الوكيل- رصد - يبدو ان الاتحاد الاوروبي وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الاوروبي بلاتيني اضطروا للاستعانة بمخرج امريكي لكتابة فصول مسرحية شهدت احداث دراماتيكية كالتي نشاهدها في الافلام الامريكية للخروج بسيناريو محكم كان هدفه الاطاحة بالعجوز السويسري ، الذي وان كان مدركا لكل هذه الاحداث الا انه فضل التمسك بكرسي الرئاسة حتى اخر رمق قبل ان يجد نفسا امام امواج عاتية من الضغوطات داخل وخارج اسوار الفيفا .
عندما نتحدث عن فصول مسرحية وضغوطات كبيرة لا يعني ذلك مطلقا بأننا نبرأ ساحة العجوز بلاتر ، الذي ان كان لم يتورط في فضائح الفيفا الاخيرة فانه بالتأكيد متواطئ وغاض للطرف عن تجاوزات مساعديه واعضاء الهيئة التنفيذية ، والتي ظهرت على السطح مؤخرا .
ولكن كيف بدأت الحكاية دعونا نسلسل الاحداث
قبل ما يقارب الثمانية ايام قامت السلطات السويسرية بايقاف 14 متورطا في قضايا فساد وتلقي رشاوي بناء على مذكرة من وزارة العدل الامريكية والتي اشارت الى ان الموقوفين متهمين بالتأمر مع شركات رياضية لمنع منافسين من الحصول على حقوق بث ، بالاضافة الى تلقي رشاوي وعمولات على صفقات خاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم. فضيحة كانت مدوية هزت اركان اللعبة وجاءت في توقيت وضع حظوظ بلاتر في اعادة انتخابه مرة اخرى على صفيح ساخن ، الا ان العجوز بلاتر وبذكائه ودهائه المعروف في الاوساط الرياضية تمكن من الخروج من عنق الزجاجة بعد ان كان قد استعد جيدا من خلال الدعم اللامحدود الذي تلقاه من قارتي اسيا وافريقيا تحديدا وهما القارتان القادرتان على الصعود بأي مرشح الى كرسي الرئاسة كون ان ما يقارب من نصف الاصوات تتركز فيهما. ولكن وحتى مع تجاوز العجوز لهذا المطب ، الا انه دق مسمارا في نعش الرئاسة .
مسمار اخر قد لا يقل صلابة عن سابقه كان بالتهديد الرسمي الذي خرج به ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم ، وتبعه عدد من رؤساء الاتحادات الاوروبية بامكانية مقاطعة مونديال 2018 ، وحتى الانسحاب من عضوية الفيفا في حال نجح العجوز مرة اخرى في الانتخابات ، وهنا اعتقد بلاتر بأن هذه التهديدات ما هي الا مجرد زوبعة في فنجان سرعان ما تعود الامور الى مجاريها فور استقراره على كرسي الرئاسة ، الا انه فوجئ بأن الامور تتصاعد يوما بعد يوم فبعد تلويح انجلترا ومطالبات العديد من مشاهير الكرة بعدم خوض المونديال جاء الاتحاد السويدي ملوحا هو الاخر بالانسحاب .
المسمار الاخير ان صح التعبير او (القشة التي قصمت ظهر البعير) جاء فجر اليوم بالاشارة الى امكانية تورط الامين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم جيروم فالك بقضية رشوة تصل الى 10 ملايين دولار ، وهنا كان لا بد من الوقوف مطولا فالمياه قد وصلت الى باب المكتب الرئاسي ، وبات العجوز بلاتر مهددا في اي لحظة لزيارة السلطات السويسرية وحتى الامريكية .
لماذا الان ؟
السؤال الاهم الذي يتداوله الجميع في هذه اللحظات ، لماذا استقال بلاتر الان ولم يمض على اعادة انتخابه اكثر من اربعة ايام ؟ لقد كانت الفرصة مواتية له قبل الانتخابات ان يعلن انسحابه من سباق الترشح وترك منصب الرئيس للمرشح الذي نال على دعم القارة الاوروبية تحديدا .
قد نجد الاجابة عن هذا التساؤل في السطر الاخير من الفقرة السابقة بعد ان شعر العجوز بلاتر بأن الخطر بات قريبا عليه اكثر من اي وقت مضى بعد التلميحات التي طالت الامين العام للفيفا بتلقيه رشاوى !! وهو الامر الذي يعني بأنه قد يكون تحت طلب التحقيق في اي لحظة .
لن تستفزنا الكلمات الرنانة التي خرج بها بلاتر في خطاب التنحي والاشارة الى ان شعوره بأنه غير مرغوب فيه من قبل البعض دفعه الى الاستقالة ، فهو يعلم قبل ان يخوض الانتخابات بأن موجة من الغضب والاستياء اجتاحت اوروبا تحديدا عندما اصر على الترشح والنصائح العديدة التي تلقاها من قبل رفاقه الاوروبين بضرورة ترك الساحة وعدم الترشح من جديد !
بلاتيني ...وفرصة مواتية
قد يكون هو الاكثر حضورا في الايام الاخيرة ، ليس من باب الترشح بل من قبيل الدفاع عن المنظومة العادلة و(القيم الحميدة لمؤسسة الفيفا) ، فكان الداعم الاكبر للامير علي بن الحسين في سباقه نحو كرسي الرئاسة في مواجهة العجوز بلاتر ، بل وانه اعلنها بكل صراحة بأنه وفي حال فاز بلاتر فسيكون هو خارج اسوار المكتب التنفيذي . ولكن السؤال المطروح وبشدة .
هل كان بلاتيني فعلا داعما للامير علي بن الحسين ، ام انه وجد في رغبته واندفاعه لخدمة كرة القدم فرصة مواتية لمحاربة بلاتر والاطاحة به او حتى على الاقل التقليل من حظوظه في المنافسة وتأليب الاتحادات القارية عليه حتى يجد موطئ قدم له في الانتخابات القادمة ؟
ام انه بالفعل كان داعما حقيقيا للامير ومقتنع بتوجهاته وبرنامجه الانتخابي لرئاسة الفيفا فوجد فيه الخلاص من براثن العجوز بلاتر ؟
قد تكون الايام او الاسابيع القادمة هي افضل من يأتينا بحقيقة توجهات بلاتيني ، وهل سيبقى وفيا لتعهداته للامير بمساندته في الانتخابات كما شاهدناه في الايام الاخيرة التي سبقت كونغرس الفيفا وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش الانتخابات والذي شهد تأييدا مطلقا للامير وهجوما كاسحا على العجوز بلاتر
فهل كانت تلك الكلمات التي انطلقت من بلاتيني بدافع رغبة التخلص من بلاتر بأقرب فرصة ام لتمكين الامير الامير علي من الوصول الى كرسي الرئاسة ؟ سؤال برسم الاجابة للجميع .( يوروسبورت)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو