تكتسب زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد للأردن أهمية خاصة نظرا لتوقيتها، فالدوحة تشعر بضغط كبير في وسطها الخليجي بعد قرار شقيقاتها سحب سفرائها منها.
المعلومات تشير إلى أن التصعيد تجاهها مستمر في الأيام المقبلة من قبل الإمارات والسعودية بالتحديد.
أهمية الزيارة للدوحة في هذه المرحلة أهم بكثير منها لعمان، خصوصا وهي التي تواجه تصعيدا غير مسبوق تجاه سياستها الخارجية تحديدا في الموضوع المصري.
الزيارة بالنسبة لقطر هدف، والدوحة هي من يحتاجها في هذا الوقت أكثر من عمان، وهي تدرك الدور المحوري للأردن في هذه الظروف الصعبة، لناحية تعزيز العمل العربي المشترك، والمساعي المعروفة للملك عبدالله الثاني في هذا المجال، ما يعني أن قيام الأردن بوساطة لتقريب وجهات النظر بين الدوحة وأبوظبي والرياض أمر ممكن، في وقت يتمتع الأردن بعلاقات ثنائية مميزة مع السعودية والإمارات.
الوساطة أمر ممكن، رغم أنه يبدو صعبا في ظل التشدد السعودي الإماراتي تجاه قطر.
وماكينة الدبلوماسية الأردنية إن سعتْ، تستطيع تخفيف الضرر الواقع على قطر، وبإمكانها الحد من قسوة القرارات الخليجية على الدوحة.
وسط الأوضاع التي تمر بها قطر، يبدو بناء جسور حقيقية مع الأردن في هذا التوقيت مفيدا، مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة العلاقة بينهما، والتي مرت بمراحل طويلة من الفتور، إن لم يكن الجمود، ولذا ربما تحاول الدوحة التي تخلّت عن الأردن كثيرا التعويض عن ما فات.
ثمة ملفات كثيرة عالقة بين البلدين، أهمها ملف المنحة الخليجية؛ فالدوحة تأخرتْ كثيراً في تسديد ما عليها من التزام، حتى فُقِد الأمل بإمكانية ذلك حتى وقت قريب.
بموجب قرار مجلس دول التعاون الخليجي، يقدم للأردن مبلغ 5 مليارات دولار بقيمة تصل 1.25 مليار دولار تتوزع على أربع دول هي؛ السعودية، الإمارات والكويت وأخيرا قطر، الدول الثلاث قدمت ما عليها فيما تمنعت الدوحة عن ذلك، رغم الظروف المالية الصعبة التي يمر بها الأردن.
في ظل الزيارة التي قيل إن التخطيط لها بدأ منذ وقت، لكنها تأجّلت نظرا للتطور الذي حدث في ملف العلاقات الخليجية، يبدو أن ملف المنحة سيكون على الطاولة ولا يُستبعَد أن يعلن الأميرالتزام بلاده بتقديم الاموال للمملكة.
وربما تأخذ الأمور منحى إيجابيا أكثر، فتقدم الدوحة أكثر من المتفق عليه، خصوصا أن العون الذي قُدِّم للأردن في ظروفه الصعبة التي يعاني منها منذ سنوات وتفاقمت نتيجة اللجوء السوري، لم يرتقِ إلى حجم المساعدات السخية التي قدمتها الدول الخليجية لدول عربية أخرى، وضع الأردن ليس أفضل منها، ومثال ذلك المساعدات الاستثنائية التي قدمت للبنان وأكثر منها لمصر.
الموقف الأردني حساس، فالالتقاء اليوم مع الدوحة، فيما حلفاء الأردن المعروفون يصعّدون ضدها أمر ليس بالهين. مراقبون يقرؤون الزيارة باتجاهين فإمّا أنه مدخل للتوسط من أجل المصالحة والتخفيف من الخلاف الخليجي الخليجي، أو أنه رسالة للحلفاء، الذين يرى الرأي العام الأردني أنهم لم يساعدوا الأردن بالقدر الذي يخرجه من الأزمة، ما دفعه للبحث عن حليف جديد، يستجيب لرغبات الرأي العام الأردني المحبط من طريقة تعامل حلفاء الأردن معه.
بالمجمل، تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة للظروف التي جاءت فيها، ومصلحة الأردن المعتدل كعادته تقتضي أن يفتح الباب للجميع، ضمن مساعيه لتعزيز العلاقات العربية المشتركة، وطي الخلافات إن كان لذلك سبيلا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو