السبت 2024-12-14 01:09 م
 

الأردن والأورغواي: حديث كل مواطن أردني

11:27 م

الوكيل - 24 ساعة فقط وتقام الموقعة الكروية التاريخية... المكان ستاد عمان.. الزمان الساعة السادسة مساء يوم الأربعاء 13 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2013... الشهود نحو سبعة ملايين مواطن أردني وضيوفهم من الاشقاء العرب... الابطال فوق المسرح هم نشامى الكرة الأردنية ونجوم منتخب الأورغواي.اضافة اعلان


مشهد لم يسبق لأي ملعب أردني أن حظي به... للمرة الاولى يأتي منتخب بوزن “الاوروغواي”.. حاملة اول القاب المونديال... وصاحب الظهور إحدى عشرة مرة في النهائيات.

سادس العالم من حيث التصنيف العالمي وفق “فيفا”، يأتي إلى الأردن لخوض مواجهة ذهاب الملحق العالمي المؤهل إلى مونديال البرازيل 2014، قبل أن يذهب المنتخبان إلى مونتيفيديو لخوض مباراة الاياب يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.

يأتي نجم ليفربول لويس سواريز ونجم باريس سان جرمان كافاني ونجم مونديال جنوب أفريقيا 2010 فورلان، وبقية اللاعبين الذين تزخر بهم “كتيبة الأورغواي” ويحترفون في الأندية الاوروبية.

في الحسابات التقليدية لا مجال للمقارنة بين المنتخبين الأردني والاورغواني... الأورغواي سادسة العالم في تصنيف “فيفا” والنشامى في المركز السبعين... النشامى لم يسبق لهم بلوغ نهائيات المونديال لكن الأورغواي بلغته احدى عشرة مرة وفازت به مرتين... نجوم الأورغواي يحترفون في اندية اوروبا والبرازيل والنجوم النشامى يلعبون في الدوري المحلي ويحترفون في اندية الخليج العربي باستثناء ثائر البواب مع فريق غاز ميثان الروماني.

لكن ثمة حسابات اخطأ الاستراليون واليابانيون في التعاطي معها حسب الاصول فوقعوا في المحظور... في عمّان لا يقبل النشامى الخسارة... ثمة جمهور كبير يقف خلف النشامى ويهتف لهم... ثمة شعور وطني بأهمية أن تكون أردنيا وأن تهتف للأردن، فلهذه الكلمة وقع السحر في نفوس كل الأردنيين... لاعبين ومتفرجين... ثمة إرادة قوية وعزيمة لا تلين ورغبة صادقة وايمان عميق، بأن الفوز على الأورغواي لا يحتاج إلى “معجزة” بمقدار ما هو بحاجة إلى عطاء أحد عشر رجلا في الملعب، يستمدون عزيمتهم من كلمات الرياضي الاول جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، التي تؤكد دوما ثقة القائد بأبنائه وأشقائه، ممن يسعون إلى رفع اسم وعلم الأردن في المحافل الرياضية العالمية، كما يستمدون ثقتهم من سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة، الذي يحرص دوما على الشد من أزرهم ووضعهم في ظروف معنوية مناسبة.

الاورغوانيون درسوا التاريخ جيدا... جاءوا إلى عمان وفي نفوسهم رغبة كبيرة في تحقيق الفوز وقطع نصف الطريق إلى البرازيل... عرفوا جيدا ما حصل مع منتخبات مثل الصين واليابان واستراليا، عندما عادت من عمّان تجر اذيال الخيبة، بعد أن اعتقدت أنها قادمة في نزهة وتحقيق فوز مؤزر، لذلك اصر مدرب منتخب الأورغواي تاباريز وكثير من نجوم ذلك المنتخب العنيد في تصفيات أميركا الجنوبية على “احترام النشامى”، والتأكيد على أنه رغم عدم معرفتهم الكثير عن المنتخب الأردني الا أنهم يحترمون قدراته، طالما وصل إلى هذه المرحلة من التصفيات.

احترام الخصم واجب... لكن لا يجوز المبالغة في احترامه.. يجب على النشامى احترام قدراتهم وقدرات خصومهم بدون زيادة او نقصان، وأن يتعاملوا مع هذا الواقع بكل واقعية، فالمبالغة في الحرص والخوف او الاستهتار يكلف غاليا، فليكن منطق الكرة هو السائد... كرة القدم تعطي من يعطيها... هكذا تعلمت كل الاجيال السابقة وتتعلم الاجيال اللاحقة.

لا حديث يعلو فوق حديث المنتخب.. في البيت... في المدرسة.. في الجامعة او الكلية... في الشارع... في الاسواق... في اماكن العمل الحكومية والخاصة... الجميع يتحدث عن المباراة... ولو كان ستاد عمان يتسع أكثر لكان نحو سبعة ملايين مواطن يجلسون في ستاد عمان... لكن قلوب الأردنيين ستتسع للنشامى... في مدرجات ستاد عمان... في الساحات والمراكز الشبابية التي حظيت بمبادرة سامية من ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ليتمكن الأردنيون في كل بقعة من مساحات الوطن الجميل من مشاهدة المباراة والاستمتاع بأداء النشامى... امام شاشات التلفزيون سيجلس الأردنيون وفي المساجد والكنائس سيدعون للنشامى بالتوفيق.

“العب يا النشمي”.. حاور... مرر... سجل... سيناريو يتعطش الأردنيون لمشاهدته في أرض ستاد عمّان غدا.

اوصال النشامى لن ترتجف من سواريز ورفاقه.. صحيح أنهم نجوم بارزون ولهم احترامهم وحضورهم... لكن لا كبير في كرة القدم.. بالارادة والعزيمة والروح المعنوية والجاهزية الفنية والبدنية والخطط التكتيكية من قبل المدير الفني حسام حسن، سيتمكن النشامى من ترجمة طموح الأردنيين في اكمال الطريق إلى البرازيل.

لا تخشوا اسم الأورغواي... ذات يوم نجح منتخب الكاميرون القادم من المجهول في قهر مارادونا وكافة نجوم الأرجنتين في المونديال.. هذا درس يتعلمه كل من يرغب في أن يكون بين الكبار في المونديال.

رغم أن الرقم “13” يبعث على التشاؤم في العرف السائد... الا أن في مقدور النشامى جعله يوما مميزا ورقما سعيدا اذا ما تمكنوا من التغلب على الضيوف... دعونا جميعا ندعو للنشامى من كل قلوبنا بالتوفيق، فهذا الشعب الأردني يستحق أن يفرح ويستحق العلم الغالي أن يرفرف في سماء البرازيل في شهر حزيران (يونيو) من العام المقبل.

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة