تجاوزَ الدور الأردني في الحرب على تنظيم 'داعش' حدود التوقعات. معظم التحليلات كانت تشير إلى أن المشاركة الأردنية ستقتصر على تقديم خدمات استخبارية ولوجستية لقوات التحالف الدولي. لكن في أول ضربة جوية لمواقع التنظيم في سورية، ظهرت المقاتلات الأردنية في مسرح العمليات، ونفذت هجوما استهدف عدة مواقع لـ'داعش' في مدينة الرقة السورية، حسب ما أكد بيان رسمي للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.
بداية، ينبغي القول إن الإعلان الرسمي المبكر عن مشاركة الأردن في العملية العسكرية كان تصرفا حكيما؛ فليس من المفيد أبدا إخفاء مثل هذا الدور، أو منح الآخرين حق التحدث بالنيابة عن الأردن.
في كل الأحوال، ما حصل أمس يعد تحولا كبيرا في الموقف الأردني، سيدور بشأنه جدل كبير في الساحة السياسية والإعلامية. لقد تبنى الأردن سياسة متوازنة حيال الأزمة في سورية، وظل لأكثر من ثلاث سنوات واقفا على الحافة؛ مال أحيانا باتجاه المعارضة السورية، وسهل جهود الدعم اللوجستي، ثم عاد في مرحلة تالية لفتح خطوط الاتصال الخلفية مع النظام السوري. وبين هذا وذاك، كابد في حمل عبء اللاجئين الذي فاق كل التوقعات.
ولعل التحول الكبير في الموقف الدولي حيال الأزمة السورية، يساعد في التخفيف من حالة الذهول التي أصابت عديد المراقبين بعد إعلان الأردن رسميا مشاركته في الهجوم الجوي على مواقع 'داعش'. ثمة مفارقة كبيرة في مواقف الدول الغربية وخصوصا أميركا، وتنطبق إلى حد كبير على الأردن؛ فلفترة مضت كان السجال محتدما حول خيار التدخل العسكري لإسقاط النظام السوري، والدور الأردني المحتمل في خطط 'غزو' سورية بريا. بيد أن تطورات الأحداث قادت المجتمع الدولي ومعه الأردن إلى تدخل من نوع مختلف في سورية؛ لا لإسقاط النظام، بل دولة 'داعش' العابرة للحدود، وما تمثله من خطر يتهدد دول الجوار السوري والعراقي، والدول الغربية بأسرها.
لقد فرضت المتغيرات في سورية على الأردن مراجعة سياساته بشكل جذري، والانتقال من إدارة الصراع على الحدود إلى مرحلة استباق المخاطر قبل وقوعها. الأردن ليس استثناء في هذا الموقف؛ فكل دول الإقليم، بما فيها إيران وتركيا، تنخرط في الجهد الدولي لاحتواء الخطر.
يميل الكثيرون إلى وصف مشاركة الأردن والسعودية والبحرين والإمارات وقطر في الموجة الأولى من القصف الجوي إلى جانب الولايات المتحدة، بأنها مشاركة رمزية، الهدف منها إضفاء طابع عربي و'سُنّي' على التحالف الدولي في مواجهة 'داعش'. وهذا بلا شك تقدير صحيح، حرصت واشنطن على إظهاره. وعليه، لا يُتوقع أن تشهد الضربات الجوية التالية مشاركة أردنية وعربية بنفس القدر، نظرا لمحدودية القدرات العسكرية لتلك الدول، خاصة في سلاح الجو، مقارنة مع القدرة الأميركية الضاربة.
لكن أيا تكن حدود المشاركة الأردنية، فإننا في كل الأحوال دخلنا الحرب بشكل فعلي. وربما هي المرة الأولى منذ عقود التي يقوم فيها الجيش الأردني بضرب أهداف خارج الحدود.
سيكون لهذا التحول في الموقف تبعات على الوضع الأمني الداخلي. ويتعين على الأردنيين أن يتأقلموا مع إجراءات أمنية استثنائية في الأيام المقبلة، وحضور أكبر للمؤسسة الأمنية في المعادلة الداخلية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو