الإيرانيات يتمرّدن على حراس الأخلاق

الوكيل - تتمرد النساء الايرانيات اكثر فاكثر على تدخل رجال الدين والشرطة الدينية في طريقة لبسهن وسلوكهن.
هذا التمرد يزداد عنفاً واتساعاً، كلما ازداد عبء الازمة الاقتصادية التي يعانيها الايرانيون نتيجة الحصار على ايران.

ووصل رفض الايرانيات تدخل رجال الدين والباسيج في امورهن الشخصية، خاصة لبسهن، الى حد ضرب هؤلاء، كما حصل الاسبوع الماضي لرجل الدين علي بهشتي وفقا لما رواه هو شخصيا في مدينة ساميرزاد في مقاطعة سيمنان.
وهو وصف المواجهة بينه وبين سيدة رأى انها لم تكن ترتدي الحجاب المناسب على النحو التالي: «قلت لها بأدب ان تغطي نفسها، وردت علي بالقول: عليك انت ان تغلق عينيك او تغض النظر».

وكرر بهشتي في مقابلة مع وكالة انباء «مهر» شبه الرسمية تحذيره للنساء من ارتداء «الحجاب السيئ» او غير المناسب، وهو يعني من لا يلتزمن بارتداء الزي الاسلامي الذي بات ملزما في اعقاب الثورة الايرانية في عام 1979.
وقال بهشتي «انها لم تقم فقط بعدم تغطية نفسها، بل انها اهانتني ايضا. وطلبت منها الكف عن اهانتي، ولكنها شرعت في الصياح واطلاق التهديدات. ودفعتني حتى سقطت على الارض ممدداً على ظهري. وبعدها لم اعرف ماذا حدث، بل كنت احس بركلات المرأة التي اعتدت علي بالضرب وانهالت علي بالشتائم».

وقد أدى هذا الوضع إلى حدوث مواجهات بين النساء والمتشددين، مثل تلك التي وقعت مع بهشتي، الذي يرى أن عليهم واجب توجيه النساء حول مظهرهن واختيار زيهن.
وأشارت وكالة مهر إلى أن الاعتداءات على رجال الدين، كما حدث في حالة بهشتي، ليست نادرة الحدوث. وذكرت الوكالة أسماء ثلاثة رجال دين آخرين، من بينهم ممثل للمرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، كان قد تعرّض لاعتداء.
وقال بهشتي إنه لم يتقدم بشكوى ضد المرأة التي اعتدت عليه، على الرغم من أنه عانى من «أسوأ يوم في حياته». ولكن وكالة مهر للأنباء أشارت الى ان القضاء بدأ النظر في القضية. وأبلغ المدعي العام في المحافظة الوكالة أن يجرى التحقيق فيها، ولكنه لم يعط أي تفاصيل.
إن الصعوبات الاقتصادية التي يعاني الإيرانيون منها، وارتفاع الأسعار الصاروخي، يجعلان الإيرانيين أقل انصياعاً للأوامر والمضايقات التي رضخوا لها خلال السنوات الثلاثين الماضية.