الأحد المقبل تبدأ امتحانات الشهادة الثانوية ، وفي الوقت نفسه يبدأ التسجيل للترشح لانتخابات المجلس السابع عشر ، وهما حدثان في غاية الأهمية بالنسبة للأردن . فالأول عنوان للمضمون الحقيقي للفكر والمعرفة عند المواطن، وبالتالي الدولة الأردنية. والثاني خط عريض كُتب فوقه استحقاق دستوري لترسيخ حق المواطن في الحكم وتطلعه نحو الحرية والتعددية واحترام الرأي الآخر.
حدثان يجب أن يكونا عرسين وطنيين ، نواجه بهما جُلّ تحدياتنا ، فإذا أتقنا التعامل معهما وحصدنا مخرجاتهما الطموحة فسنجد أنفسنا وقد حققنا ما لا يستطيع غيرنا فعله أو حتى الوصول إليه وهي مفخرة يجب أن نعتز بها ونفتخر ونذكرها على رؤوس الأشهاد.
التعليم في الأردن رمزية أثبتت وجودها وقوامها ، ليس بما هو منتج في العملية التعليمية فقط ، بل بالتهيئة لمفهوم الإبداع والخلق الذي يبرز بشكل جلي عندما تتوفر المناخات الملائمة ، إضافة إلى مخزون العلم والمعرفة والتربية السلوكية الراقية، نجد مفاهيم تبلور الشخصية وقوتها ودورها في التأثير الذي سرعان ما يترجم للاخلاص والجدية والإبداع ، وهذه سمات ظهرت لدى أبنائنا كلهم الذين شرفونا في دول العمل العربية وغير العربية . فالمسألة لا تتعلق بالمباني الفاخرة ولا بأدوات الترفيه الجاذبة للمدرسة رغم ضرورتها ، بل بإيمان واستعداد أركان العملية التعليمية للولوج إلى أفضل المستويات العلمية والتربوية ،ضمن إطار من المنافسة الراقية والدقيقة التي تظهر الفروق الفردية والاستعداد الحقيقي لدى الطلبة .
امتحان التوجيهي صورة مشرقة وعنوان مفصلي في مسيرتنا التربوية يجب أن نحافظ على مستواه ونساهم في رقيه وتطوره لنصل إلى مفهوم العدالة ، وكذلك تصنيف أبنائنا أجيال المستقبل ضمن إطار القدرات والرغبات التعليمية .
من هنا فإن الوقوف جميعا أمام محاولات الإساءة كلها لهذا المنتج الوطني المتطور وهذه النمطية الأردنية التي نعتز بها هو فرض عين ، وعلى الأهالي تهيئة الظروف الملائمة للأبناء حتى يقدموا ما لديهم بعيدا عن التوتير والتلاعب بالقدرات و'تعشيمهم' بالأسئلة والأجوبة أو أي نوع من الغش أو التغشيش ، لأن في ذلك جريمة كبرى ليس في حق هؤلاء الطلاب الذين سيعتمدون على ذلك ويتفاجأون ، بل بحق أولئك الذين سهروا الليالي وواظبوا على الدراسة وتهيأُوا لهذه المنافسة.
فإعادة الكرامة لامتحان التوجيهي والهيبة لوزارة التربية مسألة في غاية الخطورة وهذا لا بد أن يترجم إلى فعل نراه في قاعات الامتحان ، بحيث يُحاسب كل مدير قاعة أو معلم أساء لهذه العملية أو أي مواطن يحاول اختراق هذا الخدر العذري بحيث لا تَساهُل ولا رحمة في من اعتقد انه فوق القانون .
وزارة التربية والتعليم ، وزير ومدير تربية ومديرو قاعات ومشرفون جميعهم بشكل مباشر مسؤولون أمام مئات آلاف الآباء والأمهات ، الأخوة والأخوات الذين سهروا مع ابنائهم وذويهم وتعبوا معهم عن إدارة هذه العملية بشفافية مطلقة ، وترسيخ مفهوم المهنية التربوية ووضع ضوابط الأمن والأمان والمناخ الملائم حتى يُفرّغ ابناؤنا على ورقة الامتحان ما حصّلوه واكتسبوه . متمنين لوزارتنا التوفيق ولأبنائنا النجاح .
عدنان الزعبي
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو