البخيت يدعو لغربلة الموروث الديني

الوكيل - قال العين الدكتور معروف البخيت ان ما يهمنا بالدرجة الاولى هو المحافظة على الأردن في ظل الأمواج المتلاطمة من حولنا، ولحين خروج الأمة من هذه الأزمة.اضافة اعلان


واضاف البخيت في محاضرة القاها، مساء السبت، في مركز المجتمعي المسكوني 'الخيمة' التابع لكنيسة الراعي الصالح الانجيلية اللوثرية بعنوان 'الار دن التحديات ومواجهتها' انه لا يمكن لنا في الأردن التصدي للإرهاب وحدنا، ولا يمكن لنا القيام باصلاح الخطاب الديني وحدنا، فالواقعية تتطلب إن نرتد إلى ذاتنا ونحصن بلدنا وان نقدم النموذج، مع استمرار تقديم المبادرات والأفكار ضمن إطار التعاون مع الدول العربية.

وقال انه يجب أن لا يؤدي انشغالنا بالحرب على الارهاب عن استمرار مسيرة الاصلاح السياسي المتدرجة، وبوحي من رؤية جلالة الملك في أوراقه النقاشية التي طرحها مؤخراً. وعلينا استكمال إقرار تشريعات قوانين الأحزاب، واللامركزية، وقانون الانتخابات.

واضاف ان علينا تقديم الهوية الوطنية الأردنية الموحدة، كإطار لوحدة الدولة في مواجهة الإرهاب على المستوى الإقليمي، وبما يتجاوز الهويات المختلفة والفرعية. وان أية جهود لترسيخ مفهوم الهوية الوطنية الأردنية، لا بد إن تنطلق من نظرة عملية وواقعية إلى هذه المسالة. فالقضية تقوم أساساً على معادلة بين طرفين، الدولة والمواطن، ومن المهم أن تتطابق أهداف الدولة والمواطن، بينما تكفل الدولة للمواطن مستوى ونوعية معيشة مقبولة، وتحفظ أمنه وسلامته وتمنحه فرصاً متكافئة مع الآخرين، يشعر حينها المواطن، بالمقابل، بان له مصلحة في وطنه، فالمساواة في الحقوق بين جميع فئات المواطنين هي الأساس لشعورهم بمسؤوليتهم المشتركة عن الوطن.

وقال ان رؤيتي فيما يتعلق بتطوير القيم والاتجاهات أن نبدأ بجيل الصغار في رياض الأطفال ومراحل التعليم الأولى، باشتراط تطوير المناهج، بالتركيز على قيم الإسلام من تسامح واعتدال وقبول الآخر. كما أن الثقافة بجميع وسائلها تستطيع التركيز على هذه القيم.

وبين أنه بخصوص شبابنا الذين يحملون أفكاراً متطرفة ومنهم من ذهب للقتال إلى جانب العصابات الإرهابية فيمكن اعتماد المناصحة مع بعضهم من قبل الهيئات المختصة، إضافة للمسار القانوني.

وقال ان المهم، طالما أن الأردن غير قادر لوحده على خوض معركة الإصلاح الديني، فيكمن الحل في أن نذهب باتجاه الدولة المدنية الديمقراطية، مع بقاء التدين الفطري وبقاء الخطاب الإسلامي المعتدل، والعودة للتركيز على رسالة عمان ومضامينها، ودعم وتعزيز قدرات جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، بشرياً وتقنياً ومعنوياً وإعادة خدمة العلم بشكل متطور وجديد.

وقال الدكتور البخيت إنني اقترح أن يتبنى الأردن طرح فكرة تشكيل لجنة من كبار العلماء المسلمين للنظر في موروثنا الديني لغربلته والبحث في كل المنقول كأحاديث نبوية لحذف الأساطير والخرافات وحتى الإسرائيليات، وكل ما لا يتفق مع ما ورد في القرآن الكريم.

واستعرض البخيت حالة إقليم الشرق الأوسط والبلاد العربية، واهداف وأحوال الإطراف المؤثرة في منطقتنا من أحداث وعنف. كما استعرض الاستراتيجيات الأمريكية، والصفقات المحتملة. - (بترا)