الجمعة 2024-12-13 01:28 م
 

الاتهام ومصرع عرفات !

06:38 ص

لا احد يعرف الهدف الحقيقي من اثارة وفاة الرئيس ياسر عرفات الآن، فظهور السيدة عقيلته في المشهد مثير للتردد!.اضافة اعلان

على أي حال، فان تقرير المختبر السويسري عن وجود سموم اشعاعية في العينة التي أُخذت من بقايا الرئيس بعد عشر سنوات، وهو بالمناسبة ليس مختبراً جنائياً، يشير بطبيعة الحال الى الفاعل، لكنه ليس دليلاً كافياً لتجريمه، ونعني هنا اسرائيل التي كانت تحتجز الرئيس لثلاث سنوات وكان اسيرها في حدود الغرف المهدمة في المقاطعة.
اما المختبر الثاني فهو المختبر الروسي الذي رفض نشر محتوى تقريره، وسلمه الى وزارة الخارجية حسب الاصول في دولة تحترم اجراءاتها، ونام الاهتمام الفرنسي، مع ان الرئيس كان في مستشفى عسكري فرنسي، نام نومة اهل الكهف.
رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية تحرّك بمناسبة نشر التقرير، في مؤتمر صحفي اتهم فيه اسرائيل، لكنه لم يقل لأحد ما هو الاجراء الذي يتبع الاتهام، هل ستذهب السلطة الوطنية الى محكمة دولية خاصة كما ذهبت لبنان في قضية اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه ومرافقيه؟! وهل تملك السلطة عشرات الملايين لتمويل المحاكمة، وقد دفعت الحكومة اللبنانية عشرات الملايين وعليها ان تدفع اكثر حتى قبل ان يصدر قرار الاتهام؟! وهل نعرف ان مجلس الأمن هو الذي اصدر قرار تشكيل المحكمة، واعطاها سلطة استدعاء المتهمين والشهود؟!
من الواضح ان خطة ما لاتهام اسرائيل، رسميا، باغتيار الرئيس عرفات غير موجودة، او على الأقل لم نلاحظ انها خطة ناضجة واضحة!! وقد تكون الاثارة هذه جزءاً من حملة تشهير وضغوط في هذه المرحلة من المفاوضات، ومثلها وقع في عضوية فلسطين الكاملة في اليونسكو، ومنها ذهاب السلطة الى الامم المتحدة للمطالبة بالعضوية الكاملة وليس مجرد عضو مراقب، الى جانب ما اثاره وزير الخارجية الاميركي فيما يشبه التخدير بأن الانتفاضة الثالثة قادمة.
اذا لم تكن اثارة قضية اغتيال الرئيس عرفات جزءاً من حملة فلسطينية قاسية على اسرائيل وعلى الادارة الديمقراطية في واشنطن، فاننا ندعوا اذكياء فتح الى التعامل مع هذه الاثارة ضمن محددات المطلبية النضالية الفلسطينية، فاسرائيل حاولت بالسم الكيماوي اغتيال خالد مشعل في عمان، وقد وجدت المخابرات الاسرائيلية رداً مذلاً تم فيه انقاذ «ولدنا» وتم فيه اطلاق سراح الشيخ ياسين ونقله لعمان لمعالجته واعادته الى بيته في غزة، واطلاق سراح كثيرين من الأسرى، واسرائيل نجحت في اغتيال المبحوح في دبي، واليمين الاسرائيلي نجح في اغتيال اسحق رابين .. ولن نستعرض قافلة شهداء الاغتيال من قادة فلسطين وابنائها البررة في بيروت وتونس وفي كل عاصمة اوروبية!!.
الاشارة بأصبع الاتهام لمصرع ياسر عرفات لا يقول الكثير اذا لم نكن نملك الرد الفلسطيني المناسب!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة