"الجمارك": تقدير خسائر حريق حاويتي المفرقعات ما يزال جاريا

الوكيل - فيما رفضت دائرة الجمارك العامة، تقديم تقدير حالي لحجم الخسائر، التي ترتبت على الحريق الكبير، الذي نشب أول من أمس، في حاويتين تحويان كمية كبيرة من المفرقعات والألعاب النارية، ونتج عنه وفاة 8 أشخاص وإصابة آخرين، تباينت آراء مخلصين ووكلاء ملاحة بحرية، في تحميل 'الجمارك' جزءا من المسؤولية عن الحريق، لغياب شروط السلامة العامة.اضافة اعلان


وذكرت مصادر رسمية في دائرة الجمارك لـ'الغد' أمس أن 'العمل لا يزال جاريا على تقدير وحصر الخسائر المترتبة على الحريق، حيث تمّ تشكيل لجنة لذلك'.

واكتفت المصادر، التي طلبت عدم نشر اسمها، بالتأكيد على أنّ الدائرة 'تتبع إجراءات السلامة العامة في تخزين الحاويات'.

وكان الحريق الضخم الذي شب أول من أمس الاثنين في الحاويتين، بساحة جمرك عمان جنوبي العاصمة، قد أودى بحياة 8 أشخاص، وإصابة 12 آخرين، 5 منهم في حالة خطرة.

وحاولت 'الغد' الوصول أمس لموقع الحادث، إلا أنه تمّ منع مندوبها من الدخول، فيما كانت تتواجد في الموقع، فرق من المختبرات الجنائية، التابعة للأمن العام، للوقوف على أسباب الحريق، واستكمال التحقيقات.

مخلصون في الجمرك، استبعدوا، في تصريحات لـ'الغد'، أن يكون انفجار الحاويتين قد تم 'بفعل فاعل'، مرجحين أن يكون نتج عن 'إهمال من قبل العمال أثناء نقل الشحنة الى التصدير'. وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها في جمرك عمان.

وبينت المؤشرات الأولية للحريق تضرر عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية أخرى.

وقال أحد المخلصين في جمرك عمان، بسام صيفي، لـ'الغد'، ان مركز الجمرك 'يتبع جميع اجراءات السلامة، ويتم تطبيقها بشكل منظم ودقيق'.

واتفق صاحب مكتب التخليص في جمرك عمان، جمال دودين، على ان جمرك عمان 'يتبع اجراءات صارمة، فيما يخص السلامة العامة، والتعامل مع الحاويات'.

إلا أن وكلاء ملاحة بحرية رأوا أن جمرك عمان 'أخطأ في تخزين وتفريغ حاويتي المفرقعات والألعاب النارية'، ورأوا أن 'المشكلة كانت في تخزين هذه الحاويات'، و'هناك ايضا مشكلة في اتباع تعليمات وشروط السلامة العامة في تفريغ هذه الحاويات'.

واستغرب هؤلاء، في تصريحات لـ'الغد'، لجوء الجمارك العامة الى بيع هذه الشحنة في المزاد العلني، 'بدلا من إتلافها أصلا، خصوصا انّ هذه البضاعة ممنوع استيرادها ودخولها للأردن'.

وأشاروا إلى أن هناك حاويات يتم وضعها في الساحات، لعدة سنوات، ولا يتم عرضها في المزاد العلني، وهذا ما كان قد طالب به وكلاء الملاحة في وقت سابق.

وكان مجلس الوزراء قرر قبل أعوام منع استيراد الألعاب النارية، لما لها من 'آثار سلبية على السلامة العامة لمستخدميها وإزعاج كبير للمواطنين'.

وكان مندوبو شركات ملاحة بحرية، أشاروا في اجتماع، عقد في الثامن من الشهر الحالي، مع مدير عام الجمارك، اللواء منذر العساف، الى وجود 'حاويات مخزن فيها مواد خطرة'، داعين إلى 'التخلص منها من خلال الإسراع في بيعها ضمن الفترة المحددة بالقانون وهي 90 يوما'.

على أنّ العساف أكد حينها، بأنّ مثل هذه الحاويات يتم تخزينها بأماكن مخصصة، ويتمّ عزلها وتخزينها بطرق آمنة تضمن سلامتها.

وكان الوكلاء قد طالبوا الجمارك بأن يتم تطبيق القانون في موضوع الحاويات، التي لا يستلمها أصحابها، ويتم تخزينها في ساحات الجمارك، لأكثر من 90 يوما، بأن يتم طرحها بالمزاد العلني مباشرة، وأن لا يتم تأخيرها لأكثر من 90 يوما.

وتنص المادة 109 من قانون الجمارك على أنه لا يسمح للمستودع العام بتخزين البضائع الممنوعة المعينة، والمتفجرات والمواد الشبيهة بها، والمواد المشعة والمواد القابلة للالتهاب، والبضائع التي تظهر فيها علامات الفساد، وتلك التي يعرض وجودها في المستودع إلى أخطار، أو قد تضر بجودة المنتجات الأخرى، والبضائع التي يتطلب حفظها إنشاءات خاصة، والبضائع المنفرطة ما لم يكن المستودع معدا لذلك'.

ونصت المادة 236 على أن للدائرة أن تبيع البضائع المحجوزة، من حيوانات أو بضائع قابلة للتلف أو التسرب، أو كانت في حالة من شأنها أن تؤثر في سلامة البضائع الأخرى، أو المنشآت الموجودة فيها'.

كما أشارت المادة 237 الى أن للدائرة أن تبيع 'البضائع الموجودة في المخازن أو في ساحات الحرم الجمركي وأرصفته بعد مضي ثلاثة اشهر على تخزينها وتطبق هذه الأحكام على الودائع التي يتركها المسافرون في المراكز الجمركية'، و'البضائع الموجودة في مخازن وساحات الهيئات المستثمرة بعد انتهاء المهل المحددة بموجب أحكام قوانين وأنظمة تلك الهيئات'. اضافة الى 'البضائع من الأنواع المبينة في الفقرة (أ) من المادة (236) من هذا القانون عندما تكون موجودة في الحرم الجمركي خلال مهلة الحفظ، إذا ظهرت عليها بوادر المرض أو الفساد أو الإضرار بسلامة البضائع الأخرى أو المنشآت، على أن يثبت ذلك بموجب محضر، وعلى أن يخطر أصحاب البضائع أو من يمثلهم إذا أمكن ذلك وإلا بإعلان يعلق في المركز الجمركي المختص وذلك قبل البيع'.

الغد