الجمعة 2024-12-13 05:47 ص
 

.. البابا في فلسطين

09:20 ص

لفلسطين أصدقاء لا يملكون قنابل نووية. وللشعب الفلسطيني حلفاء يؤمنون بالسلام والحرية.. وقد كان هذا اليقين رفيقنا ونحن نشهد استقبال البابا في العاصمة المؤقتة في رام الله، وفي العاصمة الإيمانية بيت لحم، ونستمع إلى خطاب محمود عباس في الترحيب بالزائر الكبير.. وفي رد البابا على رئيس دولة فلسطين.. ورجل السلام كما أحب أن يخاطبه بهذا الاسم الذي يستحقه!!.اضافة اعلان

ونحن في الأردن، إذ استقبلنا رسول محبة وكرامة، وودعنا صديقاً حقيقياً لبلدنا، نشعر باعتزاز خاص لأن طائرة أردنية حملت الضيف إلى وطن الفلسطينيين، كما كانت حاضرة لرئيس فلسطين الراحل.. مريضاً، أو عائداً إلى تراب وطنه ليكون ترابه الوسادة والغطاء. فالأردن، كان دائماً رفيق الوجع الفلسطيني كما كان رفيق الأمل!!.
الذين يحسبون النجاح والفشل حساب من يملأ أو يفرغ جيبه، لا تهمهم رحلة بابا روما، لان لا رصاص ولا مدافع ولا دم فيها!!. لكن الذين يدركون معنى الفوز الاخلاقي، ومعنى الاعتراف العالمي بالحق الفلسطيني يعرفون ان كل شيء يمكن ان يكون كسبا لفلسطين. فإذا كان الفلسطينيون والعرب قادرين على تحريرها بالقوة فلا نظن أن البابا، أو الرأي العام العالمي، أو القيم الأخلاقية.. سيوقفهم!!.
والبابا لا يخاف الصهيونية، ولا يخاف أن يقف عند الجدار العنصري.. خارج برنامج الزيارة.. ولا يخاف من ان يسمى فلسطين باسمها، ودولة فلسطين باسمها، وهو يعتبر السلام هو الحل، والحرية والعدالة هما الطريق الى عالم يمكن ان يكون عالم المحبة والازدهار، كما يمكن ان يكون عالم الدم والحقد والدمار اذا افتقدت الشعوب قيم الحرية والعدالة..
والبابا له ثقله الروحي بين مليار ومئتي مليون مؤمن ينتشرون في القارات الخمس، وهذا الثقل الروحي يسلّط أضواءه على مسيحيي الشرق وعلى مقدساتهم في فلسطين وعلى ثباتهم في هذه الأرض، فهناك قوى متطرفة تعمل على تهجيرهم وطردهم من وطنهم، وهي ذاتها القوى التي تعمل الآن على تهجير السوريين واللبنانيين والعراقيين من اوطانهم.. سواء أكانوا مسيحيين أو مسلمين، فالهدف هو اخلاء الأرض من السلام الاجتماعي، والحرية، والكرامة الانسانية.. وتحويلها الى بؤر توزع الحقد والقتل والدمار!!.
اننا في الأردن نعتبر انفسنا من اهل السلام والحرية والكرامة، ونعتبر انفسنا حجر الزاوية لاستقرار وامن الهلال الخصيب، ونحن قبل ذلك وبعد ذلك مقاتلون اشداء دفاعاً عن حجر الزاوية هذا..
وحين يقول عبدالله بن الحسين انه السبط المصطفوي ويجعل من حج البابا فرانسيس الاول دعوة لما بعد حوار الاديان، دعوة الى تحالف الاديان في وجه الكفر والارهاب، واغتصاب حق الشعوب واستعبادها..
اثارني امس، استعادة الفلسطينيين لنشيدهم الوطني الطبيعي الذي كنا ننشده قبل نصف قرن: موطني!! شعر ابن نابلس إبراهيم طوقان، ولا بد ان احد الرهبان ترجم الكلام في ساحة المهد للبابا الضيف:
لا نريد.. لا نريد ذلنا المؤبداً وعيشنا المنكدا
لا نريد بل نعيد مجدنا التليدموطني!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة