الأربعاء 2024-12-11 02:30 م
 

الاحتلال يفرض المنهاج الإسرائيليي على المقدسيين

02:35 م

الوكيل - تعمل سلطات الاحتلال الاسرائيلي بشتى الطرق على ترسيخ احتلالها للأراضي الفلسطينية ومدينة القدس المحتلة عبر اجراءات التهويد المتتالية، مستغلة الاوضاع التي تمر بها المنطقة.اضافة اعلان


ومن بين الاجراءات والممارسات التعسفية قيام سلطات الاحتلال بفرض تدريس المنهاج الاسرائيلي على الطلبة الفلسطينيين في القدس المحتلة.

وتاتي هذه الاجراءات التعسفية ضمن ممارسات الاحتلال بمحاربة الوجود والحق العربي والفلسطيني في القدس المحتلة في البناء والتعليم حيث يعمد الى منع بناء المدارس الجديدة او التوسع في الابنية المقامة حاليا الى جانب محاولاته المستمرة السيطرة على المدارس الخاصة، بالإضافة الى تحريف المنهاج الفلسطيني وتحجيم عدد المدارس التي ينهل منها الطلبة العرب المعرفة بموروثهم الحضاري.

وتحتوي المناهج الاسرائيلية التي يعمد الاحتلال الصهيوني استبدالها بالمنهاج الفلسطيني على مواد تعليمية في مقدمتها نشيد دولة الاحتلال عوضا عن النشيد الوطني الفلسطيني والتركيز على ان القدس عاصمة لدولة الاحتلال وليست مدينة فلسطينية عربية اسلامية محتلة.

وتلزم الطلبة بدراسة الاساطير التوراتية اليهودية خاصة الاعياد والكنيس والصلوات والاحتفال بما يسمى (بعيد الاستقلال) بدل النكبة واستبدال المسجد الاقصى المبارك بالهيكل المزعوم والاحتفاء بصهاينة قاموا بدور في قتل وتشريد الفلسطينيين مثل : بن غوريون وشامير وبيغن على اعتبار انهم قادة لاسرائيل.

واستهدف الاحتلال الاسرائيلي بهذا المنهاج في بداية العام الدراسي للعام الحالي خمس مدارس حكومية في القدس المحتلة.

امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعـان قال ان اسرائيل كسلطة احتلال دأبت على فرض سياسة تعليمية على مدارس القدس المحتلة تهدف إلى استيطان العقل العربي الفلسطيني بتجهيله بهويته الوطنية الفلسطينية وبانتمائه لامته العربية والإسلامية باستبدال المناهج الأردنية منذ بداية الاحتلال والمناهج الفلسطينية ابتداء من عام 1994 بالمناهج الإسرائيلية مستفيدة من تعدد المراجع التعليمية للمدارس في القدس حيث تشرف (وزارة المعارف الإسرائيلية) على التعليم الابتدائي بينما التعليم الثانوي خاضع لرقابة بلدية الاحتلال في القدس.

واضاف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان التشويه الذي يتعرض له طلبة القدس في مناهجهم التعليمية القائمة على تسويق الاحتلال وتزيينه في عقول الناشئة، هو اخطر أنواع التهويد الاستيطاني الاحلالي الاستعماري المستند إلى سياسة عزل القدس عن محيطها من خلال الحواجز العسكرية وجدار الفصل العنصري وكذلك من خلال الإغراءات المادية التي توفرها سلطات الاحتلال التعليمية لمعلمي المدارس التابعة لها.

وقال ان الأخطر من كل ذلك هو ان تقدم عشر مدارس أهلية على اعتماد منهاج التعليم الإسرائيلي ( البيجروت - الثانوية العامة الإسرائيلية) طواعية, وهذا يطرح إشكالية كبرى يجب التصدي لها مقدسيا وفلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا على وجه السرعة لا ان يكتفى باعتصام تقوم به بعض الفعاليات التعليمية مثل (حملة منهاجي فلسطيني) أمام مدرسة عبيدة بن عامر الجراح.

ورأى ان على أهل القدس خاصة وأهلنا في فلسطين المحتلة عامة مقاومة مثل هذه التوجهات الخطيرة التي لا تخدم إلا مصالح الاحتلال الصهيوني وسياسته التهويدية الاستيطانية الاستعمارية الاحلالية.

وقال ان على العرب والمسلمين ان يوفروا لمدارس القدس والضفة الغربية المحتلة الأهلية والخاصة وكذلك المدارس التابعة للأوقاف الإسلامية ( الحكومية) كل وسائل الدعم المادية والبنيوية بما يمكنهم من تخطي جميع العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال أمامها ويحول بينها وبين الاندفاع وراء مغريات سلطات الاحتلال المادية والتعليمية.

وطالب كنعان المجتمع الدولي من خلال مؤسساته وأبرزها الأمم المتحدة وتحديدا منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ان يعمل باتجاه إلزام إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بالإذعان إلى قرارات الشرعية الدولية، قرارات الأمم المتحدة الوقائية التي تطلب إلى إسرائيل الامتناع عن إجراء أية تغييرات ديموغرافية أو تاريخية أو حضارية أو روحية أو قانونية أو تعليمية، والسياسية التي تطلب إلى إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها من الشطر الشرقي من القدس ضمن إطار زمني محدد, وبغير ذلك فعليها ان تواجه مجتمعا دوليا متحدا في تحديها له ، إذ لا يمكن لها ان تبقى بعيدة عن جزاءات القانون الدولي ولا عن تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة بحقها.

رئيس مركز المناهج في وزارة التربية الفلسطينية جهاد زكارنة قال ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومن خلال وزارة المعارف الاسرائيلية تعتدي على المنهاج الفلسطيني بشتى الطرق عبر طمس وشطب بعض العبارات التي تخص الهوية الفلسطينية بقلم أسود.

واضاف ان هذا الاعتداء تطور الى طباعة الكتاب الذي تصدره وزارة التربية الفلسطينية مرة اخرى بعد ازالة الرسومات والخرائط والصور التي تشير من قريب او بعيد الى مدينة القدس وأرض فلسطين والنشيد الوطني الفلسطيني ، والعبارات ذات البعد الوطني والحديث عن الشهداء والاسرى بما يشكل مخالفة قانونية واضحة بحق الوزارة صاحبة الكتاب.

ووصف زكارنة خطوة سلطات الاحتلال الاسرائيلي ' بالفاشلة' وانها لن تنجح ، مشيرا الى انه سبقها خطوات اخرى كان مصيرها الفشل , حيث ان الطالب هو الذي يختار منهاجه , ورغم ذلك فقد تم عقد اجتماعات مع مديري المدارس لتأكيد خطورة هذا الامر الذي يهدف الى عزل القدس والمقدسيين من خلال عزل تربوي واكاديمي وسياسي اذ ان من يدرس المنهاج الاسرائيلي يجبر على تقديم امتحان بالمنهاج الاسرائيلي.

ورأى خبير التربية والتعليم حسني عايش ان الاحتلال الاسرائيلي يعمل وفق استراتيجية مكشوفة وواضحة مستغلا التوقيت لان الوضع العربي الراهن يشجع على الاستمرار في عمليات التهويد والاستيطان.

وقال ان الاحتلال لم يكتف باغتصاب الارض واستيطانها بل يريد استباحة عقول الفلسطينيين بحيث يغذون بالفكر الاسرائيلي في الوقت الذي يضطهدون فيه في حقوقهم ، وهذا انتهاك صارخ لحقوق الانسان الفلسطيني يجري جهارا نهارا وعلى مرأى ومسمع من دول العالم ككل.

وقال عايش ان الكارثة الكبرى هي اصرار الاحتلال على حرمان الشعب الفلسطيني من ابناء وبنات القدس من حقهم التاريخي في وطنهم وذلك بإلغاء هذا الحق اذا كانوا يعيشون خارج مدينة القدس في الوقت الذي لا تطبق فيه هذه القاعدة على اليهود والإسرائيليين.

واشار الى ان ما يثير الاسى في معركة تهويد المناهج الفلسطينية التي بدأتها الصهيونية ان عقول اطفالنا ستسلب وسيجدون انفسهم امام خيار ترك مدينة القدس وفلسطين , وبالتالي تتحقق للاحتلال الاسرائيلي غايته في افراغ القدس وفلسطين من سكانها رويدا رويدا.

رئيس ملتقى القدس الثقافي الدكتور اسحق الفرحان قال ان قيام عدة مدارس في بلدية القدس باستبدال مناهج وزارة التربية الفلسطينية بمناهج اسرائيلية ابتداء من العام الدراسي الحالي 2013, يأتي ضمن سلسلة من الاعمال التهويدية التي تستهدف تحريف التاريخ والدين والجغرافيا اضافة الى تشويه الثقافة المقدسية لدى الناشئة.

واشار الى ان ' سلطات الاحتلال كانت قد عقدت مؤخرا اجتماعا في (هرتسليا) بالقرب من تل ابيب ضم مديري مدارس عرب وإسرائيليين طرحت خلاله فكرة تطبيق المناهج الإسرائيلية في مدارسهم واستبدال التوجيهي بامتحان (البجروت), ومع ذلك تم تطبيق المنهاج على خمس مدارس مقدسية حيث تقدمت الى بلدية الاحتلال تطلب منها تطبيق المناهج الاسرائيلية وامتحان البجروت الاسرائيلي في هذه المدارس الخمس ، وقررت البلدية مكافأة إدارات هذه المدارس بزيادة العلاوات الشخصية لمدرائها ودفع 2000 شيكل عن كل طالب مسجل في هذه المدارس'.

وبين الدكتور الفرحان ان منهاج الاحتلال الاسرائيلي يحرف التاريخ والدين والجغرافيا اضافة الى تشويه الثقافة الوطنية , وعلى سبيل المثال لن يدرس الطالب بان يافا هي مدينة فلسطينية انما اسرائيلية وبالتالي يسلخ الجيل الجديد عن الفكر والوعي الفلسطيني وتدريسهم عن ما يسمى (استقلال اسرائيل)، وعن رؤسائها وبذلك يكون قد اخذ فكر الطالب الفلسطيني الى الامور السياسية التي يسعى اليها الاحتلال الاسرائيلي.

وقال 'ان (المنهاج الاسرائيلي) يرسخ مزاعم المنظمة الصهيونية كما ورد في احد الكتب بان نشيد اسرائيل (هتكفا) هو نشيد المنظمة الصهيونية, وورد ايضا في احد الكتب (القدس عاصمة اسرائيل) , وفيها المؤسسات الهامة مثل: الكنيست, الوزارات, المحكمة العليا'.

وجدد الدكتور الفرحان رفض ملتقى القدس الثقافي للممارسات الاسرائيلية بشكل قاطع وإقدام هذه المدارس على تغيير المنهاج الفلسطيني إلى منهاج الاحتلال الصهيوني، مشيرا الى ان هذا يعد عملاً خطيراً يخدم أجندات الاحتلال الاسرائيلي في طمس الهوية العربية والإسلامية ويضرب الثقافة الوطنية الفلسطينية في الصميم ويغيب ويحرف الحقائق الدينية والتاريخية والجغرافية ويربط الجيل الفلسطيني بالفكر الصهيوني، داعيا القائمين على تلك المدارس إلى التراجع فوراً.

كما دعا جميع المهتمين بالعملية التربوية والتعليمية في فلسطين إلى الضغط على تلك المدارس ومقاطعتها حتى تتراجع عن هذا الفعل الذي يتساوق مع أجندات الاحتلال ومخططاته في تصفية القضية الفلسطينية.

وقال : على أولياء امور الطلبة عدم ارسال ابنائهم الى المدارس المذكورة حتى تتراجع عن قرارها الخطير، وعلى المؤسسات المقدسية التعليمية رفض اية تدخلات من قبل بلدية الاحتلال وعدم اعطائها الفرصة تحت اي ذريعة كانت.

وطالب الدكتور الفرحان بدعم قطاع التعليم في مدينة القدس المحتلة , فهناك اكثر من 40 مدرسة اهلية وخاصة من اصل 69 تتلقى مالا ودعما مشروطا من بلدية الاحتلال في القدس ودائرة معارفها يتجاوز المئة مليون شيكل , ما سيجبر هذه المدارس في النهاية على الرضوخ لسياسة الاحتلال الاسرائيلي.

ودعا السلطة الفلسطينية ممثلة بوزارة التربية والتعليم الى توفير الدعم المالي والسياسي للمدارس لتغطية العجز لديها من اجل تعزيز مقومات صمود ادارات المدارس في القدس المحتلة، ووقف قضية التسرب من المدارس وتركها من قبل الطلبة والتي تقام برعاية صهيونية واسرائيلية.

واشار الى ان وزارات التربية والتعليم في الدول العربية مطالبة بان تسهم في الحفاظ على الهوية العربية في القدس المحتلة من خلال تقديم الدعم المالي وتطوير المناهج الفلسطينية وتدريب المعلمين على زرع القيم الوطنية لدى الطلبة بهدف تطوير ادائهم واستضافة الطلبة المقدسيين في مدارس مختلفة وتعريفهم بزملاء لهم بحيث يكون الطالب هو خط الدفاع الاول عن هويته ويقف سدا منيعا امام تهويد المفاهيم والقيم الاخلاقية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي.

وبالعودة الى قول امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس كنعان , فان المدارس في القدس المحتلة تخضع لوزارة المعارف الإسرائيلية التي تشرف على التعليم الابتدائي بينما التعليم الثانوي يخضع لرقابة بلدية الاحتلال في المدينة المحتلة، ويتبع لهما 52 مدرسة، يصل عدد طلبتها الى 38820 أي ما يساوي 06 ر47 بالمئة من مجموع طلبة القدس الشرقية , في حين ان عدد معلميها 1700 ، أي ما يساوي 4ر42 بالمئة، بينما لا تشرف الأوقاف الإسلامية / الحكومية إلا على 39 مدرسة عدد طلبتها 12400 ، أي ما يساوي03ر15 بالمئة ، وعدد معلميها 732 ، أي ما يساوي 3ر18 بالمئة.

في حين ان المدارس الخاصة والأهلية يبلغ عددها 69 وطلبتها 24110 ، أي ما نسبته 22ر29 بالمئة وعدد معلميها 1429 ، أي ما نسبته 7ر35 بالمئة ، بينما وكالة غوث اللاجئين لا تشرف إلا على 8 مدارس عدد طلبتها 2442 ، أي ما نسبته 96ر2 بالمئة ، وعدد معلميها 147 ، أي ما يساوي 7ر13 بالمئة.

وتبين الارقام ان المدارس الخاضعة لإشراف سلطات الاحتلال التعليمية تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد طلبتها والثانية من حيث عدد مدارسها, وهنا مكمن الخطر الوجودي، كما قال امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس.-(بترا)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة