الجمعة 2024-12-13 11:21 ص
 

الامير على يرعى حفل تأبين فقيد الكرة الاردنية محمد عوض

11:10 ص

الوكيل - أوعز سمو الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم باقامة بطولة تحمل أسم الفقيد محمد عوض بمشاركة الفرق العربية والدولية.
وجاءت مبادرة سموه خلال رعايته حفل تأبين فقيد الكرة الاردنية امس الاول والذي اقيم بقصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب بحضور حشد من الشخصيات الرياضية وأصدقاء الراحل.
وحظيت مبادرة سموه بالاشاد الواسعة من الحضور موجهين الشكر له على دعمه المتواصل لرجالات اللعبة بمختلف اركانها.
وخلال الحفل أعلن رئيس المجلس الاعلى للشباب سامي المجالي عن تسمية أحدى المرافق الرياضية بأسم الفقيد تكريما لخدماته الكبيرة، فيما اقترح وزير الرياضة والشباب الأسبق د. محمد خير مامسر انشاء صندوق لقدامى الرياضيين حفاظاً على أسمهم ومساعدتهم، بينما أكد عضو مجلس ادارة الوحدات عزت حمزة على جاهزية الوحدات المشاركة بأي فعالية يراها أهل واقارب الفقيد.
تلك المبادرات شكلت جزءا من رسائل خلال كلمات الرثاء التي تحدث فيها المتحدثون عن مناقب الفقيد وتاريخه الطويل لاعبا ومدربا واداريا.
وبدأ الحفل بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، ووقف الحضور دقيقة صمت، وتم عرض صور حصرية عن حياة الفقيد مصحوبة بمقاطع حزينة بصوت المطرب الأردني متعب الصقار، وفيلم وثائقي يروي سيرته الكاملة، وعرض مجسم تذكيري بالبطولات التي احرزها المنتخب الوطني تحت اشراف الكابتن ابو العوض، مثلما تم عرض قمصان خاصة لمسيرته بالملاعب، وجرى تبادل الدروع التذكارية، وتوزيع كتب خاص عن حياته الكاملة تحت عنوان (كنت لنا فخرا)، قبل ان يوجه نجل الفقيد عوض شعيبات الشكر الجزيل على تكريم والده معتبراً اياها من اصعب اللحظات.
وتاليا مقتطفات مما ذكره رواد الرياضة والذين رافقوه في حياته الكروية على كافة الاصعدة، خلال الحفل الذي اداره الزميلان مفيد حسونة ومحمد قدري حسن.
نيابة عن اتحاد كرة القدم القى المهندس صلاح الدين صبره نائب رئيس الاتحاد كلمة جاء فيها: لقد غادر الفقيد رحمه الله بعدما افنى سنوات عمره التي تجازوت عن السبعين بشبابه وشيبته قربانا لوطنه وقيادته الهاشمية فوشح بشعار الفخر والكبرياء شعار القوات المسلحة الاردنية ورفع علم الوطن عاليا خفاقا في محافل العطاء فوق الملاعب.
ونفخر في الاتحاد أن يكون الفقيد احد اهم ركائز الكرة الاردنية وابرز رموزها منذ ان وطأت الكرة الملاعب، وبفضل ما حققه الفقيد ابو العوض وهو يقود المنتخب الوطني لاهم الانجازات فهو يقدم دليلا حيا للنهج الذي يسيرعليه الاتحاد في رعاية المدرب الوطني ليأخذ مكانه في المنتخبات الوطنية ويسيرعلى خطى الفقيد، والاتحاد يثق على الدوام بقدرات المدرب الوطني كلما اتيحت له الفرصة بذلك وهو ما جعل الاتحاد يعهد حاليا لمجموعة من المدربين الوطنيين لقيادة غالبية المنتخبات الوطنية للذكور والاناث.
وامام كل ما حققه الفقيد من سيرة عطره ومسيرة حافلة بالعطاء فان الاتحاد حينما تداعى لاقامة حفل التأبين بمشاركة فاعلة من كل الجهات الرياضية وخاصة تلك التي انتسب لها الفقيد لسنوات طويلة لاعبا ومدربا واداريا فانه اراد وكل الشركاء في هذا الحفل ان يرسخ مفهوما لمعنى التكريم لاصحاب الانجاز العالي بانهم يستحقون التكريم في حضورهم، وفي غيابهم لانهم يشكلون القدوة لكل الاجيال.
والقى الشيخ سلطان العدوان رئيس النادي الفيصلي كلمة جاء فيها : تغص الكلمات في النفس، و يعجز اللسان عن البوح، عندما يكون الحديث عن قامة باسقة، و كوكبة ساطعة، دوما باشراقة ما انطفأت يوما، ولااستكانت، بل بقيت منارة رياضية يهتدي بنورها جيل وراء جيل.
لكن كيف للكلمات ان تختزل حبا، وودا، جاوز الخمسين عاما وربما أكثر، كيف لي ان استرجع ذكريات السنين الخوالي، عندما كنت واحدا من نسور الفيصلي أيام الزمن الجميل، ما جادت الملاعب بمثله من خلق وسلوك ومهارة وابداع.
كيف يا حبيب القلب، أنسى رفقتك في الملاعب، أيام المحطة والكلية الأسلامية الملاعب التي تخرج منها النجوم الأفذاذ، لقد كان الراحل الحبيب يشكل سيرة جميلة من سير الوفاء، والعطاء لكرة القدم الأردنية ومسيرة مشرقة وعامرة بالانجازات المختلفة، وبالمكانة العالية التي احتلها الفيصلي طوال تاريخك الطويل والمشرف، الى جانب بوابة المنتخب الوطني، مع الجيل الذهبي من نجوم الزمن الماضي.
وجاء في كلمة سامي المجالي، رئيس المجلس الأعلى للشباب : كان قياديا متفانيا لا يأبه بالمواقع، ولكن رؤيته الثاقبة وتصميمه الذي لا يلين، جعلا المناصب صغيرة أمام طموحه غير المحدود، يمنح الحب للآخرين ويفكر باستمرار في مصلحة العمل وفي مقدمتها مصلحة المنتخب الوطني فأبدع وأجاد في مهامه في كافة الظروف.
ما أجمل الجلوس مع مدربنا القدير، والاستماع إلى أحاديثه في مختلف الموضوعات، يبعث الأمل والتفاؤل في النفوس، خلوق متواضع وودود، محب للجميع، لا يفرق بين لاعب وآخر، يتعامل معهم كأبنائه تماما، قريب إلى القلب، صادق في وعده، يؤثر الآخرين على نفسه، خاصة الأجهزة الفنية التي يحترم آرائها ويستمع إلى نصائح زملائه انطلاقا من ايمانه بالحوار والرأي الآخر، يعمل ما استطاع لحل مشاكل اللاعبين الخاصة منها والعامة.
من جانبها قالت لانا الجغبير، الامين العام للجنة الاولمبية : قال احد الحكماء يوماً: العظماء ثلاثة، رجل ورث المجد فولد عظيما ورجل هبط عليه المجد فأصبح عظيما، ورجل صنع المجد بيديه القويتين وعقله الراجح وخلقه الطاهر.
فقيدنا كان وبلا شك احد هؤلاء العظماء الثلاثة، فقد صنع المجد بشجاعته وفكره النير وصدق مواقفه وعطائه الكبير وتضحياته الجمة..ايام واسابيع مضت منذ فارقنا اخونا محمد عوض بجسده ليسكن الى جوار ربه لكنه مازال بيننا بفكره وخلقه وسيرته العطرة.
ابو العوض الذي قدم زهرة شبابه وعمره للرياضة الاردنية عشق كرة القدم فابدع فيها لاعبا ومدربا وخبيرا فنيا..حفر اسمه بحروف من ذهب، صاحب انجازات كبيرة ، اسس للكرة الاردنية وزرع فحصدنا منتخبات وطنية رفعت اسم الاردن عاليا ولعلنا لا ننسى وكل الاردنيين يوم رسم ابو العوض ورفاقه النشامى البسمة على شفاه الاردنيين بتحقيق اول انجازاتنا الكروية الخارجية.
وجاء في كلمة محمد خير مامسر وزير الرياضة والشباب الأسبق : انا حزين جدا فقد ودعنا الانسان العزيز والغالي ولن اتحدث عنه كثيرا..لانه سيبقى في ذاكرتنا الحية لانه قدم الانجازات تلو الانجازات رغم الظروف الصعبة وتكريمه واجب علينا.
في هذا المناسبة الحزين نؤبن المرحوم واقترح انشاء صندوق لحفظ كرامة ووجع ومعاناة الرياضيين وسأتقدم بهذه الفكرة واضعا باقي الاجراءات لاستكمالها..ويأتي الهدف هو مساعدة الوسط الرياضي عند الحاجة والظروف الطارئة..وقبل ايام تفاجأت ان احد النجوم البارزين يعمل بوظيفة لا تليق به..لكن الفقر كان السبب في ذلك.
وجاء في كلمة الزميل محمد جميل عبد القادر رئيس اتحاد الاعلام الرياضي: لقد كان المرحوم مثالياً في تصرفاته وسلوكه والتزامه بالأخلاق والروح الرياضية والقيم النبيلة وكان مثالاً يحتذى لأبناء جيله وأيضاً للأجيال الصاعدة .
عرفته منذ حوالي أربعين سنة تقريباً من خلال عملي بوسائل الإعلام الرياضي المختلفة أو من خلال العمل لسنوات طويلة في اتحاد كرة القدم، وكان دائماً الإنسان المؤدب المهذب المتواضع الحيادي الموضوعي.
بعد اعتزاله كرة القدم التزم بخدمة أجيال اللاعبين الدوليين، وكان ذلك من خلال موقعه كأمين عام لرابطة اللاعبين الدوليين التي أنشأتها ورعتها وما زالت ترعاها سمو الأميرة هيا بنت الحسين حفظها الله.
وجاء في كلمة محمد جميل ابو الطيب نائب رئيس رابطة اللاعبين : انقل لكم تحيات سمو الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة الرابطة، وكم نحن نشعر بالحزن لفقدان العزيز..وانت المواظب على الحضور والابداع ولن ننساك ما حيينا لانك قدمت الكثير لنا وسنبقى ندعو لك بالخير والرحمة يا صديقنا العزيز.
وجاء في كلمة عزت حمزة عضو مجلس ادارة نادي الوحدات : قررنا في النادي خلال الاجتماع الاخير ان يكون الوحدات طرفا في أي فعالية يراها اهل الفقيد لنشارك بها..فالمرحوم ابو العوض غني عن التعريف وهو فقيد الرياضة الاردنية وسنبقى نبكي لاجله..فقد رافقته في المحطات التدريبية وفيه كافة الصفات التي يصعب حصرها.
ابو العوض من الرموز الكبيرة التي قدمت العطاء والابداع للكرة الاردنية وانجازاته التاريخية شاهد كبير على تألقه وحبه لكرة القدم وهو من اعز الاصدقاء الذين رافقتهم ..ندعو له بالرحمة وان يسكنه فسيح جناته.
وجاء في كلمة مهند محادين كابتن المنتخب الوطني الأسبق : ذات مساء كنا نستعد لخوض مباراة مهمة وكان ابو العوض رحمه الله عز وجل يطلب منا التركيز والفوز لأهمية ذلك..وقال لنا كلام كبير يحفزنا على بذل الجهود المضاعفة نحو تلك الغاية.
عباراته الجميلة وتشجيعه لنا كان الدافع الرئيسي لتحقيق الانتصارات..لكن مع الآسف خذلناه في تلك المباراة ولا زال الحزن شديدا على تلك اللحظة.
وجاء في كلمة عوض الشعيبات ابن الفقيد: لم يخطر ببالي يوماً، أن أقف هذه الوقفة الحزينة لاؤبن احدا من الأحبة الراحلين ، لأنني تعودت على وداع الغوالي بصمت أو بدمعة حزن تكوي حنايا الفؤاد، ولأن المصاب جلل والوالد رحمه الله.. له كل هذا الحب منكم لذلك أجدني واقفاً في محراب روحه وبعد أربعين يوماً من الصدمة والذهول، لا لأرثيه أو أعدد مآثره وهي على كل لسان، ولكني أقف وقفة وجدانية باسمي وباسم كل محبيه لأخاطب روحه الطاهرة من هذا المكان، علنا نستلهم من ذكراه معاني الحب والعطاء والانتماء الصادق للأهل والوطن .
الحديث عن أبو العوض رحمه الله يطول ويطول في وقت يجب أن نختصر الكلام.. لقد ترك لنا اسماً وأرثا سنسعى جاهدين أن نحافظ عليه. لقد ترك لنا اسما يكتب بحروف من ذهب، فكان خسارة للجميع خسارة لن تعوض.

أبو العوض .. سيرة خالدة
لعب محمد عوض لفريقي الجزيرة والفيصلي منذ عام 1954 وحتى 1972 وللمنتخب الوطني منذ عام 1960 وحتى اعتزاله 1972 وكان اول لاعب بتاريخ الكرة الاردنية يقام له مباراة اعتزال تقديرا لمكانته ومستواه الفني العالي الذي قدمه مع الفيصلي والمنتخب الوطني طول مشواره بالملاعب، ومثل ايضا فرق اردنية على سبيل الاعارة مثل الجزيرة والاهلي والشباب وموظفي القدس كما لعب للفرق العسكرية خلال عمله في الحرس الملكي وسلاح الهندسة ببطولة الجيوش العربية.
وبعد ذلك توجه الفقيد ابو العوض الى التدريب حيث شارك في العديد من الدورات التدريبية كانت الاولى عام 1974، وتواصلت دون انقطاع حيث كان يحرص على تطوير نفسه كمدرب، من خلال مشاركته بدورات تدريبية اقيمت في كل من البرازيل والمانيا واسكتلندا وماليزيا قطر والامارات.
وعمل ابو العوض مساعدا للعديد من المدربين الاجانب الذين قادوا تدريبات المنتخب الوطني ومنهم الالماني جوزيف شتيكر والاسكتلندي داني ماكلين والبريطاني توني بانفليد قبل ان يصبح المدير الفني للمنتخب الوطني منذ عام 1985 وحتى عام 2000.
وكان من ابرز انجازاته كمدرب قيادة المنتخب الوطني للفوز ببطولة الأردن الدولية عام 1992 والتي شارك فيها منتخبات من عدة قارات وقيادة المنتخب الوطني للفوز بالميدالية الذهبية للدورة الرياضية العربية الثامنة التي اقيمت في لبنان عام 1997 بعد الفوز على المنتخب السوري في المبارة النهائية، وهو اول انجاز بتاريخ الكرة الاردنية، وتكرر المشهد بالميدالية الذهبية بدورة الحسين العربية التاسعة في عمان عام 1999 بعد الفوز على المنتخب العراقي في المباراة النهائية بفارق الركلات الترجيحية.
ويعتبر الفقيد أول مدرب اردني يخوض تجربة التدريب خارج الاردن حينما اشرف على تدريبات فريق البسيتين البحريني، وقاد الفيصلي للفوز بالعديد من البطولات.
وعرف عن الفقيد دماثة خلقه ووفاؤه لاصدقائه وهو ما جعله من المؤسسين لرابطة اللاعبين الدوليين المعتزلين والتي شغل فيها العديد من المناصب الادارية وقوة شخصيته كلاعب ومدرب، وكان له مكانة خاصة لدى سمو الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة الرابطة.

اضافة اعلان

الرأي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة