لا يجوز ،وبخاصة في هذه الأيام، تصديق تصريحات بنيامين نتنياهو النارية حتى بما في ذلك دعواته اليهود الفرنسيين والدنماركيين للهجرة إلى إسرائيل فالموسم موسم انتخابات ،من المتوقع أن تكون حاسمة، باتت على الأبواب وهي انتخابات أهم ما فيها أن عرب الـ48 على مختلف توجهاتهم السياسية قد توحدوا وللمرة الأولى وقرروا خوض هذه الانتخابات التي تشير التقديرات إلى أنهم سيفوزون فيها بثلاثة عشر مقعداً ،على الأقل، من أصل 120 مقعداً من المتوقع أن تأتي موزعة على كتل إسرائيلية مؤتلفة ومختلفة كثيرة .
إن أهمية انضواء العرب في قائمة واحدة من المرجوِّ أن تفوز بثمانية عشر مقعداً هي إضعاف لبنيامين نتنياهو وهي تشتيت لتحالفاته ومنعه من الاحتفاظ بموقع رئيس الوزراء الذي استغله خلال الأعوام الماضية لتعطيل عملية السلام وللتضييق على الشعب الفلسطيني وحقيقة أنه أظهر خلال هذه الفترة عنصرية بدائية وحقيرة أبشعها الضغط المتواصل لتحويل إسرائيل إلى دولة لليهود وحدهم وتحويل عرب الـ48 إلى مجرد جالية صغيرة غريبة في دولة ليست دولتهم .
وللفوز في هذه الانتخابات التي باتت على الأبواب فقد كان متوقعاً أن يفتعل نتنياهو حرباً «تلفزيونية» مع حزب الله وبالتالي مع إيران لكن يبدو أن الاتفاقات والمساومات السرية والألاعيب السياسية قد حالت دون هذا وهذا ما جعله يستبدل فكرة هذه الحرب بغزو الكونغرس الأميركي وإلقاء خطاب فيه من المنتظر أن يخصصه للبرنامج النووي الإيراني وإظهار إسرائيل ،كالعادة، على أنها مهددة بوجودها وأن اليهود ينتظرون مذبحة جديدة على غرار المذبحة النازية «الهولوكست» إذا سقط نظام بشار الأسد وحلَّت محله «داعش» والتنظيمات الإرهابية.
وبالطبع فإن الرئيس باراك أوباما قد أبدى امتعاظاً شديداً من هذه الزيارة التي أرادها بنيامين نتنياهو لإظهاره أمام الناخبين الإسرائيليين أنه مؤيدٌّ من الكونغرس الأميركي ومن الولايات المتحدة وبالطبع من «إيباك» ذات التأثير الكبير والفاعل على السياسة الأميركية لكن يبدو أن الإدارة الديمقراطية ستحاول إفشال مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي أو الحد من إمكانيات نجاحها على الأقل بالقيام بحملة إعلامية ضده وضد مواقفه وسياساته في الشرق الأوسط ستشمل حتماً بعض الأوساط اليهودية الفاعلة في أميركا.
في كل الأحوال أنه يمكن القول أن هذه الانتخابات الإسرائيلية من المنتظر أن تكون حاسمة وهنا فإن أخطر وأسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تدفع إيران حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إلى القيام بعملية صاخبة إمَّا في الضفة الغربية أو في إسرائيل نفسها على غرار عمليات ما بعد كارثة الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2001 التي استغلها الإسرائيليون ومعهم بعض الأوساط الأميركية والأوروبية لوضع الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية والعرب أيضاً في الحلف الإرهابي وحيث قال جورج بوش (الابن) بينما الدخان لا يزال يتصاعد من برج التجارة العالمي في نيويورك :»إن العالم قد انقسم إلى معسكرين.. هما معسكر السلام والاستقرار ومعسكر «الإرهاب»!!
إنها ستكون جريمة ما بعدها جريمة أن ترتكب حركة «حماس» حماقة كهذه الحماقة أو أن تفتعل اشتباكاً ولو محدوداً مع الإسرائيليين انطلاقاً من قطاع غزة الذي لا يزال يعاني الأمرين مما خلَّفتهُ الحرب الأخيرة.. ثم وإن المتوقع أن يضبط الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الأوضاع في الضفة الغربية حيث هناك اختراقات كثيرة ،هو يعرفها تمام المعرفة، وحيث سيحاول أصحاب هذه الاختراقات استغلال الظرف للقيام بما يربك السلطة الوطنية أكثر مما هي مربكة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو