الخميس 2024-12-12 12:55 ص
 

الاردن يحتفل بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين

07:51 م

الوكيل - يشارك الاردن الامتين العربية والاسلامية الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين التي توافق للسابع والعشرين من شهر رجب من كل عام , تلك الحادثة المليئة بالمعاني والعبر وترمز الى الرباط الوثيق بين المسلمين اينما كانوا وبين مسرى نبيهم الكريم ومعراجه، وتثبّت في يقين الأمة ومشاعرها معنى الوحدة بين اقطار العالم الاسلامي .اضافة اعلان


الأمين العام المساعد لشؤون الدعوة في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية فضيلة الدكتور عبد الرحمن ابداح قال ان ذكرى الإسراء والمعراج الشريفين تكتسب أهميتها من الدروس والعِبر التي تفيض بها على قلوب المؤمنين وعقولهم ، وتجِدها لا ينتهي مداها ولا ينقطع سَدَاها، وفي كلّ عصر ومصر لها حضور يمتدّ بمقدار ما نقضي من الوقت في رحابها وكلمّا طرقنا أبوابها.

واضاف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) اننا نستذكر بهذه المناسبة العطرة أنّ الله تعالى أخرج الدعوة الإسلامية من ضيق القبيلة إلى سعة الإنسانية ، ومن حدود مكة إلى حدود العالم كلّه ترسيخاً للعنوان الذي تحمله رسالة الإسلام، وأنّه رحمة للعالمين .

واشار الى انه فيما أنهت هذه الحادثة عهود الطفولة البشرية التي كانت تحاصر الدعوة وتصدّ عنها وتؤذي أتباعها وتغلق أبواب الأرض في وجهها لتفتح أمامها أبواب السموات العلى ، ولتقول لأولئك الذين كانوا يرغبون عن سماع القرآن وينهون الناس عن سماعه 'وهم ينهون عنه وينئون عنه' لتقول لهم : إنّ الإنس إذا ابتعدوا وصدّوا فها هم الجنّ اقتربوا ولبّوا ' قل أوحي إليّ أنّه استمع نفر من الجنّ فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجبا يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولنْ نشرك بربّنا أحداً' .

وقال فضيلة الدكتور ابداح ان المتأمل في الآيات التي سبقت سورة الإسراء في أوآخر سورة النحل والمختتمة بقوله تعالى 'إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون' يلحظُ أنّ هذه المعية المباركة آتت أكلها عطاء غير مجذوذ في رحلة الإسراء المباركة، وما أعقبها من عروج إلى السموات العلى مع ما في هاتين المعجزتين من مشاهد ومحطات وعطايا وهبات ربانية يقف اللسان حائراً فيما يقول بشأنها.

وبين انه مثلما يجد المتأمل في الآيات التي سبقت سورة النجم في أواخر سورة الطور والمختتمة بقوله تعالى 'واصبر لحكم ربك إنك بأعيننا وسبّح بحمد ربك حين تقوم' يجد عوائد هذا الودّ الإلهي إكراماً وحفاوة لم يحظَ بها بشر، يبدو ذلك في قول المولى سبحانه: 'والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى'.

وقال: لنا أنْ نستلهم من فواتح سورة الإسراء أهمية التسبيح ونحن نرى قدرة الله القادرة وقوّته القاهرة، فنُنزّهه سبحانه عمّا سواه، ونقف بين يديه تبارك وتعالى خاشعين مستسلمين لجلال وجهه العظيم الذي يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج إلى أحد من خلقه وهو الصمد .

واضاف ان السُّرى في لغة العرب , هو المشي بالليل , إلا أنّ المولى سبحانه وتعالى ذكر الليل نصّاً للإشارة إلى أنّ المعجزة تمّت في جزءٍ من الليل ولم تستغرق الليل كلّه.

واضاف : وإنما إختار المولى عزّ وجلّ الليل ظرفاً لهذه الحادثة لتظلّ على مرّ العصور موضع امتحان المؤمنين، وتحقيق الباحثين، ولولا ذلك لكانت رحلة الإسراء والمعراج حادثة عابرة يطويها الزمن ويقتلها النسيان، ولكنّها بالأسلوب القرآني المُعجز عرضتْ لتظلّ حديث الخلق ولسان الحقّ في إكرام الحبيب عليه الصلاة والسلام، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

مدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف فضيلة الشيخ عزام الخطيب قال ان ذكرى الاسراء والمعراج الشريفين محطة هامة في ربط المسجد الاقصى المبارك بالمسجد الحرام والمسجد النبوي ، وان القدس هي الحاضرة الثالثة الهامة في العالم الاسلامي ، مشيرا الى الدور الهام للاردن في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف ,واعمار المسجد الاقصى اكثر من مرة مشيرا الى ان عمارة الاقصى من اولى اولويات جلالة الملك عبد الله الثاني والاسرة الهاشمية .

واضاف اننا في دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس الشريف نقوم باعداد برامج للاحتفال بالاسراء والمعراج من ناحية تهيئة المسجد والقاء المحاضرات والاحتفالات بهذه المناسبة العظيمة , وسوف يكون بيننا هذا العام التلفزيون الاردني لينقل بثا حيا ومباشرا هذه الاحتفالات من المسجد الاقصى المبارك ونسأل الله العلي العظيم ان يفك اسر المسجد الاقصى وان يتم تحريره من الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وان يعود جميع المسلمين في انحاء العالم الاسلامي الى هذا المسجد العظيم وهو محرر ومدينة القدس وهي محررة باذن الله تعالى .

وقال فضيلة الشيخ الخطيب ان سلطات الاحتلال تمنع اهالي الضفة الغربية بشكل عام من دخول مدينة القدس ، ومن اداء الصلوات في الاقصى المبارك ، وهذا يعني ان الحرية الدينية التي يتغنى بها الاسرائيليون هي زائفة ووهمية , وكذلك الامر بالنسبة للاخوة المسيحيين حيث يتم منعهم من الوصول الى كنيسة القيامة .

وبالنسبة لاهل القدس قال ان الواجب عليهم الرباط الدائم في المسجد الاقصى حتى لو منعهم الاحتلال علما بانه يتم منع الذين تقل اعمارهم عن 50 عاما في بعض الاحيان من الدخول الى المسجد الاقصى المبارك ، فهم يصلّون في الشوارع وعلى ابواب المسجد الخارجية وفي الحارات والازقة .

مدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الإفتاء العام فضيلة الشيخ حسان أبوعرقوب قال ان الإسراء إحدى معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد خلد الله ذكراها بآية تتلى في القرآن الكريم إلى قيام الساعة، بقوله تبارك ذكره 'سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ' .

واضاف ان الله تعالى افتتح سورة الإسراء بالتسبيح ليدل على عظمة ما بعده من حدث ومعجزة ، حيث سيورد لنا شكلا من آثار قدرته جل وعز، وهذا استهلال ملفت وجاذب للاهتمام , ثم بين سبحانه صاحب الحدث ، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفه بالعبودية ، وهو أشرف الأوصاف وأكملها بالنسبة للبشر في علاقتهم مع خالقهم.

وبين ان سبحانه وتعالى يشير إلى وقت الحدث ومدته، أما وقته ففهم من قوله تعالى (أسرى) أنه بالليل, لأن الإسراء لا يكون إلا بالليل, أما مدته فغاية في القصر، وذلك لقوله (ليلا)، وهنا تبرز قدرة الله، إذ المسافة المذكورة تحتاج إلى مسيرة أربعين ليلة، فكيف تكون بجزء يسير من الليل، سبحان الله! وقال : ويوضح الحق سبحانه مكان الحدث وهو مكة (المسجد الحرام)، والقدس (المسجد الأقصى)، وذلك من قبيل الربط بين المكانين المقدسين، وقد جاء هذا الربط بقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى ( متفق عليه ) .

واضاف الشيخ ابو عرقوب : أما نوع الحدث فهو الانتقال من مكان إلى مكان بعيد في زمن يسير غير معتاد, ومن القدس عرج بنبينا صلى الله عليه وسلم للسماوات فسدرة المنتهى.

وهكذا كانت القدس منتهى الإسراء وبداية العروج إلى السماء، وفي القدس أمّ نبينا صلى الله عليه وسلم بالأنبياء، وهذا دلالة على قدسية هذا المكان وبركته ، وهو ما نص عليه ربنا بقوله سبحانه ' إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله'.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة