السبت 2024-12-14 01:28 م
 

الأردن مـا بعـد اسـتقالـة الخصاونـة: المملكـة عـاجـزة عـن الإصـلاح .. أم تتفـاداه؟

12:49 م

الوكيل - ذهب الكاتب دنيز يمين في مقال نشر الإثنين في صحيفة 'السفير اللبنانية' إلى أن استقالة رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة جاءت 'مفاجأة وصادمة'، ومردّها، وفق التحليلات الغربية، كما قال 'عودة الملك عبدالله الثاني إلى قاعدة ابيه، الملك الراحل الحسبن بن طلال: «مشاكل اليوم لليوم ومشاكل الغد للغد»، حيث وجدت الأردن انه من الملحّ تذليل الامتعاض في صفوف الاردنيين بدلا من البدء في 'تانغو' غير مضمون النتائج مع الاسلاميين (من اصل فلسطيني).اضافة اعلان


وتساءل دنيز يمين: لماذا استقال الخصاونة، ثالث رئيس حكومة يغادر السلطة في غضون عام؟ وأي خلفيات حتّمت على الخصاونة، المعروف بانفتاحه تجاه الاسلاميين، ترك منصبه بعد 6 اشهر فقط على تعيينه؟

وبين دنيز يمين، أن التحليلات المرافقة للتطورات في الاردن تحاول فهم ما يجري في المملكة 'الغامضة'، التي نجحت حتى الآن في عزل نفسها عن 'تغيير' جذري في سلطاتها، متصدّية لموجة 'الربيع العربي الجارفة'.

ونوه دنيز يمين ، أن مطلب المعارضة يتمحور بإصلاح القانون الانتخابي، وهو ضمن سلة مطالب لم تستطع المملكة تلبيتها حتى اللحظة أهمها: التوازن بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، سيادة قضاء أكثر استقلالية، الإفراج عن الناشطين المعتقلين في التظاهرات، تحجيم دور الشرطة السرية في الحياة اليومية، وضع حد لممارسات الفساد الحكومية وقطاع الأعمال... وهي عناوين تكررت في الساحات العربية المجاورة ما قبل 'الانفجار'، متسائلا: هل يتمكّن فايز الطراونة، خلف الخصاونة، من التعامل معها على مسافة من الجميع .. ويحلّ معضلة قانون الانتخاب؟


وفيما يلي نص مقال دنيز يمين كاملا:


'لسنا شعبا مملا.. يمكن لأي امر ان يحصل. لكن اعتقد ان البلد اكثر هدوءاً بكثير مما كان عليه في تشرين الاول الماضي'... قالها رئيس الوزراء الاردني المستقيل عون الخصاونة لـ «التايم» الاميركية في كانون الثاني الماضي، مظهراً ثقته بـ «صحة» المملكة الهاشمية التي شهدت عاما من التظاهرات المتواصلة المطالبة بالاصلاح والداعية الى تحويل الاردن من مملكة سلطوية الى مملكة دستورية على غرار النموذج البريطاني.

اطمئنان الخصاونة قبل 4 اشهر، لم يعد في مكانه اليوم. فبعد استقالة القاضي الدولي من منصب رئاسة الحكومة في 26 نيسان الحالي على خلفية «صدام» بينه وبين الملك عبد الله الثاني، بحسب المعلومات المواكبة للاستقالة، عادت فرص انفجار الشارع الى الواجهة.. «ولا تنتظر سوى من يشعل عود الثقاب»، وفقاً لأحد قياديي «الاخوان المسلمين» في عمّان.

لماذا استقال الخصاونة، ثالث رئيس حكومة يغادر السلطة في غضون عام؟ اي خلفيات حتّمت على الخصاونة، المعروف بانفتاحه تجاه الاسلاميين، ترك منصبه بعد 6 اشهر فقط على تعيينه؟

تحاول التحليلات المرافقة للتطورات في الاردن فهم ما يجري في المملكة «الغامضة»، التي نجحت حتى الآن في عزل نفسها عن «تغيير» جذري في سلطاتها، متصدّية لموجة «الربيع العربي» الجارفة.

ففي وقت تؤكد قراءات غربية، كقراءة «التايم» قبل ايام، ان تعيين الخصاونة في تشرين الاول الماضي، اي في ذروة التحرّك في الشارع، «منح الديوان الملكي مجالا للتنفس كونه شخصية ادارت الديوان في عهد الملك حسين، وله علاقات وطيدة مع الاخوان المسلمين، وأتى بدعم دولي كقاض سابق في محكمة العدل الدولية»، تحدثت قراءات صحافية اخرى عن خلافات «متراكمة» مع الملك عبد الله، ادت الى الاستقالة.

'تراكم'، بالرغم من فترة الخصاونة القصيرة في الحكم، تُرجم بتعددّ نقاط الاختلاف بين الرجلين حول مسائل ابرزها موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة. اذ فيما أصر الملك على إجرائها هذا العام، رأى رئيس الحكومة المستقيل أن الأهم من الموعد هو إنجاز قانون انتخاب متوافَق عليه. كذلك، تزامن قبول استقالة الخصاونة مع إصدار الملك إرادة ملكية بتمديد الدورة العادية لمجلس الأمة لشهرين بتوقيع وزيرين في حكومة الخصاونة، بينما كان الاخير في صدد الدعوة لدورة استثنائية بموافقة الملك.

هذا في الشكل. اما في المضمون، فيذهب الكاتب روبرت ساتلوف في تحليله استقالة الخصاونة الى القول ان ما جرى يعكس «تحولاً سياسيا استراتيجيا في الاردن، من مملكة تتودد للإخوان المسلمين (الاردنيين من اصل فلسطيني) الى مملكة تدعم المنطقة الشرقية (الاردنيين)». ويقول ساتلوف في مقال نشره «معهد واشنطن» ان «الخصاونة الذي احتُفي به لكونه رجلا نظيفاً في بيئة سياسية فاسدة وفضائحية، اتى بثقة كاملة من الملك للولوج في حوار حول الاصلاح مع شرائح الرأي العام المحلي والمجتمع المدني.. فكانت الجهة الابرز في اتصالاته، جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن». ويضيف ساتلوف ان الخصاونة الذي لاحظ انتشار الظل الاسلامي في المنطقة، نظر الى اولوية اشراك «جبهة العمل» في الانتخابات المقبلة وبالتالي جذبها الى اللعبة السياسية بدلا من مواجهة مقاطعتها للاستحقاق التشريعي وتحركاتها المعارضة.. «وعليه، فتح الخصاونة نافذة الحوار مع الجبهة سعيا للاتفاق على تشريعات قانونية تحفظ تشكيل الاحزاب وتؤمن الاصلاح الانتخابي».

وصف المعهد الاميركي استراتيجية الخصاونة بـ«المخاطرة»، خصوصا ان «الانفتاح تجاه الاخوان في الاردن يعني تقوية الاردنيين من اصل فلسطيني»، الامر الذي «قوبل بالتخوف من جانب المواطنين الاردنيين الذين خافوا نظاما انتخابيا اكثر انصافاً، يقوّي الفلسطينيين في الاردن على حسابهم».

وأتت خطة الخصاونة بعد احتجاجات سياسية واسعة في مدن تعتبر محسوبة على النظام، كمدن الضفة الشرقية (الطفيلة والكرك ومعان...)، حيث عكست صورة لمئات من الرجال والنساء الأكثر ولاء للنظام وهم يهتفون بشعارات ضد الحكومة، انشقاقا محتملاً في الائتلاف الملكي.

استقالة الخصاونة المفاجئة دلت على «مفاجأة» في الكواليس، مردّها وفق التحليلات الغربية عودة الملك الى قاعدة ابيه: «مشاكل اليوم لليوم ومشاكل الغد للغد»، فوجدت المملكة انه من الملحّ تذليل الامتعاض في صفوف الاردنيين بدلا من البدء في «تانغو» غير مضمون النتائج مع الاسلاميين (من اصل فلسطيني).

يؤكد دان مورفي في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الاميركية ان استقالة الخصاونة اتت بعدما اصطدم الاخير، خلال محاولته العمل على قانون انتخاب جديد، بفئتين: «قادة القبائل المقربين من الديوان الملكي والمسؤولين الامنيين الخائفين على امتيازاتهم من جهة، والمعارضة التي اعتبرت ان القانون الجديد لا يكفي للاصلاح». كذلك، يقتبس مورفي ما كتبه الخبير في الشؤون الاردنية كورتيس راين، عن سجال الاصلاح في البلاد ما قبل استقالة الخصاونة: «يشير راين إلى الانقسام بين المجتمع الأردني في المنطقة الشرقية والاردنيين من اصل فلسطيني، قائلا ان الفئة الاولى ممثلة بشكل مفرط في البرلمان بفضل القواعد الانتخابية الحالية، وبالتالي يهتم هؤلاء بحماية امتيازاتهم» وقطع الطريق امام اي مسعى للحد من نفوذهم.

مطلب المعارضة باصلاح القانون الانتخابي، يأتي من ضمن سلة مطالب لم تستطع المملكة تلبيتها حتى اللحظة: التوازن بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، سيادة قضاء أكثر استقلالية، الإفراج عن الناشطين المعتقلين في التظاهرات، تحجيم دور الشرطة السرية في الحياة اليومية، وضع حد لممارسات الفساد الحكومية وقطاع الأعمال... عناوين تكررت في الساحات العربية المجاورة ما قبل «الانفجار». فهل يتمكّن فايز الطراونة، خلف الخصاونة، من التعامل معها على مسافة من الجميع.. ويحلّ معضلة قانون الانتخاب؟


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة