ذهب المتورمة قلوبهم بالمفاهيم التآمرية السوداء ومعهم الذين لقلة إدراكهم وتدني معارفهم يلجأون إلى تقديم أنفسهم للناس من خلال تحويل: «الحبة إلى قبة» فما جرى مع قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية الشيخ أحمد هليل في المسجد الأقصى في القدس لا ضرورة بل من العيب تحويله إلى مادة للحقن المشبوه لتوتير العلاقات بين الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية وكأننا نحن وأشقاؤنا في فلسطين لا نواجه معاً وسوياً ظروفاً صعبة وخطيرة إن بالنسبة للصراع المحتدم مع إسرائيل ومع هذه الحكومة الإسرائيلية وإن بالنسبة لما تتعرض له هذه المنطقة من تحديات خطيرة ومصيرية .
لقد تعامل الشيخ هليل, بارك الله فيه, مع ما جرى بمسؤولية وطنية وقومية عالية وهذا ما يجب أن يكون بالنسبة لكل وسائلنا الإعلامية وكل الذين يقدمون أنفسهم, والله الأعلم, على أنهم الأكثر حرصاً على الأردن وعلى القضية الفلسطينية فما حدث وكان قد حدث من قبل من فعل مجموعة متزمتة نعرفها نحن في هذا البلد معرفة جيدة ومنذ أن ظهرت كانشقاق عن الأخوان المسلمين في بدايات خمسينات القرن تأثراً باستقطابات تلك المرحلة البعيدة إقليمياً ودولياً !!
إنَّ المؤكد أنه لا علاقة لا لحركة «حماس» ولا لأيٍّ من التنظيمات الفلسطينية بهذا التصرف الأرعن والمشبوه أيضاً ثم وأنه من العيب أن يذهب الغباء السياسي والتآمر أيضاً بالبعض إلى اتهام السلطة الوطنية وحركة «فتح» بما جرى إذ أن السلطة الوطنية ومعها هذه «الحركة» هما الأكثر تقديراً للولاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس والأكثر إصراراً على استمرار هذه الولاية إلى أنْ يقيم الشعب الفلسطيني الشقيق دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على كل الأراضي التي احتلت في عام 1967 التي اعترفت بها الأمم المتحدة دولة تحت الاحتلال .
ربما أن بعض الذين يسعون لإعطاء أنفسهم أكثر كثيراً مما يستحقون لا يعرفون أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات, رحمه الله, هو من أصرَّ لدى توقيع اتفاقيات أوسلو المعروفة على ضرورة استمرار الولاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس الشرقية والسبب أنه ومعه كل القيادة الفلسطينية صاحبة القرار كان يخشى, إنْ غابت هذه الولاية وهذه «الوصاية», من أن يتم ملؤ هذا الفراغ بإلحاق هذه الأماكن بوزارة الأديان الإسرائيلية.. الأمر الذي لم يتوقف سعْيُ الإسرائيليين إليه.. وربما.. ربما أن ما قام به هؤلاء الذين قاموا بما قاموا به ضد الشيخ أحمد هليل يأتي في إطار هذا السعي الإسرائيلي الدؤوب .
إنَّ هذه مسألة وأما المسألة الأخرى فهي أن بعض الذين ينتدبون أنفسهم كأوصياء على القضية الفلسطينية, خلافاً لكل ما نعرفه عنهم ويعرفونه هم عن مسيرتهم وتاريخهم وعن واقعهم الحالي ومواقعهم الحالية, دأبوا على السعي للاصطياد في المياه التي يعتبرونها عكرة «وفبركة» خلافات أردنية – فلسطينية والبناء على هذه «الفبركات», التي لا تخدم إلَّا أعداء الأردن وأعداء القضية الفلسطينية, وتصوير واقع الحال وكأن السماء ستنطبق على الأرض .
قد تطرأ في بعض الأحيان بعض الاجتهادات المتعارضة وليس المتناقضة بالنسبة لمسار القضية الفلسطينية وعملية السلام المتردية المتأرجحة وهذا أمر طبيعي وعادي وقد يكون حتى في إطار الدولة الواحدة والحكومة الواحدة مما يعني أنه لا يمكن إلَّا أنْ نتهم كل من يدفع الأمور بين طرفين شقيقين أصحاب قضية واحدة إلى الصدام بالخيانة الوطنية وبخدمة «أجندات» خارجية معادية لحقيقة توجهات الأردن, الدولة والشعب ومتآمرة على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو