاجئين.
من المهم تسمية الاشياء بمسياتها. الأزرق ليس مخيما بل مدينة وجدت لتبقى فترة طويلة. طريقة تشييد مدينة الأزرق الجديدة استفادت من “الأخطاء والدروس المستفادة” التي حدثت في مخيم الزعتري وخاصة من الجوانب الأمنية والإنسانية والاقتصادية. مدينة الأزرق سوف تحتضن 130 ألف شخص في الحد الأقصى، ويبدو هذا التخطيط مثيرا للقلق ومؤشرا على أن المجتمع الدولي الذي دعم إنشاء المخيم يؤمن بأن الوضع في سوريا هو إلى مزيد من التصعيد والتسبب في هجرة أعداد أكبر سيبقون لفترات أطول في “المجتمعات المضيفة”.
في بناء المخيم-المدينة تم تشييد المجمعات السكنية المختلفة بطريقة تتضمن وجود مساحات بينها وإمكانية للتوسع في حال استقبل المخيم لاجئين من نفس العائلة أو المنطقة السكنية لاحقا وبالتالي يتم بناء كل وحدة سكنية وكأنها تمثل قرية أو منطقة معينة قابلة للتوسع. المخيم-المدينة يتضمن ايضا وجود مساحات لخدمات لا مركزية يتم إنشاؤها في المجمعات السكنية من قبل اللاجئين أو من مزودي خدمات محليين بحيث لا يكون مصدر الخدمات مركزيا وهذا ما يسمح بوجود نمط من النشاط الاقتصادي المحلي الذي يخدم المجتمع الصغير.
في المخيم-المدينة :عيادات طبية ومدرستان تستقبلان ما يصل إلى 10 آلاف طالب ومرافق مختلفة للخدمات ومنها ملاعب أطفال ومساحات مناسبة للنشاطات الخارجية ومرفق ضخم للمواد الغذائية والتموينية يصل إلى مستوى اي مول في المدن الأردنية.
تفخر الدول المانحة بأن هذا المخيم هو الأكبر والأحدث من نوعه في العالم من حيث التصميم والخدمات وطريقة الإدارة وتوفير الحد المطلوب من الحياة الكريمة للقاطنين فيه. هذا أمر مرحب به إنسانيا ولا يمكن الجدال بشأنه ولكنه يفتح ابوابا كثيرة للتساؤل حول ما يبدو أنه عملية لا تنتهي من تدفق اللاجئين والتي سوف تضغط الموارد الطبيعية والاقتصادية في الأردن إلى الحد الأقصى.
ليس من المعروف إذا كان المخيم-المدينة سيحصل على موارد المياه من حوض الأزرق المائي أم من مصادر أخرى وما هي كميات هذه المياه ومن اي بند من الموازنة المائية الشحيحة سيكون، ولكن من المؤكد أننا الآن في مرحلة جديدة وواقع مفاده أن المدينة الرابعة من حيث عدد السكان في الأردن قد تم تدشينها وهذا ما سيغير الكثير من المعطيات الاقتصادية والتنموية والسياسية في الأردن ومن السذاجة بمكان تجاهل هذا التطور الاستراتيجي على مسار السنوات القادمة في الأردن.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو