الجمعة 2024-12-13 01:11 م
 

الجماهير لا "تزحف" في الأردن

06:58 ص

? تفوّت المعارضة الحزب?ة في ا?ردن مناسبة إ? وتش?ر ف?ھا لدور الجماھ?ر في التغ??ر، وتحذّر النظام من أن س?اساتھ ا?قتصاد?ة ستدفع بالجماھ?ر إلىاضافة اعلان

النزول للشوارع. مع ذلك فإن مشھد الجماھ?ر وھي'تزحف' للشوارع ظل حلما للمعارضة.
في موجة الرب?ع العربي التي انطلقت قبل ث?ث سنوات تقر?با، ? أذكر سوى مس?رة واحدة ?مكن وصفھا بالجماھ?ر?ة، تلك التي دعت إل?ھا الحركة ا?س?م?ة
وسط عمان قبل سنة ونصف. ?ومھا ثار جدل حول أعداد المشارك?ن، لكن مھما اختلفت التقد?رات، الجماھ?ر نزلت إلى الشوارع ?ومھا.
بعد ذلك ال?وم ?مكن القول إن الجماھ?ر اختفت في ا?ردن؛ لم نعد نشھد سوى مس?رات ?شارك ف?ھا بضعة آ?ف في أحسن ا?حوال، ثم انخفضت أعداد
المشارك?ن إلى مئات، وحال?ا بالعشرات.
بالمناسبة، الحالة ? تخص ا?ردن وحده؛ معظم الدول العرب?ة التي شھدت ثورات أطاحت با?نظمة أو تلك التي تكافح من أجل التغ??ر بدأت الجماھ?ر تختفي من
شوارعھا؛ مصر وحدھا التي أطاح العسكر ف?ھا بحكم مرسي ما تزال تشھد مظاھرات مناھضة للج?ش، بدأت ضخمة وجماھ?ر?ة، ثم تقلصت ش?ئا فش?ئا.
لكن ا?ردن ظل حالة استثنائ?ة، لدرجة صار معھا السؤال مشروعا: ھل ھناك جماھ?ر أص? في ا?ردن؟
الجواب، نعم بالطبع؛ لكنھا لم تعد مشدودة لتقال?د المس?رات وا?عتصامات والوقفات ا?حتجاج?ة، وغ?رھا من أشكال التعب?ر الجماھ?ري، التي تستھوي نشطاء
العمل الس?اسي، و?رددونھا في عالمھم ا?فتراضي.
لقد جربت ھذه ا?شكال وعلى نحو مفرط في العام?ن الماض??ن. ?قدر مسؤول رف?ع المستوى عدد الذ?ن شاركوا في نشاطات ا?حزاب والحراكات الشعب?ة
والمطلب?ة بنحو نصف مل?ون مواطن. ربما ?كون الرقم ا?جمالي صح?حا، لكن مع م?حظة حا?ت التكرار وھي كث?رة؛ إذ إن المئات من النشطاء ضربوا
أرقاما ق?اس?ة في عدد مرات المشاركة في ا?عتصامات. وأصبح بإمكان المتابع لبعض اعتصامات المحافظات، والجامع الحس?ني أن ?حفظ وجوه وأسماء
المشارك?ن، لكثرة ما شاھدھم أسبوع?ا.
وفي ا?ردن ظاھرة ?تجد مث?? لھا في عد?د البلدان، لفت الزم?ل والصد?ق 'ا?نثروبولوجي' احمد أبوخل?ل ا?نظار لھا مبكرا، وھي أن جمھور المتفرج?ن على
المس?رات وا?عتصامات ?فوق في أح?ان كث?رة عدد المشارك?ن ف?ھا.
ھنا ?كمن لب الحق?قة ف?ما ?مكن أن نسم?ھ نظر?ة الجماھ?ر ا?ردن?ة. الت?ار العر?ض في أوساط ا?ردن??ن ھو جمھور المتفرج?ن.
ا?ردن?ون ?حبون الفرجة؛ ?تجمھرون حول اعتصام، وعند حادث س?ر ?فرق.
مباراة المنتخب ا?ردني لكرة القدم 'النشامى' مع نظ?ره ا?ورغواني ا?سبوع الماضي، كانت مناسبة نادرة لرؤ?ة الجماھ?ر ا?ردن?ة. لقد تحقق حلم المعارضة
بالفعل؛ فقد زحف نحو عشر?ن ألفا إلى الملعب فغمروا مدرجاتھ. وھناك فقط سُمعَت الجماھ?ر وھي 'تھدر' على حد تعب?ر الحزب??ن، بالھتافات الوطن?ة، وعند
قدوم الملك وعائلتھ مع بدا?ة الشوط الثاني، كادت الحناجر أن تنفجر من شدة الھتاف والحماس، رغم الخسارة القاس?ة بخمسة أھداف.
جمھور عر?ض غالب?تھ من الشباب الذ?ن تتوق ا?حزاب للوصول إل?ھم و? تنالھم. لكنھم في الواقع لم ?كونوا سوى جمھور من المتفرج?ن، 'الفرجة' ھي التي
قادتھم إلى ھذا المكان، ومثل حالھم في كل مناسبات 'الفرجة' عند ا?ردن??ن غادروا بحسرتھم، لكنھم على ا?رجح لن ?غ?روا طبعھم؛ س?ظلون متفرج?ن.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة