الأربعاء 2024-12-11 03:35 م
 

الأمــــــــانـــة

02:30 م


بقلـــم : أحمد نضال عوّاد . كلمة بحروف قليلة ذات معنى عظيم ، متمسّك بها سالم من الحرام ، وتاركها سقيم لا يدرك قيمتها وعظيم أثرها في الصّلاح والإعمار ، سلوك موروث مكتسب ، فيها الخير والسّلام ، وبها المحبة والوئام ، ومنها راحة واطمئنان . اضافة اعلان


إن فقدت الأمانة فسد المجتمع وساد الدمار والخراب ، فالأمانة حصن منيع وسدّ متين للمحافظة على المهمات ، وما ألقي على الشخص من مسؤوليات ، وبها سبيل للتخلّص من العقبات ، فهي الحافظ من الاستغلال والإعتداء ، وهي حاضرة في شتّى المجالات وفي مختلف التصرفات وفي جميع السلوكيات .

الأمانة خلق عظيم من منبع الأخلاق الحميدة في الشرائع السماوية، وهي قيمة من قيم المجتمعات العربية ، متوارثة عبر الأجيال ، هي المحافظة على المسؤوليات ، وهي الإعتناء بالمهمات ، وهي آداء الحقوق والمحافظة عليها،والقيام بالواجبات.

الأمانة لا تقتصر على أمر بحدّ عينه ، فالأمانة حاضرة في كل شيء ، فالنفس البشرية أمانة ، والمال والنِّعَم أمانة ، ومقعد المسؤولية أمانة . فالنفس أمانة يجب المحافظة عليها من الهلاك وإرشادها إلى الصواب . والمال أمانة فيجب المحافظة عليه وعدم إنفاقه إلا بالمباحات .

أمّا مقعد المسؤولية وكونه أمانة ، فهي أمانة عظيمة ، ومسؤولية كبيرة ، فعندما يمنع المسؤول نفسه من الاختلاس ، ويقوم فعلا بمحاربة الفساد ، ويقوم بما أوكل إليه من وظائف ومسؤوليات ، ويحرص على المصلحة العامة ، وإبعاد الذات، وإبعاد الواسطة والمحسوبية ، وعدم إعتماد سوى الكفاءة والمهنية ، فبذلك يحفظ الأمانة ، وإلا فقد خانها وأصبح يترعرع في بحر الخيانة غريق مسكين ، ويكون قد خسر الخسران المبين .

في كل الأزمنة والأوقات ، الخير موجود كما الشّر موجود ، ففي القرون الخالية والقادمة كانت وستكون الأمانة حاضرة كما الخيانة باقية ، فمتمسّكٌ بالأخلاق الحميدة ناجٍ ، ومتخلّفٌ عنها هالكٌ لا مُحال .

فأين نحنُ من الأمانةِ في هذا الزَّمـان ؟!
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة