الأحد 2024-12-15 12:40 ص
 

الباءات الأربع

06:29 ص

سيكتب المؤرخون بعد نصف قرن، أن الاردنيين مروا بضائقة غذائية خانقة. وسنجد»مقريزي» آخر،يتناول «الباءات الأربع»: بصل ،بطاطا،باذنجان،بندورة والتي بلغت أسعارها حدا لا يُطاق. وسينهمك المفسرون في تحليل هذه «المعضلة» الشائكة التي أرخت ذيولها وأعطافها وأردانها وأكمامها على الناس. وباتوا،من شدّة حاجتهم الى الطعام،ينتظرون ما تجود به «المولات» من «عروض» للخضار بأسعار أقل حتى من التي تُعلن عنها الحكومة عبر التلفزيون والتي هي أصلا اسعارها مرتفعة لاتتناسب مع قدرة المواطنين،كجزء من « النشرة الغذائية» اليومية.اضافة اعلان

الغريب ـ في حالتنا ـ،أن التجّار، لا يأبهون لتعليمات وتنويهات الحكومة ولا يقرأون «شريط الأخبار و»النشرة الغذائية» الذي تبثه الفضائيات الاردنية. وباتت «البطاطا والبندورة والكوسا والباذنجان والبصل» ضمن الخضار ألأوفر حظا. وإذا كانوا يقولون في قديم الزمان» العزّ للرزّ»، فإن العزّ قد طال «البندورة والبطاطا والبصـل ـ أبو ريحة ـ،والباذنجان».
وسنجد ـ بعد عمر طويل ـ،أن «المقريزي» وهو المؤرّخ المعروف،قد خرج من غيبته،ليكتب عن أحوال الأردنيين، الذين لم يشهدوا ارتفاع في أسعار البطاطا والبندورة منذ اكتشف أول مواطن اردني في «الغور» فوائد البندورة واستخداماتها في الطبخ من « الفَغِم» الى»السّلَطَة» مرورا ب «القلاّية»،وصولا الى استخداماتها ودخولها كقاسم مشترك أعظم الى معظم الطبخات.
وسنجد على «حاشية الكتاب»، كتاب « المقريزي،أسئلة أبرزها: لماذا لا يخاف التجار والبائعون من الحكومة،والا لماذا لا يلتزمون بالتسعيرة التي تُصدّعنا بها الجهات المعنية آناء الليل وأطراف النهار؟
بينما سنجد» الطّبَري» وهو من المُؤرّخين الثقاة،يتناول علاقة الاردنيين بالبندورة، واختلالها،وبداية « التحوّلات» في العلاقة» الاستراتيجية» بين « المواطن الاردني والباذنجان» ـ أبو سَمْرة ـ.
لكن أُستاذنا « الجاحظ» صاحب كتاب» البخلاء»،سنجده،يكتب عن علاقة المسؤولين الاردنيين من وزراء واعيان ونواب بالندورة والباذنجان والبصل والكوسا، وتحديدا ـ الأخير ـ. ويتساءل عمّنا « الجاحظ» عن عدم تأثر هذه الفئة من الاردنيين بارتفاع أسعار الخضار والمواد الغذائية عامة،أولا لوجود الدخل الكافي،والذي لا يتأثر بأي أرتفاعات لأي أسعار، وثانيا لكونهم لا ينزلون الى الأسواق،وبالطبع هم لا يعرفون أن هناك مشكلة يعاني منها» الدّهماء».وكله بسبب التصدير وعلشان هيك الاسعار بتصير !!
مؤكدا أن المسؤولين لن يعجبهم كلام» المؤرّخين» المذكورين، وسوف يتّهمون» المقريزي» بأنه» مُغْرِض» و»الطّبَري» بأنه» غير منتم» و» الجاحظ» بأنه» واحد فاضي»!!
والفاضي بعمل .. جاحظ!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة