الجمعة 2024-12-13 04:27 م
 

الاربعاء نهار أسود بالنسبة للبنانيين

12:45 م

الوكيل - ارتفاع للمحروقات ايضًا هذا الاسبوع، مع زيادة لاسعار البنزين بلغت ال800 ليرة لبنانية سبقتها الاسبوع الماضي زيادة قدرت ب600 ليرة لبنانية، حتى بات نهار الاربعاء مصدر شؤم لمعظم اللبنانيين مع توقعات بزيادة اسعار المحروقات السبوعيًا.اضافة اعلان


يرى الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي في حديثه ل'إيلاف' ان الدولة اللبنانية تسعّر المحروقات، وكلنا نعرف ان في اقتصاد السوق الدول لا تسعّر ولا تتدخل في تسعير السلع، والدول عادة عندما ترى ان المنافسة غير كافية، عندئذ تتدخل من خلال قوانين ضد الاحتكار او تدخل مباشرة الى السوق مستوردة وعارضة السلعة، من اجل التخفيف من حدة الاحتكار.

اما ما الذي يتحكم باسعار المحروقات في لبنان، فيقول يشوعي ان الاسعار العالمية تقوم بذلك، وهناك بعض الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية، واوروبا والصين، وكذلك الدول المنتجة للبترول لا تزيد انتاجها كثيرًا، من اجل الاستفادة من الزيادات الطفيفة للاسعار، خصوصًا ان معظمها داخلة بمشاريع عملاقة، وتحتاج بالتالي الى رساميل ضخمة، لتمويل كل هذا المشاريع، ومن مصلحتها الا تزيد انتاجها في الاسواق العالمية من اجل الاستفادة من تلك الزيادات في اسعار النفط.

ويضيف يشوعي :' علينا الا ننسى ان التكرير وكلفته يؤثران ايضًا، حيث يحتاج الامر الى استثمارات كبيرة، والتكرير في الدول التي تسهر على موضوع البيئة، اي الدول المتقدمة والمتطورة، تتخلى اليوم عن موضوع التكرير للدول النامية، التي لا تكترث بشكل كبير لمقتضيات البيئة، فالتكرير بسبب التلوث والكلفة العالية والرساميل، يؤثر في عرض المشتقات النفطية.

وحتى لو تمت زيادة انتاج النفط الخام ولا وجود لتكرير كاف، لا نكون قد قمنا باي شيء.

أربعاء الشؤم

اما هل ستبقى هذه الزيادة يشاهدها المواطن اللبناني كل نهار اربعاء؟ يجيب يشوعي:' علينا ان نرى اذا كانت الدولة تسعِّر بعدل، ام انها تأخذ مبالغ كبيرة للخزينة الفارغة التي افلستها كل الطبقات السياسية التي تعاقبت عليها، واتصور ان في الموضوع اليوم ان هناك جزء اساسي من اسعار البنزين للخزينة التي تواجه الكثير من المصاريف، مع الهدر الذي بات معروفًا، والذي لم يتوقف، فمثلاً لا تدفع الدولة للموظفين في القطاع العام، وتقوم باستئجار بواخر فخمة من اجل زيادة ساعات التغذية في الكهرباء مع دفع مئات الملايين من الدولارات، وهذا سوء ادارة، ومع البواخر يستطيع الحكّام الحصول على صفقات تجارية.

بينما نستطيع توفير كل هذه المبالغ مع توقيع عقود مع القطاع الخاص لاستثمار الادارة.

وهي امثلة تدل على بعض القطب المخفية في لبنان، وعلينا قبل كل شيء معرفة ما هي حصة الخزينة والرسم من هذه الارتفاعات.

هل يستطيع المواطن تحمل عبء كل هذه الزيادات اسبوعيًا علمًا ان نهار الاربعاء اصبح يمثل الشؤم بالنسبة للبناني؟ يجيب يشوعي :' المواطن اللبناني كان في الماضي يحاول سد ثغراته من خلال المحيط العربي، من خلال استفادة لبنان من خيراته، اليوم مع كل الحراك العربي لم يبق للبنان سوى الخليج العربي، مع توقف الاستثمارات اللبنانية في كل من سوريا ومصر، ووضع اللبناني اليوم لا يسمح له الاتكال على المحيط القريب، لا يزال هناك المتنسف الخليجي، وبعد قرار الحكومات التمني عليهم عدم المجيء الى لبنان، اصبح الوضع اكثر تعقيدًا.

فالمحيط اصبح مضطربًا مع عورات في الداخل، من هنا وضع اللبناني اصبح صعبًا جدًا، مع السياسة النقدية التي يقودها مصرف لبنان وهي تقييدية الى اقصى الدرجات، وهي اصبحت مع كل نهار اربعاء سببًا لاعتبار كل اللبنانيين هذا اليوم نهارًا اسودًا، ونستطيع ان نقول ان حال اللبناني بات سيئًا الى اقصى الحدود.


ايلاف


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة