الأربعاء 2024-12-11 05:27 م
 

التعويض علينا قبل كل شيء!

09:06 ص

.. هو مطلب أخلاقي وليس ابتزازاً!! فنحن متضررون من نتائج الكارثتين السورية والعراقية.. وخسائرنا من نتائجها خسائر كبيرة بهذا الطوفان البشري السوري، وإلى حد ما العراقي، وانغلاق الحدود أمام التجارة البينية التي كانت تشكل جزءاً حيوياً من صادراتنا الوطنية.اضافة اعلان

نحن لم نتسبب بالكارثتين، ولم نشارك فيهما وإنما هي أميركا وأوروبا وأغنياء العرب والعجم.. وحين يطالبنا الجميع بالوقوف إلى جانب التحالف، فان عليهم تعويضنا وهذا ليس ابتزازاً، ولا يعني اننا يمكن ان «نتحالف» مع الإرهاب.. وإنما هو مطلب أخلاقي لا يصح فيه تعامل المعنيين معنا بالتدليس والوعود العرقوبية.
عام 1993 كرمنا الحسين رحمه الله بمرافقته إلى واشنطن. وكنا نشعر كصحفيين بان اتفاقية السلام لا يوجد بها نص واضح ومكتوب وموقع عليه بمعونات اميركية او اوروبية.. ليكون السلام خبزاً لكن عليه بعض الزبدة. كما كانت زبدة سلام كامب ديفيد - ستة مليارات بحساب ذلك الزمان - واستمعنا الى تبرير بان السلام بحد ذاته هو: المكافأة! وفي ذلك العام عام السلام تسلم الاردن معونات بقيمة سبعة ملايين دولار.. ملايين وليس مليارات قالوا لنا، وقتها سنشطب الديون وشطبت الولايات المتحدة ديوناً قابلة للشطب بموجب قوانين الاعارة والتأجير الاميركية. واولبرايت لم تنجح في اقناع الأوروبيين بشطب ديونهم ما عدا الدين البريطاني الذي كان اكثر من متواضع!!.
..الآن، نشكل نحن وتركيا وإيران ولبنان، الطوق الاول في التحالف ضد الارهاب.. ومقابل ما هو مطلوب منا، فان على شركائنا الاغنياء تعويضنا عن خسائرنا، فحياتنا في الشمال والوسط تحولت الى جحيم، وصار الناس يعيشون مع انقطاع المياه واكوام النفايات ولا ينفع الدفع بالقطارة، فهناك عشرة ملايين يعيشون على الاردن وليس كلهم من الاردنيين، فلماذا لا يقوم الذين تسببوا في هذا اللجوء بالتعويض علينا؟ ولماذا يتعامل الاغنياء معنا بالخيمة ووجبة الطعام وماء الشرب بالقطارة، بدل معونة استيعاب اقتصادي كل شيء، معونة وليس استعطاء ولا سما ندسه في دسم الاخوة العربية والكرم القومي.
والحدود بيننا وبين سوريا مغلقة في وجه التجارة مع تركيا واوروبا ولبنان، وبيننا وبين العراق اكبر اسواقنا وشركاء التجارة، وهذا ايضا لا يد لنا فيه، في حين ان الجميع ساهم في اغلاق هذه الحدود، وبالارهاب وليس بقرار وعلى الذين تسببوا تعويضنا عن خسارتنا خاصة وانهم جميعا يدفعون ثمن الارهاب من مال وسلاح وعتاد، وإلا فمن اين لداعش كل هذا السلاح، وكل هذا المال الذي يكفي لعمليات ثلاثين الف مقاتل؟
لا ندري اذا كان السيد كيري وزير الخارجية الاميركية الذي يقوم الان بدور عرّاب التحالف سمع كلاما واضحا في هذا الشأن اثناء زيارته امس فنحن مع الاسف نصدّق قصص التحالف الاستراتيجي، ونصدق قصص الوحدة العربية.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة