الأربعاء 2024-12-11 05:54 م
 

الأول

08:47 ص

حين تسأل أي أردني عن تحصيل إبنه في المدرسة ،يقول لك :- (الأول على الصف), حاولت جاهدا أن اجد أب أو أم أردنية , تخبرني بأن ابنها هو الثالث مثلا أو الثاني ولم أجد ؛ للأسف لدينا أزمة مرتبطة بالأول .اضافة اعلان


لدي سؤال .. هل الاباء في الأردن يجرون دراسات مسحية للصفوف , ويشاهدون علامات الطلاب ...ثم يصدرون النتائج ؟ .
المشكلة أني قابلت خلال الشهر الماضي أناس كثر ،جميعهم أكدوا أن أبناءهم هم الأوائل , وهذا يقودني إلى سؤال ...يا ترى المراتب الأخرى لمن ذهبت ؟
من الممكن أن يتقاسم المركز الأول (30) طالبا وبالتالي , فإن المدارس الخاصة تشبع غرور الاباء والامهات لدينا .

بعض الدراسات تشير إلى أن بعض من التحقوا في داعش ..كانوا من الاوائل أيضا , وبعض الدراسات تشير إلى أن زعيم القاعدة أيضا ( أيمن الظواهري) كان من الأوائل في كلية الطب ومن أمهر أطباء العيون في مصر .

بالنسبة لي , أنا لم أكن الأول ...أتذكر أني في الصف الخامس , حصلت على المرتب السابع , وعلى درجة ممتاز في اللغة العربية , وممتاز في التربية الإسلامية ...وأعطاني أبي (شلنا) تقديرا على هذا الإنجاز , في الجامعة أيضا حصلت على درجة (مقبول) ...وحين ذهبت كي أتقدم للماجستير ضحك مدير قسم التسجيل كثيرا , وأخبرني ...أنه من الممكن أن اقوم بإعادة التوجيهي .
في الدراسة لم أكن الأول ...ولكني في الحب كنت الأول , وفي الوطن حين يتعلق الأمر بالخوف عليه وعشقه كنت أيضا الأول , وفي رسائل الغرام التي كنا نرميها لبنات الصف ..التاسع من خلف سور المدرسة , كنت الأول أيضا ولم ينافسني عاشق في هذا المجال ..

المركز الأول دائما يخلق أزمة , عندنا ...حتى في الإذاعات , فهم يتنافسون على الإذاعة الأولى , حتى في مساحيق الغسيل , حتى في البيع ..حتى في البنوك ...
سؤالي :- ولمن نترك المركز السابع ...إذا؟


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة