الأربعاء 2024-12-11 05:55 م
 

الأمير الحسن يحذر من استهداف المواقع الأثرية والمتاحف التي تؤرخ الإرث الإنساني

01:16 م

الوكيل - مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني ، افتتح سمو الامير الحسن بن طلال اعمال المؤتمر الدولي السابع للاثار في مركز الحسين للمؤتمرات في البحر الميت بمشاركة اكثر من (1200) شخص من سبعين دولة وتستمر فعالياته الى الثامن عشر من الشهر الحالي .اضافة اعلان


وقال سموه في كلمة له ان لقاء اليوم يعكس الأهتمام بالارث الانساني ، معتبرا ان هذا المؤتمر وبما يضم من تنوع معرفي وثقافي يؤكد على ان العلاقة ما بين الاستدامة والكرامة الانسانية هو مايجمعنا اليوم»

واضاف سموه خلال حفل الافتتاح الذي حضرته سمو الاميرة سمية بنت الحسن انه ورغم الظروف والتحديات والتي ادت الى اختفاء العديد من الاماكن الاثرية بسبب حالة عدم الاستقرار في العديد من دول المنطقة الا ان التجديد هو السمة الأكثر دواما في الطبيعة الأنسانية .

وفي اطار اهمية الحفاظ على الارث الانساني حذر سموه من استهداف المواقع الاثرية والمتاحف والتي تؤرخ لحضارات عريقة شكلت في مجموعها الارث الإنساني ومن الخطر المترتب على تجاهل القيم الأنسانية داعيا العالم بكل مكوناته الى حماية هذا الارث وصونه من اي عبث.

وقال سموه ان مشاركة ممثلين عن الشعوب الأصلية لهو دليل على رغبة الجميع وحرصهم على حماية التراث الانساني المشترك

واشاد بالدور الذي نهضت به الطرق التي كانت تربط بين القارات كطريق الحرير وغيره والتي ساهمت في تعزيز التواصل والتعاون بين الشعوب مما اثرى الحضارة الانسانية وعزز المشترك بين شعوبها.

وتساءل سموه في ذات السياق « لماذا لا نكون خلاقين في بناء وسائل فعالة لتبادل الافكار والثقافات وخلق نظام انساني لحمايتها.

واشار الى مفهوم الحمى الذي سبق وان دعا اليه وتم تبنيه على المستوى الدولي مشددا على المفهوم الواسع لهذا الموضوع الذي يشمل حماية الانسان وارثه وثقافته وتاريخه.

ونوه الى المؤتمر الدولي الثاني عشر حول تاريخ واثار الاردن والذي سيعقد اوائل شهر ايار القادم في برلين ، مشيرا الى ان الاجتماع الاخير كان في باريس قبل ثلاث سنوات وحمل عنوان « بناء الجسور « ، مشيرا سموه الى اننا ننظر الى المنطقة نظرة شمولية.

وختم سموه حديثه بالقول العربي الماثور» اثارنا تدل علينا»ما يؤكد على القيم ا لعظيمة لهذه الاثار.

وفي نهاية حفل الافتتاح، سلم سموه الجوائز والهدايا على عدد من الباحثين والاكاديميين ممن كان لهم العديد ومن الاسهامات والانجازات في مجال الاثار والتاريخ والتراث .

وقال رئيس لجنة السياحة والاثار العين عقل بلتاجي ان الاردن يعد موطنا للعديد من المواقع الاثرية والدينية كالبتراء وجرش والمغطس ، وان انعقاد المؤتمر لاول مرة في بلد عربي ، في الاردن وبالتحديد في البحر الميت يدلل بان هذا البحر بحر حي .

وتحدث بلتاجي عن الرعاية الهاشمية للاماكن الاثرية والدينية منذ عهد الملك عبدالله المؤسس واختياره للتلة القريبة من القلعة لبناء اول قصر وهو قصر رغدان ليبقى التراث والتاريخ قريبا من ناظريه .

وثمن وزير السياحة والآثار نايف الفايز اختيار الاردن لعقد اعمال المؤتمر السابع للاثار، النابع من ادراك المجتمع العلمي العالمي في الاثار ما تعنيه هذه المنطقة من قيمة تاريخية، وما تعنيه في نفس الوقت من تحديات في الحفاظ على التراث وحمايته، حي شهدت السنوات الاخيرة سلسلة من الاحداث والاضطرابات والحروب ولم تخلف الموت فحسب، بل اصابت ذاكرة البشرية في العمق.

وعبّر الفايز عن اسفه ان الكثير من المواقع الاثرية دمرت بأكملها واتلفت متاحف ونهبت آثار، نتيجة للحروب التي تشهدها المنطقة، الامر الذي يحملنا جميعا وفي المقام الاول مجتمعاتكم العلمية مسؤولية كبيرة في اطلاق نداء عالمي لحماية تراث البشرية وذاكرتها في هذا الجزء من العالم، حيث المهد الاول للثقافة الانسانية، والجسر الذي عبرت عليه الافكار والاديان، والثقافات والفنون والسلع.

ولفت الفايز الى انه مقابل كل ذلك بقي الاردن خلال هذه المرحلة الصعبة واحة آمنة ومستقرة، فكما وفرنا الامن لكل مستغيث ولاجئ فقد بذلت السلطات الاردنية اقصى جهودها في حماية التراث في الدول المنكوبة، ومنعت ان تتحول حدودنا الى ساحة للاتجار بالاثار او تهريبها وقدمنا المساعدات العلمية والفنية والامنية لكل من طلبها منها في هذا المجال.

وقال الفايز ان انعقاد المؤتمر يأتي وسط احتفالات الاردن باحياء الذكرى المئوية الثانية لاعادة الكتشاف البترا، وتقديمها لاول مرة للعالم الغربي، مشيرا الى التنوع الذي تقدمه البترا ويعتبر مصدرا للقوة في بناء الحضارة الانسانية.

وعرض الجهود المحلية الخاصة بالاثار، لافتا الى تطوير التشريعات الخاصة بخدمة التراث الوطني، وتشجيع المؤسسات الوطنية والصديقة لبذل المزيد من الجهود العلمية في مجالات التنقيب عن الاثار، وتطوير منظومة وطنية من الوسائل والادوات لنشر الوعي بالحفاظ على هذا التراث.

واعرب الخبير في شؤون الاثار رئيس المؤتمر الدولي السابع للاثار عن فخر المؤتمر بوجوده في الاردن، داعيا الجميع للاستمتاع بالتراث الحي والاثار الفريدة في الاردن، مشيرا الى وجود اربعة مواقع ضمت الى قائمة التراث العالمي و(15) موقعا اخرا على قائمة الترشيح للانضمام لهذه القائمة في الاردن، كما اننا ونحن نحتفل بذكرى مرور 200 عام على اعادة اكتشاف موقع التراث العالمي المشهور مدينة البترا.

ونبه العشكه ان العالم العربي في محنة وان الاحداث التي مرت عليه قلبت الامور راسا على عقب، واستنزفنا الموارد الطبيعية ونظرا لشح الطاقة والمياه فقد ادى بنا الخلاف الى الحرب في بعض الاحيان الى الدمار والخسائر.

وقال العكشه لايزال هناك ظلم فادح دون حل ناتج عن الاضرابات الاخيرة في الشرق الاوسط حيث تفقد ارواح الابرياء وتستمر الفوضى والتدمير، ان تحقيق السلام سهل المنال فكل ما يتطلبه ذلك الشجاعه والتفاهم بين الاطراف المتنازعه ولحسن الحظ فقد اعترف العالم بخطئه واعطى فلسطين صفة مراقب كدولة في الامم المتحدة.

وقالت رئيسة منظمة الاثار الدولية كلير سميث اننا محظوظون برعاية جلالة الملك عبد الله الثاني لهذا المؤتمر ورئاسته من قبل الامير حسن بن طلال اللذين تميزا بجهودهما الداعمة للحفاظ على التراث الحضاري وتطويره بالاردن.

واوضحت ان المؤتمر يعتبر فريدا من نوعه فلاول مرة يعقد بدولة عربية ويكون في العرب اصحاب الرؤى والمضيفين لاكبر مؤتمر عالمي في مجال الاثار اضافة الى تأثيره على الفكر العربي في مجال برنامج المؤتمر الاكاديمي والفعاليات والرحلات المرافقة له.

وقالت سميث ان المؤتمر واجه تحديات كبيرة كان اهمها الاضطرابات التي تعاني منها المنطقة خصوصا سوريا ما دعا البعض للتساؤل عما اذا كان من الحكمة ان يعقد بالاردن، ولكن لم يثن ذلك اعضاء المنظمة في عقده بالاردن وذلك اعترافا باستقراره وايضا يعكس ثقة العالم به.

وبينت ان المؤتمر يعكس الجهود المشتركة التي اسهمت في توحيد قوى دولية لتحقيق هدف مشترك ويعكس رؤيا وديناميكية واضحة للاجيال القادمة التي تعمل في قطاع التراث الحضاري، واستقطب المؤتمؤ (50) طالبا متطوعا من دول العالم ومن الاردن (20).

واضافت ان الاردن يضم تراثا حضاريا غنيا فهناك اربعة مواقع ضمن الى قائمة التراث العالمي وخمسة عشر موقعا اخر مرشح للانضمام للقائمة، لذا فالتراث الحضاري له اهمية كبيرة للعالم وستتاح الفرصة للمشاركين في المؤتمر لزيارة هذه المواقع المميزة.

وناقش المشاركون في اليوم الاول للمؤتمر الذي يستمر (3) ايام التطبيقات في مجال البحوث الاثرية الحالية، الثقافة المادية والتمثيل الرمزي: معنى وهوية، التحقيق في النظام الغذائي القديم ، التعليم العام وصوت الأطفال في علم الآثار، السكان الاصليين بين النظرية والطبيق، علم الآثار الأفريقي، والهوية والأخلاق في النزاع المسلح، مدى تأثير علم الاثار على التطور، الاثار والاعلام، ملصقات: من يمثل الماضي، المرحلة الانتقالية من العصر الحجري الى الحديث: اخر الصيادين والمزارعون الأوائل وغيرها من المواضيع.

الراي – رهام فاخوري


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة