تنظر مصر الآن إلى علاقتها مع الأردن من خلال بعد استراتيجي يساعد مصر على أكثر من صعيد لمعاودة دورها الذي غيّبه حكم الإخوان المسلمين الذي لم يستمر طويلاً قبل سقوط نظام الدكتور مرسي، فقد جرى استبدال الدور المصري بدور آخر لخدمة الاخوان كحزب ديني وسياسي ولخدمة مصالح محددة تتصادم مع المصالح الوطنية المصرية العليا وتكوينات مصر الاجتماعية والسياسية والتاريخية.
زيارة الرئيس المصري المؤقت إلى الأردن طرحت مسائل عديدة وفتحت المجال لبناء وسائل وأهداف جديدة أيضاً فمصر الآن غيّرت موقفها من الصراع في سوريا وهي أقرب إلى الموقف الأردني وحتى الايقاع الدولي العام تجاه المسألة السورية فقد كان نظام مرسي أعلن الجهاد ضد النظام السوري وانحاز إلى فئة من الشعب السوري وقفز عن مجمل المعارضة لصالح اخوان سوريا كما ان الوضع في سيناء الان يحتم على الأردن ومصر التعاون المشترك لمساعدة مصر في هذا البعد الأمني بعد أن ازداد منسوب الارهاب والعمليات الأمنية والعسكرية في سيناء والتي تنعكس الآن في شوارع القاهرة قتلاً وسفكاً للدماء ونسفاً للمؤسسات المدنية والاقتصادية وضربها وتعطيلها وتأذن لدخول قوى متطرفة ومسلحة لتلويث الجرح المصري الذي أحدثته الثورة في يناير واستكمالها في حزيران والحسم الذي وقع في تموز بطرد مرسي..وما لم يعلن الاخوان المسلمون عملاً وليس قولاً وصراحة وليس تورية وتقية أنهم ضد هذه العمليات ويشجبونها فإنهم أمام صمتهم عليها أو تأييدهم غير المباشر لها يتحملون مسؤولية ما يقع فكثير من البيض الذي ترقد عليه دجاجتهم قد لا يكون من بيضها لكنها توفر حاضنة له ليفقس لأن «بيضة الأفعى يخبيء قشرها ثعبان» أمام التحدي الذي تمثله حالة سيناء على مصر لا بد من الوقوف إلى جانب مصر ودعمها وزيادة هذا الدعم مادياً ومعنوياً سياسياً وعسكرياً وأمنياً وإذا كانت بعض الأطراف العربية قد دعمت مصر في بداية انتصار تجديد ثورتها مع قدوم النظام الجديد بمليارات الدولارات من السعودية والامارات والكويت فإن هذا الدعم الآن يجب أن يتواصل ويزداد خاصة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أمس عن نيتها خفض المساعدات العسكرية لمصر وبالتالي وقوفها في وجه تطور واستقرار الوضع المصري حيث شجعت الادارة الأميركية الاخوان المسلمين وتحالفت معهم وعقدت العديد من الصفقات مع هذا التنظيم وفي أكثر من بلد معتقدة أنه الأقدر على تحريك الشارع العربي والأقدر على الحوار اللاحق معها حول الهدف الأساس لها في الشرق الأوسط وهو حماية اسرائيل..
الأردن ومصر الآن أقرب إلى رؤية مشتركة بخصوص القضية الفلسطينية ودعم موقف السلطة الفلسطينية في إعادة توحيد الموقف الفلسطيني ازاء عديد من القضايا وخاصة قضية المفاوضات وقبل ذلك الموقف من تهويد القدس واسرلة سكانها والاعتداءات المتصلة على مقدساتها الاسلامية والمسيحية..كما ان للأردن تصورات واضحة ازاء قضية توتر العلاقة المصرية مع حماس وما وصلته من تصعيد ينعكس سلباً على سكان قطاع غزة الذين أصبحوا رهينة لسياسة حماس الحاكمة في غزة ويدفعون ثمناً اضافياً ليس في مواجهة الاحتلال الذي ترخص الاثمان لمواجهته ولكن ازاء مصر المفترض أن تكون حليفة والتي تغلو الأثمان في مواجهتها مقابل لا شيء وإذا كانت حماس قد عطلت المصالحة الفلسطينية الفلسطينية من قبل لأنها أخذتها عزة انتصارات الاخوان في مصر قبل سقوط نظامهم بالاثم فإن لديها فرصة الآن أن تجد ضرورة عودتها إلى الشرعية الفلسطينية والعمل معاً لمواجهة العديد من التحديات وإعادة بناء موقف عربي يناصر القضية الفلسطينية ويقف معها كضية وليس مع هذه الجهة أو تلك..
غزة محاصرة ومصر طرف الآن ويستطيع الأردن الذي لم يقم علاقات ممتازة أو كافية مع حماس أن ينصح هذه الأخيرة بضرورة اعادة انتاج موقف سياسي ووطني لها يبدأ في مؤشراته العملية من المصالحة ومن إعادة الالتزام بالصف الفلسطيني وتطويره من داخله وليس من الانقلاب عليه كما حصل..
أما المصالح الثنائية الاقتصادية المصرية الأردنية في الغاز والعمالة والتبادل التجاري فهي كثيرة وستجد طريقها إلى الحلول الايجابية طالما ظل النفس بين البلدين طيباً والمصالح المشتركة تقربهما أكثر فأكثر..
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو