الوكيل الأخباري - الطلاق أبغض الحلال، الكل يبغضه ويحاول تجنبه لكنه موجود وبنسب متزايدة في المجتمعات الحديثة. الأسباب كثيرة والذرائع المستخدمة لتبريره أكثر بكثير لكن ما يهمنا اليوم هم الأطفال الذين يدفعون ثمن الخلافات بين الأبوين قبل الطلاق وبعده وهو ثمن كبير جداً بل أنه أكبر من قدرتهم على الاحتمال وقد يكون سبباً لابتعادهم عن الطريق الصحيح حين يكبرون.\\وفي دراسة حديثة تم استطلاع آراء المئات من أطفال الطلاق عن القواعد التي يتمنون وضعها لكي يلتزم بها الآباء والأمهات لتخفيف معاناة الصغار قبل الطلاق وبعده.
\\طلب معدو الدراسة وهم من الباحثين المتخصصين، من الأطفال أن يضعوا تمنياتهم على الورق في صورة قواعد أو قوانين يتوجب على الآباء والأمهات تطبيقها إذا كانوا يريدون مصلحة أطفالهم، وبعد اكتمال العملية التي وضع كل طفل فيها تصوراته بصورة منفصلة عن الآخرين. تمت مناقشة هذه القواعد بصورة جماعية حيث تبين أن معظم الأطفال أجمعوا على القواعد التالية:
الخيار الصعب
جاءت هذه القاعدة في المقدمة بين جميع القوانين التي وضعها الأطفال الذين يعانون بشدة حين يطالبهم أحد الأبوين بالاختيار بينه وبين الطرف الآخر.ما علاقة الطفل البريء بخلافات الأبوين؟ لماذا يطالبه أحدهما باتخاذ موقف غير طبيعي من أحد الشخصين الأقرب إليه؟
أليس من حق الصغير أن يحب أبويه ويحتفظ في الوقت نفسه بعلاقة طبيعية مع الاثنين حتى ولو كانا على خلاف؟
لماذا لا يترك المتزوجون المختلفون أو المطلقون أطفالهم يعيشون في ظلال وذكريات ما تبقى من الأسرة المهدمة بدلاً من تشريدهم نفسياً بين نارين؟
- (لا تقل شيئاً سيئاً عن أمي/ لا تقولي شيئاً سيئاً عن أبي)
هذا الطلب يأتي دائماً في المقدمة بين اهتمامات الصغار وهم يواجهون طلاق الأبوين اللذين يحاول كل منهما جذب الطفل إلى جانبه ليس بالمعاملة الحسنة فقط بل بالإساءة للطرف الآخر.يقول أطفال الطلاق أن أكثر ما يسيء إليهم قول الأم: أنظر ماذا فعل أبوك، أو قول الأب: أمك فعلت كذا وكذا وقالت كذا وكذا.يقول المتخصصون حول هذه النقطة بالذات أن الطفل في مثل هذه الحالة لا يريد أن يعرف ولا يهمه أن يعرف ماذا فعل هذا أو قال ذاك، لا يريد أن يعرف ما إذا كان ما يقال له حقيقة أم لا، وأن كل ما يريده هو أن يتوقف الأبوان عن إزعاجه بمثل هذه الإساءات بحق من يحب لأنها في النهاية تسيء للطفل نفسه.
أبعدونا عن مشاكلكم
الكلام المسيء قد لا يأتي دائماً بصورة مباشرة بل قد يكون خفياً وملتوياً، وفي الحالتين ليس من مصلحة الأبوين إشراك الطفل في حرب الطلاق، لا قيمة تربوية ولا عاطفية في توريط الطفل في هذه الحرب.ماذا تستفيد الأم حين تظل تردد على مسامع الطفل كلاماً مثل: لن أستطيع شراء ملابس جديدة لك لأن أباك لم يدفع النفقة لهذا الشهر، أو قولها: كيف يمكن أن يدفع وهو يبذر أمواله على فلان أو فلانة؟
وماذا يستفيد الأب حين يقول لابنه أو ابنته: أمك مشغولة بأهلها أو بالزيارات والأسواق وليس لديها وقت لتقضيه معك؟
- لا تظلمني لأني أحب أمي أو لأني أحب أبي
يلجأ الكثيرون وبكل أسف لعمل أي شيء من أجل الإساءة للطرف الآخر، كأنه يريد معاقبته/ معاقبتها على الطلاق، لكنه يتبع طريقاً ملتوياً لتحقيق هذا الهدف البغيض. فالأم على سبيل المثال تضع ابنها أو ابنتها بين المطرقة والسندان. تطالب الصغير بأن يختار بين الاثنين، إما أنا أو أبوك، إذا كنت تريده فلماذا لا تذهب إليه وتعيش معه؟
أو حين تقول لابنها أو ابنتها: لماذا تريد أن تكون مع أبيك الذي دمر حياتنا بالطلاق؟
بعض الأمهات يتجاوزن الحدود وبعض الآباء يفعلون الشيء ذاته حين يقول أحدهم لابنه أو ابنته: غبي مثل أبيك، أو غبي مثل أمك، أو لا فائدة منك طالما أنك تسير على طريقته أو على طريقتها.
وقد يصل الأمر إلى ما هو أكثر خطراً حين يتهم أحد الأبوين هذا الطفل أو ذاك بالخيانة لأنه يريد أن يتواصل مع الطرف الآخر، وإذا ما دخل أحد الأقارب على الخط ليردد على مسامع الصغير التهمة ذاتها لأنه يريد التواصل مع أبيه على عكس ما تريده الأم فالنتيجة تصبح أكثر سوءاً والصورة أكثر قتامة.
الأحداث الكبيرة
أطفال الطلاق مثل غيرهم يريدون أن يتواجد الأبوان إلى جانبهم في المناسبات الكبيرة التي تخصهم، مباراة.. مسرحية.. حفل تخرج، خطبة أو زواج أو ولادة طفل.ليس من المطلوب أن يوجد الأبوان على مقعدين متجاورين، وليس مطلوباً أن يطويا صفحة خلافاتهما في لحظات.. المهم أن يتواجدا في المناسبة التي تمثل الشيء الكثير للابن أو الابنة.البعض يلجأ للعبة خبيثة، إخفاء المناسبة عن الطرف الآخر، لا يريد للطرف الآخر أن يعرف أن ابنه سوف يشارك في هذه المباراة أو في تلك المسرحية، أو أن يقول للابن أو الابنة: إذا دعوت أمك فلن أحضر، أو إذا حضر أبوك فسوف أغادر على الفور.
لا تتشاجروا أمامنا
من الأمور المؤلمة جداً والمؤذية لمشاعر الصغار أن يروا الأبوين يتشاجران أمامهم أو على مسامعهم.. فهل يعلم الآباء والأمهات وهم يخوضون معركة الطلاق أهمية إبعاد الصغار عن هذه المواجهة التي تدمرهم نفسياً وقد لا يشفون من هذه التجربة المرّة لسنوات طويلة مقبلة؟هل يعلم هؤلاء أن هذه التصرفات قد تدفع الصغار إلى الهرب من المنزل أو على الأقل إلى الحقد على الاثنين معاً؟
رسول بين الاثنين
أكثر ما يكره أبناء الطلاق أن يلجأ احد الأبوين أو كلاهما لاستخدامهم في نقل الرسائل بين الاثنين وبالذات الرسائل الشفهية، قل له كذا وكذا، أو قولي لها أريد أن تفعل كذا وكذا.. أريد الجواب فوراً!
لماذا لا يتحلى كل منهما بالشجاعة الكافية لقول ما يريد للطرف الآخر بصورة مباشرة أو عبر طرف ثالث غير الأطفال الأبرياء الذين قد لا تسعفهم الذاكرة لنقل الرسالة بحذافيرها ومن ثم نقل الرد من دون زيادة أو نقصان. فلكل كلمة معناها والخطوة التالية قد تتوقف على كلمة هنا وكلمة هناك؟
احتفظ بغضبك لنفسك
من الأمور المهمة للغاية أن يحتفظ كل من الأب والأم المختلفين أو المتخاصمين بغضبه لنفسه وألا يستخدم الأطفال (ليفش خلقه) فيهم أو استخدامهم للتنفيس عن غضبه.الأطفال في هذه الحالة في حاجة لمن يحميهم من غضب الوالدين، الأب متضايق من تصرفات الأم، أو أن الأم غاضبة من تصرفات الأب. فلا يملك أي منهما الجرأة لمواجهة الآخر فيتجه إلى الأطفال للتنفيس عن غضبه.ما ذنب الأطفال في هذه الحالة. ما ذنب هؤلاء الأبرياء لكي يتحملوا نتائج تصرفات الوالدين؟
هل يعلم الآباء والأمهات أنهم يزرعون بأيديهم بذور الكراهية في نفوس أطفالهم وأن هذه البذور لا بد من أن ترتد سلباً على الوالدين قبل الصغار أنفسهم؟
إذا لم تكونوا قادرين على حل مشاكلكم بأنفسكم، فأنتم مخطئون إذا تصورتم ولو للحظة أن صب جام غضبكم على الأطفال سيحل هذه المشاكل؟
المطلوب جاسوس
كم هو مخيف حقاً حين نعلم أن نسبة كبيرة من الآباء والأمهات المختلفين، حتى ولو لم يكونوا في الطريق إلى الطلاق، يحاولون استخدام أطفالهم كجواسيس ضد بعضهم البعض. فالأب يريد من ابنه أو ابنته أن ينقل له تفاصيل تحركات الزوجة. مع من تتصل وإلى أين تذهب. ماذا ارتدت وماذا قالت هنا أو هناك.. والزوجة تفعل الشيء ذاته إن لم يكن أكثر.
ومع التقدم التكنولوجي، صارت عمليات التجسس العائلي أكثر تطوراً.. فالأم أو الأب يريد من الصغير أن يسجل بالصوت والصورة تحركات وأقوال الآخر لاستخدامها كدليل مادي لا يمكن دحضه.
مثل هذه التصرفات الصبيانية من جانب الكبار تدل على خبث شنيع وغباء أكثر بشاعة لأنها يرتكبها الآباء والأمهات بحق أطفالهم الذين يفترض بهم أن يحافظوا عليهم ويحموهم برموش عيونهم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو