حادثة وقوع الأردني معاذ الكساسبة رهينة بأيدي أحد تنظيمات التطرف والإرهاب تعيدنا إلى تاريخ طويل من عمليات إستهداف لأشخاص وشخصيات أردنية من قبل تنظيمات متعددة الهويات السياسية لكنها كلها ضمن عائلة الإرهاب والقتل، لكن هذا الإستهداف في كل أحواله كان إستهدافاً للدولة الأردنية بالدرجة الأولى ويصاحب هذا أحياناً إستهداف لبعض الشخصيات التي تتبنى مواقف وسياسات ترى فيها القوى الإرهابية عداء لها وبالتالي يكون الإستهداف لها وهو أولاً إستهداف للدولة التي يعبرون عن سياساتها ومواقفها في بعض المراحل.
الحسين رحمه الله الزعيم الذي قاد الأردن قرابة نصف قرن من الزمان كانت عاصفة بحروب ومؤامرات على الأردن وقيادته وهويته، ومشكلات سياسية واقتصادية، الحسين كان أكثر من تعرض للإستهداف من خلال محاولات الإغتيال التي روى رحمه الله بعضها في مذكراته وتحديداً في كتاب «مهنتي كملك»، فكان رحمه الله هدفاً لمحاولات إسقاط طائرته من دولة (شقيقة) وهو في رحلة سفر، كما تعرض جلالته إلى محاولات إغتيال عن طريق وضع السم في طعامه، ومحاولة أخرى بمهاجمة موكبه في إحدى مناطق عمان من قبل إحدى (حركات التحرر العربية!!)، وربما هناك محاولات أخرى لا نعلمها، لكن الله تعالى كتب له السلامة والنجاة رحمه الله.
وكلنا نعرف عملية الإستهداف للدولة الأردنية وهويتها وأحد شخصياتها الوطنية الشهيد وصفي التل الذي تم إغتياله في القاهرة، وأمنه كان مسؤولية الدولة المصرية الناصرية، وذهب وصفي ضحية مواقفه الوطنية وحرصه على الحق العربي في فلسطين من العبث وغياب البوصلة الثورية السليمة لدى (الثوار !!).
وقبل استشهاد وصفي كان تفجير مبنى رئاسة الوزراء واستشهاد هزاع المجالي وآخرين معه، وهنالك قائمة من الأردنيين الشهداء والجرحى والمخطوفين الذين تم إستهداف الدولة الأردنية من خلالهم ونذكر منهم الدبلوماسي الأردني نائب المعايطة الذي تم إغتياله في بيروت، وكثيرين يعلم أهل الخبرة أسماءهم، فضلاً عن كل جندي ومواطن ذهب شهيداً أو تمت إصابته من أبناء الجيش والأمن وعامة الناس الذين دفعوا ثمن أردنيتهم على أيدي منظمات القتل اياً كان أسمها التجاري أو السياسي.
الدولة وسياساتها دائماً هي المستهدفة، وابن الأردن معاذ – أعاده الله سالماً إلى وطنه وأهله – بالنسبة لمن هو رهينة في أيديهم «طيار أردني» أي أحد جنود الدولة الأردنية، وكان يمكن أن يكون من أي عائلة أو عشيرة أو مدينة أردنية لكنه قدر الله تعالى الذي ابتلانا وابتلى أهله الكرام، وبالتالي فصبر الدولة وسعيها لإعادته هو حسن إدارة الأزمة، وصبر أهله على الابتلاء يراه الجميع من عائلته الكريمة التي تقدم نموذجاً مشرفاً في الإيمان والروح الوطنية الصادقة.
الدولة التي تمنحنا الفرص وتعطينا شرف تمثيلها سياسياً وعسكرياً وفي كل مجال هي التي يستهدفها اعداؤها اياً كانت هويتهم، وكما هو الإمتياز الذي يحصل عليه أحدنا وهو يمثل الدولة في أي مسؤولية يتولاها، فإنه أيضاً يكون هدفاً لدفع ثمن إن أرادت أي جهة إستهداف الدولة أو إلحاق الأذى بها، وهذه الحالات هي التي تكشف معدن كل منا، والحمدلله أن معدن الأردنيين دائماً أصيل وصادق، فتحية لكل الصادقين الصابرين الذين قدموا للأجيال نماذج يقتدون بها ونعتز بها جميعاً.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو