التحذير رقم 5

حذر رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور من أن الصعوبات المالية بسبب عجز الموازنة وارتفاع المديونية لتأخر إجراءات رفع الدعم التي تكلف الخزينة ملياري دينار سيؤثر سلبا على سعر صرف .اضافة اعلان

كان سبق النسور في تحذيره , سمير الرفاعي وكرره معروف البخيت واتبعه عون الخصاونة وأخيرا فايز الطروانة , لكن هذه التحذيرات لم تترجم بإجراء لمعالجة هذه الإختلالات .
التأجيل المتكرر للإجراءات التي يفترض بها أن تخفف من الضغوط المالية هو سبب تراكم المشكلة حتى أصبحت مثل كرة ثلج , ولعل ما جعلها تتفاقم إلى المستوى الذي بلغته من الخطورة التي نبه إليها رئيس الوزراء هو أن أحدا لم يتخذ القرار الجريء المطلوب .
ارتفعت كلفة فاتورة الطاقة بشكل كبير وفي فترة وجيزة لم تمهل لإيجاد بدائل تواكبها وهي البدائل المتأخرة نحو عقد من الزمن , فقد كان الارتكان إلى توفر الطاقة الرخيصة مثل الغاز المصري , مصدر راحة دفع بمشاريع الطاقة البديلة نحو مزيد من السبات .
من وجهة نظر أخرى , لن تنهي إجراءات رفع الدعم الأزمة فهي إن كانت ستوقف النزيف فلا تزال الحاجة ماسة إلى تسريع الحلول الأخرى ومن بينها بدائل الطاقة ومشاريع تنويع مصادرها .
صحيح أن التوسع في الإنفاق بمزيد من الاقتراض لتراجع إيرادات الخزينة غذى المديونية التي بلغت السقف , لكن الصحيح أيضا أن الحكومات المتعاقبة لا يجب أن تلام الا بمقدار تأجيل أو تجميد الإصلاحات الضرورية والتباطؤ في توفير البدائل , ولا نستطيع القول إن أخطاء في إدارة المال أو إدارة الأزمة سببُ سوء الأوضاع الاقتصادية وخصوصا المالية العامة .
لا تستطيع الدول المانحة الاستمرار في تمويل الرفاه الذي تستفيد من الشرائح القادرة , وخطة محكمة لإيصال الدعم إلى مستحقيه كفيلة بأن تنال رضى الأغلبية المتضررة من استمرار الدعم العام في السلع .
قرار تحرير الاسعار ووجه بتأجيل من خمس حكومات على الأقل , لأن أي منها لم تستطع النجاة من فخ الشعبية ولم تستطع مواجهة الإحتجاجات بإقناع الشارع بخطة تحظى بتوافق وطني وإستمرت أسيرة للمخاوف .
خاطب الرئيس من وصفهم بأصحاب الضمير الحي لدعم إجراءات الحكومة المرتقبة , لكنه لم يحذر تيار الرفض الذي ينوب عن المقتدرين وعن جمهور الوافدين والمقيمين , وممن يرغبون باستمرار في تسييس القرارات .
التمييز في هذه المرحلة بين صخب بعض الأصوات العالية وبين الأغلبية الصامتة المعنية بتحقق العدالة الإجتماعية والإقتصادية , يجب أن يكون ساطعا مثل الشمس .