البراءة تقبع تحت حصار الموت والدمار, تحت الصواريخ والراجمات وتحت القنابل وتحت الموت الذي يصول ويجول ها هنا وهناك, تحت الخطر الداهم من كافة الأرجاء. آه يا أمي ما أقساك.
لا زلت أذكر نظرتها البريئة حينما نظرت إلى تودعني على أمل اللقاء, كانت نائمة فأيقظتها أمها لتودعني عسى أن يكون اللقاء قريباً, غادرت دمشق بعدها وتركتها هي وأمها 'سورية الجنسية', حيث تأخرت الأخيرة أيضاً في إخراج جواز سفرها 4 أشهر وذلك لإجراءات تخص بلادها. في 3/12/2012 تقدمت بطلب لإضافة براءة على جواز سفري لتستطيع براءة القدوم هي ووالدتها إلى هنا .
قيل لي بأن القانون لدينا يستغرق تنفيذه بهذه الواقعة 10 دقائق فقط وهو وقت الطباعة (براءة تمتلك رقماً وطنياً وهي مضافة على دفتر العائلة ومعها شهادة ولادة واستحقت دعماً حكومياً عن المحروقات), وكل شيء نصيب, وتفاجأت عندما ذهبت لأضيفها في 3/12/2012 أن المعاملة يجب أن تذهب إلى المخابرات العامة لأن الطفلة في سورية (طيب?) عدت بعد أيام للمراجعة بعد أن أرسلت الطلب إلى المخابرات بواسطة الفاكس (ادفع 5 دنانير مشان توصل بالفاكس أسرع) ولا الضالين آمين, بعدها عدت وطلب مني أن أراجع المخابرات بتاريخ 6/12/2012, ذهبت (أها هون المشكلة)!! (فش علينا اشي ليش لأ) وبعدها عملت مقابلة بهذا التاريخ وشربت قهوة طيبة وروحت فقيل لي 3 أيام وينتهي الموضوع حتى هذا اليوم لا يوجد رد ولا أعلم أين أذهب ومن أسأل تلفت أعصابي وأكاد أخسر نفسي وعملي الذي يحتاج كثيراً من التركيز, وكثيرة هي الأسئلة التي يسألها مواطن أردني في مكاني (ليش ايش في وشو صار وين الطلب وشو صار بالمعاملة (ما في رد لسا!!. براءة التي لم تبلغ السنتين بعد تحتاج لكتب وإخطارات ومراسلات وأشياء ما بفهمها) البراءة تقبع تحت رائحة الموت, مرضت براءة منذ أسبوع وبالكاد وجدت دواءً ,لا كهرباء ولا تدفئة ولا غاز (في سوريا)..., ماذا أفعل, لمن ألجأ, تقطعت بي السبل لأنني لا أعلم ماذا أفعل هل أبقى أنتظر على بحر الجمر الملتهب تحت أقدامي, هل أخسر عملي قوت يومي وأعصابي وابنتي وزوجتي ووالدتي التي أبت أن تتركهم وتأتي وحدها بسبب (القانون) القانون يحميني ويحمي كل مواطن أردني (مثل براءة), براءة لا تقوى على فعل شيء, لها والد, ووالدها لا يقوى على فعل شيء كي ينقذ ابنته الوحيدة وزوجته ووالدته من براثن الموت (مع أننا لا ندفع أجل الله عن أحد) بسبب (الإجراءات القانونية) ألا لعنة الله على هذا الوالد والزوج والإبن.
احنا بنفتخر انا استضفنا أخوانا السوريين هون وقاسمناهم أكلنا وشربنا, بنقول الله يفرج عنهم كربتهم وأنا من المفارقة بقول الله يفرج عني كربتي بس مفارقة غريبة سوريين في بلادنا فاتوا من غير شيء وأردنية في سوريا مش عارفين نجيبها !!
ماذا أقول, لكم من الوقت أنتظر, تسأل الموظفين, لا نعلم, تسأل المسؤولين (ليش بتقدر توصل لحد منهم) تسأل الناس فتزداد قلقاً, تسأل الله, 'رب اغفر لي ذنبي ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني وابعتلي واسطة كبيرة وفيتامين واو وسي وألف يفقهوا قولي' هذه حالة من الترقب والقلق الساعة بيوم واليوم بسنة من لديه أولاد يعرف هذه الحالة.
سألتني زوجتي منذ مدة كم من الوقت يستغرق الأمر, قلت لها نحن في الأردن ربما ليس لدينا كل ما هو مثالي وربما لا نملك نفطاً ولا زيتاً ولا ذهباً ولكننا لنا من القانون النافذ في كافة الدوائر الحكومية وغير الحكومية ما يكفي كي يستغرق الأمر 10 دقائق فقط لأن المهم سلامة براءة (المواطنة الأردنية) (مش زي عندكم).
لا أعلم ماذا يوجد (فش اشي أكيد إجراءات روتينية بس مسألة وقت عبين ما تموت براءة وإمها وأهلها كلهم وأظل لحالي أبكي عبين ما تروح الخطابات والكتب والمراسلات وينام الموظفين وهاي تنشغل بطبخها وهاذا ينشغل بما بعرف إيش وآخر شي الله يصبرك , آسفين هذه هي الإجراءات.)
ما هذه الإجراءات, عرفولي إياها, أنا موطن أردني محترم أتمتع بكافة الحقوق وأعمل في شركة محترمة وأدين بالولاء والإنتماء لله وللوطن وللملك ولكل مواطن أردني محترم, بدي حقوقي, بدي بنتي وزوجتي ووالدتي هنا (عاد كل اللي امأخرهم كلمتين على الكمبيوتر مشان براءة) الاسم, براءة, الرقم الوطني,000000 الأب والام وصورة حلوة, لأنني إن فقدتهم في هذه الأحوال ولهذه الأسباب ستكون فاجعتي كبيرة والله, فيهم وفي بلدي أيضاً التي عجزت عن حمايتنا من شيئ مقدور عليه وبسيط يعني مش اشي صعب.
تبين لي أن هذه ليست مشكلتي لوحدي, وفي طلبات يمكن بتقعد أشهر عبين ما تخلص, مشكلة كافة الجالية الأردنية في سوريا, فلكي أكون محباً لبلدي ولأهلها توجب ذكر هذه النقطة كيلا نكون أنانيين.
أنا مش أول مرة بعمل أوراق رسمية جواز السفر بنوخذه بساعة ودفتر العائلة وصك الزواج وشهادة ميلاد براءة كلهم بنصف ساعة, بعرف انه في اشي غلط هذا كل اللي بعرفه لأنه القانون عنا ماشي زي الساعة, أرأيتها ضاقت علينا وحدنا, يعني هسا بالوقت العصيب صار في تشدد, والله شيء مش معقول !!!؟؟؟
الوضع لا يطاق لا يوجد رحلات جوية وسيتوقف الطريق الدولي الواصل حتى الأردن عن العمل والصواريخ والقنابل تجتاح الأصقاع, فمتى ستضاف الطفلة,يا أهل النخوة هل من مجيب!!!!!!!!!!
أردن أرض العزم أغنية الثرى نبت السيوف وحد سيفك ما نبا
آه يا فيروز ما أجمل هذه الكلمات!, وآه ... ما أجملك يا بلادي!
مصطفى عبد الهادي يوسف
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو