لن أتكلم عن مسلسل باب الحارة، ليس لأن ضرب الميت حرام فقط، بل لأننا نعرف أنه إذا لم يكن لديك شيء تقوله، فقد تستطيع أن تنجز جزءاً عاشراً وخامس عشر، إلى عشرين جزءا من أي مسلسل يدور حول نفسه كثور الساقية.
الملاحظ في الدارما الرمضانية لهذا العام، وخصوصاً المحلية أنها تنتهج نهج المسابقات السطحية التي تحاول بسخف أن تستحلب وتستجدي رضا الجمهور، ناسية أنها تستهتر بعقولنا وثقافتنا ومعرفتنا.
يبدو أن هذه المسلسلات تنطلق من فكرة قديمة (الجمهور عاوز كده)، ولهذا لم نبق مكاننا، ندور حول أنفسنا، بل انحدرنا فنيا وثقافياً إلى الحضيض بدركاته الدنيا.
في الأدب عموماً، والدراما خصوصاً، عليك أن (تكذب بصدق)، أي أن تكون مقنعاً دائماً. فأهم شيء في السينما والرواية والقصة والمسلسل هو عنصر الإقناعية، فهي العمود الفقري للعمل الفني.
وعلينا كمشاهدين ألا نشك للحظة واحدة، أننا أمام تمثيل وممثلين، وإلا انقطع بنا خيط المتعة. فالدراما الحقيقة علينا ألا نفرقها عن الحقيقة، بكل تجلياتها وبساطتها وعدم افتعالها. فإذا ما تسلل إليك شعور بأن ما تشاهده تمثيل سيفقد الفن معناه وفحواه ورسالته.
في مسلسل شوق البدوي، هالني المكياج الحديث وتسريحات الشعر الجديدة، حتى للممثلة التي تصحو من نومها، وهالتني الأزياء وكأننا في استعرض. وهالني الترف في الأثاث، وبيوت الشعر التي لم تعرفها الصحراء قط.
من أول حلقة في المسلسل ستعرف أنك بعيد عن الصحراء برمالها ونباتاتها وطقوسها، وستعرف أن المخرج اختار غابة لزاب قريبة من عمان، بعدما ابتكر ديكورات حديثة لبيوت الشعر، ثم خيموا في مكان التمثيل أسبوعاً أو أكثر، و(جلدوا) المسلسل على نفس واحد.
في مسلسل شوق، كما في غيره من المسلسلات الحديثة التي تتناول البداوة، بدأنا نلحظ حالة (البداوة 5 نجوم)، فلم يبق إلا أن تستخدم الممثلة (موبايل آيفن 7)، أو سيارة فور 2017 بدل الناقة، مع بوتكس ينفخ الشفتين وتفاح الخدين.
هذه المسلسلات تفتقد للبداوة بروحها الحقيقة، البداوية لسيت قصة حب ساذجة، بلا أساس، ودون خط درامي متين مبني، بل ما ندركه أننا أمام ممثلين يمثلون. وهنا انتكاسة فنية لا يجبرها المكياج الجميل، والشعر المهفهف، ولا نقش حناء اليدين.
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بدأ الأردن يعزف على اللون البدوي. ووجد سوقاً رائجة في دول الخليج. لكن الكسل والنمطية سيطرت على مخرجينا وممثلينا وشركات إنتاجنا مع الأسف. أنه الاستسهال الذي فجر هذا الإسهال.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو