الأردن حائر امام معادلة التصعيد الخليجي

الوكيل - المحور السعودي الأردني الاماراتي الذي كان قد خاض صراعا سياسيا طويلا مع المحور القطري الاخواني التركي يدخل جولة مواجهة جديدة وحاسمة.اضافة اعلان


مع قرار استدعاء ثلاث دول خليجية لسفرائها من الدوحة تكون المرحلة الثانية من الصراع المعلن قد وصلت أولى محطاتها. المحطات المقبلة في الصراع تعتمد على مدى تجاوب القطريين مع الرسائل الخليجية.

الاصرار القطري على المضي قدما في العمل ضد الدول الخليجية الثلاث، قد يرشح انضمام الكويت لهذا المحور قريبا، وبالتالي يمكن ان تشهد الأزمة خطوات تصعيدية جديدة، قد تشمل طرد سفراء قطر، وفرض قيود وعقوبات متقدمة على الدوحة.

قطر بدورها تعتقد ان مساحة المناورة في مواجهة هذا التصعيد الخليجي تستدعي خلق تحالفات جديدة، تبدأ من محور خليجي جديد مع عُمان، واعادة تموضع اقليمي تجاه ايران والعراق ثم سورية وحزب الله في لبنان.

ضمن معادلة التصعيد الخليجي يقف الاردن حائرا امام شكل التطورات التصعيدية الأخيرة.

الأردن الذي اختار ان يكون في صف المحور السعودي الاماراتي في الفترة الماضية، يصعب عليه الانسلاخ عن هذا النهج.

القرار السعودي الاخير، والمتعلق بوضع جماعة الاخوان المسلمين على لائحة الارهاب، يمثل تحديا آخر امام حلفاء السعودية، وخصوصا الاردن. كيفية التعامل مع هذا القرار وتبعاته، وطبيعة التعامل الاردني مع جماعة الاخوان، التي لم تعد مرفوضة سعوديا فقط، بل أصبحت تصنف على أنها جماعة ارهابية.

مصادر خليجية مطلعة أكدت ان مرجعيات عليا في السعودية- حليف الاردن الاهم والاكبر، ابدت امتعاضها من التصريحات الاردنية، التي وضعت العلاقة مع السعودية في خانة توازي مستوى العلاقة مع قطر.

لا بل ان المصادر نفسها تؤكد اغلاق مداخل الوساطة التي تسعى بعض الدول – ومنها الاردن- للمناورة من خلالها. المصادر السعودية نفسها أكدت عدم قبول مبدأ الوساطات عندما يتعلق الأمر بأمن السعودية والخليج.

الأهم أن الربط السعودي لجماعة الاخوان المسلمين بتنظيم القاعدة وداعش يعني ان السعودية تعلن مواجهة مع هذه التنظيمات ورعاتها وداعميها، وبالتالي فان مسرح المواجهة قد يتسع بشكل كبير في الايام المقبلة.

لهذا فان المحاولة الأردنية للحصول على غطاء أمريكي للخروج من أزمة اتخاذ موقف واضح عبر تبني مبادرة مصالحة مدعومة أمريكيا، تحت ذريعة الحفاظ على وحدة المحور الخليجي، قد لا تمثل حلا مقبولا من محور حلفاء الأردن.

العرب اليوم