الجوع ساخر

أصدقائي الساخرين الذين يعتاشون من كتابتهم الساخرة في الصحف .... ببساطة أكلنا هوا مخلوط بروح الخل ... والفاعل المرعوب يعود علينا نحن الكتاب الساخرين في الأردن والعالم العربي والعالم أجمع، ويشمل الأحياء منا والأموات ومن لم يولدوا بعد.اضافة اعلان


علينا ان نلملمم اوراقنا ونحشو اقلامنا،ونبحث لنا عن صنعة أخرى غير الكتابة الساخرة، ربما سأتعلم بيع الهرايس من صديقي الفنان زهير النوباني كما في مسلسل (العلم نور)، او ربما الحق حالي بالتقاعد المبكر من الضمان الاجتماعي قبل ما تروح علي من جميع الجهات.

كامل نصيرات يصلح لأن يكون بياع ساندويشات (فشّة وطحل) على عرباية متجولة ،أحمد حسن الزعبي يدخل السلك الإداري ، اذ يساعده شكله على ان يكون متصرف لواء بهي الطلعة، لكنهم سيحيلونه إلى التقاعد عند اول قرار يتخذه.

احمد أبو خليل يصلح لتدريس الأنثربولجيا في الجامعات غير الحكومية ، الا اذا اراد استغلال طوله للانضمام الى فريق كرة السلة الأردني . أما هند خليفات فتتفرغ للف الدوالي للجارات بالأجرة.

أكلنا روح الخل ، فقد صار المواطن الأردني أكثر سخرية ونغاشة منا فالجوع ليس كافرا فحسب ، بل هو عاطل عاطل أيضا ، وهو أكبر ملهم للساخرين أيضا . نعم يا سادة يا كرام صار المواطن الأردني العادي الذي لا يدعي الإلهام ولا يصر على أن الكتابة الساخرة فن صعب لا يصل اليه الا العباقرة الأفذاذ.... كل ما في الأمر ان المواطن الأردني صار ساخرا فحسب.

رصد ت هذه الظاهرة – ظاهر الشعب الساخر- قبل فترة ، لكنها تجلت في أوضح صورها بينما أخونا فيلكس – الرجل الذي نط من الفضاء- ما يزال معلقا في الفضاء ، وبأسرع من الضوء ، وليس الصوت، سبقته تعليقات الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة ، بعبارات ساخرة رائعة ، لم تكتف بمجرد الإضحكاك فحسب ، بل انها كانت تنتقد أوضاعا اجتماعية وسياسية يعاني منها المواطن الأردني ، ومثال على ذلك سأكرر بعض هذه التعليقات لعل بعضها يصلكم في هذا المقال، مع انها على الأغلب وصلتكم في حينها..فأنتم من كتبها أصلا وفصلا:

- لو كان فيلكس في سماء الأردن لأصابته رصاصة طائشة، أو لكان هبط في مخيم الزعتري ، .

- فيلكس يصرح بأنه رأى المطبات في الشوارع الأردنية من الفضاء الخارجي .

-لو كان اردنيا لكتب على كبسولته( عظة اسد ولا نظرة حسد)، ، أو لكانوا قالوا له (القفز بلا سبب ، قلة أدب).

وغيرها وغيرها مما تعرفون....

نعم ايها الشعب الأردني الساخر

يحق لكم ان تحتلوا زوايانا في الصحف، فأنتم الساخرون بكل جدارة.