السبت 2024-12-14 12:09 ص
 

الأردن يبحث في عملية سياسية جديدة في العراق

03:11 م

الوكيل - توقعات السياسي الأردني المخضرم الدكتور ممدوح العبادي بأن تعود للواجهة العراقية وبسرعة مع قوة «عملية سياسية» جديدة أكثر شمولا ولا تعتمد «الإقصاء» لها ما يبررها سياسيا بعدما أصبحت العاصمة الأردنية عمان بمثابة «حديقة خلفية» للنخب العراقية التي تبحث عن «حل» سريع للأزمة في بلادها العالقة الأن ما بين «توسع داعش» وتسلط وديكتاتورية نوري المالكي.اضافة اعلان


عمان بهذا المعنى منشغلة جدا بالإجتماعات التي تعقدها سرا وعلانية العشرات من النخب العراقية سواء تلك المقيمة أصلا في الأردن أوالتي غادرت بغداد إحتياطا وإستيقظت على إيقاع الإنهيار المدوي للجيش العراقي في مواجهة قوة متنامية من المسلحين تحاول بوضوح تنظيمات بعثية وأخرى إسلامية متشددة إعلان «أبوتها «.

هذه الإجتماعات تشمل قاعدة عريضة من رجال الأعمال الباحثون عن فرص للحفاظ على مصالحهم والعشرات من أعضاء البرلمان العراقي وحتى أعضاء في مجلس الوزراء العراقي إضافة لطبقة متكاملة من الطامحين بوراثة عملية سياسية جديدة على انقاض الإجماع الإقليمي والدولي بعنوان» إخفاق المالكي».

اللافت جدا أن هذه الإجتماعات تلقائية ولم تنظم بصورة مركزية والدولة الأردنية ليست طرفا بها لكنها تستمع وتراقب وتتابع. بالنسبة للعبادي وفي القراءة السياسية للمشهد لا يمكن للعالم ولكل الأطراف إقرار سياسات الإقصاء التي تنتهي لصالح المتشددين وبالتالي من المرجح أن يكون الحل بالتوافق مجدداعلى عملية سياسية تعيد إنتاج الواقع المضطرب حاليا.

واللافت أيضا أن حوارات «نخبة بغداد» في المواقع المترفة في العاصمة عمان تتوازى مع الإتصالات الخليجية والإيرانية التي تتفاعل بالتوازي تحت عنوان تقليص فرصة حكومة المالكي بالصمود بعد التطورات الأخيرة وإستثمار اللحظة للإطاحة بها لصالح عملية سياسية جديدة تعيد أطراف المعادلة السنية في العراق لقواعد اللعبة حتى لا يتزايد نفوذ تنظيم داعش.

يمكن القول وإستنادا إلى معلومات خاصة جدا أن العهد المصري الجديد يتهيأ للدخول على خط الحدث الإقليمي والعراقي بقوة على هامش أول زيارة سيقوم بها رئيس مصر الجديد الجنرال عبد الفتاح السيسي لدولة خارج مصر وستكون السعودية بكل تأكيد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعندما طلب من السيسي ان تكون موسكو محطته الأولى تلقى إعتذارا لان السيسي أبلغه بان السعودية ستكون محطته الأولى والأوساط المحيطة بغرفة القرار الخليجية الداعمة للسيسي بدأت تجهز لزيارة الرجل للرياض على أن تأخذ مضمونا سياسيا.

على نطاق واسع يبدو السيسي مهتما وقد أبلغ طهران بذلك بتفعيل مصالحة خليجية – إيرانية وعلى هذا الأساس يمكن القول بان وقوفه المتوقع على محطة السعودية قريباوفي اول زيارة خارجية له سينتهي برأي مصري مستجد في المسألة العراقية عبر بوابة التقارب مع إيران لدرجة مضمونة وآمنة.

وإذا إفترضنا أن السعودية ترفع الأن شعار «إسقاط حكومة المالكي» كثمن مفترض يشكل الحد الأدنى لدعم عملية سياسية جديدة تسمح بالتعاون لمكافحة «الإرهاب» في العراق، إذا إفترضنا ذلك سيحظى السيسي بدور في هندسة هذه الصورة على أمل إقناع طهران بالتخلي عن المالكي بسبب الأخطاء الفادحة التي إرتكبها بإسم حزب الدعوة.

السعودية تتهيأ على الأرجح لمقايضة دعمها القوي لعملية سياسية جديدة في العراق بطي صفحة وملف حكومة المالكي والتعاطي مع وجه جديد في المعادلة العراقية، الأمر الذي يبرر الإستشعارات التي تجري هنا وهناك مع شخصيات من طراز إياد علاوي وأحمد الجلبي وغيرهما.

ويمكن الإستنتاج بان العواصم العربية مهووسة الأن بالعودة لمربع العملية السياسية في العراق على أنقاض حكومة المالكي، هذا الموضوع يشغل كل النخب العراقية في الأردن ويشغل الإتصالات السعودية والإماراتية المصرية وبدأ يشغل الأتراك ويستمع له الإيرانيون أيضا.

بالتوازي ظهرت عند بعض النخب العراقية ملامح السعي لوراثة كرسي المالكي في وقت مبكر خصوصا وأن كل التقارير الواردة من واشنطن تؤكد بان إنتقادات حادة توجه للمالكي من كل أطراف المعادلة العراقية حتى في اللحظات التي يهتم الأمريكيون بها بمساعدته على تجنب نمو وتفوق ميليشيات دولة داعش. وقد توج هذا الإتجاه بالقرار الأمريكي الذي ربط تقديم مساعدة للعراقيين ضد المسلحين برحيل حكومة المالكي.

ما يقال للإيرانيين في الكواليس ان لا مصلحة لهم بالإحتفاظ بالمالكي على طريقة التحالف الدائم مع نظام بشار الأسد وان لا مصلحة لهم بإندلاع حرب إقليمية وطائفية تنطلق من العراق ولا يمكن ضبطها لاحقا. القدس العربي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة