الجمعة 2024-12-13 06:16 ص
 

التغيّر المناخي .. الخير والكارثة!

12:04 م

علينا أن نبدأ التفكير بحقيقة التغيّر المناخي. فخلال هذا العام، والأعوام القليلة الفائتة كنا نشهد أمطاراً وسيولاً غير عادية في السعودية، مقابل جفاف قاتل في بعض المناطق الإفريقية. ونسمع من تقارير الأخبار أن المحيط المتجمد الجنوبي يفتقد جباله الجليدية، مما يشير إلى ارتفاع منسوب المحيط.. ونسمع قرع جرس امكان اختفاء جزر كثيرة في المحيط الهندي!اضافة اعلان

وتغيّر المناخ ضريبة يدفعها سكان هذا العالم بسبب غطرسة دولتين كبيرتين: الولايات المتحدة والصين، وهما مستهلكان كبيران للطاقة غير النفطية التي تحيط كوكبنا الجميل بغلالة اشبه بغلالة البيوت البلاستيكية في مزارع الأغوار.. مما يؤدي الى تسخين المحيطات والأرض وتزيد من تناقص الرطوبة فيما نسميه بحركة التصحّر في المناطق الهشّة القليلة الأمطار.. كمنطقتنا!
المهم علينا أن نعتاد في الأردن هذا النمط من التغير المناخي الذي عشناه هذا الموسم: فقد توقف المطر كلياّ مدة شهر بعد الثلوج التي نعمنا بها، وها نحن ننعم بالأمطار قبل موسم حصاد القمح!
أمانة عمّان اعلنت حالة «الطوارئ المتوسطة» مع أن الأمطار لم تتسبب إلا بالمزيد من ارباك المرور المربك أصلاً!!. وفي الزرقاء ارتفعت المياه في الشوارع غير المعتادة على المطر، ودخلت المياه إلى البيوت. ولم تقل لنا الصحافة هل امتلأ «قاع حنّا» أم لا. وفي الجنوب الخير كثير والناس عادت إلى زراعة الصيفي، والاهتمام بالأشجار وعاد الأمل إلى مربي الماشية بنمو الأعشاب وزيادة غدران المياه!
قرأنا صحف الأمس، واكتشفنا تفاوت خبر الأمطار، فهناك صحف جعلت من «امطار الخير» عناوينها، وصحفاً نشرت صور انهيار أرصفة في الطفيلة، ومناظر من شارع جديد لم يتم تبليطه بعد.. ولعل داخل الكثيرين تروعاً لاتهام الحكومة «بكوارث المطر».. والدعوة يوم الجمعة إلى تظاهرات، وحرق بنوك وغابات ومدارس ومحولات الكهرباء، وتدمير خزانات مياه الشرب!
فهناك ربيع وثان وثالث مرَّ على الأردن دون أن يصبح سوريا أخرى.. مصر أخرى.. ليبيا أخرى ويا لحظ «الثورية» الأسود!
هناك من يعتبر الاجراء الحكومي كارثة.. والمطر في غير موعده كارثة, واعتقال مطلوب للقضاء كارثة. ورد الامن على مطلقي النار على المستشفيات ومراكز الامن كارثة. وها نحن نشهد كل يوم.. كل يوم فعلياً, وساوس ربيعية تبحث في الوطن المرهق عن فرصة لخلق «الفوضى الخلاّقة» التي بشر بها كتّاب وصحفيون, وسياسيون اميركان واوروبيين. والغريب ان هذه الفوضى الخلاقة لا تحدث الا حول اسرائيل, وفي مناطق الثروة القومية-النفط والعمل -.
كما في امطار الخير والتغير المناخي, وصرنا في الربيع الرابع الذي تنبت أزهاره في الوطن المستقر الآمن حتى في ايار. وكنا في الاعتياد ومواجهة الاختلال في المواسم, بالعقل والخلق, وصرنا في «اشواق» المغرمين بالحرق والتدمير والتخريب.. جماعة «الثورة» التي تفتقد الثوار!
وكل مواسم, والاردن بخير!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة