السبت 2024-12-14 12:22 ص
 

الجيش السوري يتقدم ويستعيد مناطق بدعم من قصف روسي مكثف

07:20 م

الوكيل - قال مقاتلون إن طائرات حربية روسية قصفت مسلحين معارضين لا ينتمون لتنظيم داعش اليوم الأحد مما ساعد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد حليف موسكو على إحراز تقدم ميداني واستعادة أراض وإلحاق انتكاسة جديدة باستراتيجية واشنطن وحلفائها.اضافة اعلان


وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الصراع الممتد منذ أربع سنوات إن الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معه استعادا السيطرة على بلدة تل سكيك في محافظة إدلب بعد قصف روسي مكثف.

وبذلك تصبح القوات الحكومية السورية أقرب إلى مواقع يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على طول الطريق السريع الذي يربط المدن الرئيسية في سورية. ويسيطر على المنطقة تحالف للمعارضة لا يشمل داعش.

وقال المقدم أبو حامد قائد المكتب العسكري لجماعة جبهة الشام المعارضة التي تنشط في محافظة حماة بالأساس 'المعركة القريبة القادمة ستكون طاحنة ... الروس يتبعون سياسة الأرض المحروقة وضرب الأهداف بشكل دقيق ومركز. هي معركة وجود إما وجود أو لا وجود لذلك سيكون هناك استبسال. وندافع عن قضية ومعتقد في وجه المغتصب الروسي.'

وأشار إلى أن الجيش السوري يتقدم من بلدتي مورك وعطشان في محافظة حماة باستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة وصواريخ أرض-أرض جديدة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن طائراتها نفذت 64 طلعة جوية وقصفت 63 هدفا ودمرت 53 موقعا محصنا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. ووصفت الوزارة كل الأهداف بأنها تابعة للدولة الإسلامية رغم كون معظم المناطق التي قالت إنها قصفتها خارج سيطرة التنظيم المتشدد.

وأفاد التلفزيون الرسمي السوري أيضا بالسيطرة على تل سكيك بعد 'عملية عسكرية واسعة تنفذها وحدات الجيش البرية بإسناد من سلاح الجو الروسي وبالتعاون مع القوى الجوية السورية' ضد 'التنظيمات الارهابية' في المنطقة.

لكن تقدم القوات السورية لم يكن دون ثمن إذ قال المرصد السوري ومحطة تلفزيون لبنانية إن قياديا كبيرا في حزب الله قتل أثناء قتاله إلى جانب القوات الحكومية.

وكثفت روسيا في الأيام القليلة الماضية من حملة قصف بدأتها قبل عشرة أيام وتقول إنها تستهدف تنظيم داعش لكن معظم ضرباتها أصابت جماعات معارضة أخرى تقاتل الأسد ويحظى بعضها بدعم دول عربية أو تركيا أو الولايات المتحدة.

ويرافق القصف الروسي تقدم كبير للقوات الحكومية السورية بدعم من الآلاف من مقاتلي حزب الله ومئات الجنود الإيرانيين مما يغير من ميزان القوى في الحرب الأهلية السورية.

وأثار التدخل الروسي غضب خصوم الأسد في المنطقة ومن بينهم دول عربية وتركيا.

وفي أكبر مسعى له حتى الآن للتواصل مع خصوم الأسد من العرب التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يشغل أيضا منصبا كبيرا في القوات المسلحة الإماراتية.

وقال بوتين في الاجتماع الذي عقد على هامش سباق جائزة روسيا الكبرى ضمن بطولة فورمولا 1 في منتجع سوتشي الروسي إنه يرحب بفرصة الحديث عن الأمن في المنطقة خاصة في ضوء الهجوم الذي أودى بحياة ما يصل إلى 128 شخصا في تركيا أمس السبت.

وفي مقابلة تلفزيونية نقلتها وكالة انترفاكس للأنباء قال بوتين إنه لا يريد التورط في حرب دينية في سورية. وينتمي الأسد إلى الأقلية العلوية الشيعية وحلفاؤه الإقليميون شيعة فيما تعارضه دول عربية سنية تدعم مقاتلي المعارضة ومعظمهم من السنة.

وقالت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي اتهمت طائرات روسية بانتهاك مجالها الجوي أثناء حملة القصف إن طائرات وأنظمة صواريخ سورية تعرضت لمقاتلاتها على الحدود يوم السبت في أحدث واقعة من نوعها.

وذكرت موسكو أن مسؤوليها عقدوا مؤتمرا ثانيا عن طريق الفيديو مع نظرائهم الأمريكيين لضمان سلامة الطيارين أثناء الطلعات الجوية. ويشن البلدان حملتين في نفس المجال الجوي للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

* انهيار سياسة أوباما

وقلب التدخل الروسي استراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما رأسا على عقب. وتقود واشنطن حملة قصف منفصلة ضد تنظيم داعش منذ عام.

وتقول واشنطن وموسكو إن عدوهما واحد وهو تنظيم داعش الذي أعلن قيام خلافة في مناطق كثيرة بشرق سورية وشمال العراق.

وتعارض واشنطن وحلفاؤها في أوروبا والشرق الأوسط الرئيس السوري ويرون أنه يجب أن يرحل عن السلطة بموجب أي اتفاق سلام فيما تدعم موسكو الأسد وتقول إن حكومته يجب أن تكون محور الجهود الدولية لمحاربة التطرف.

وأعلنت واشنطن مؤخرا تخليها عن مسعى فاشل لتدريب جماعات 'معتدلة' تعارض الأسد وداعش. ويحصل مسلحون آخرون يقاتلون الأسد على عتاد وتدريب من حلفاء واشنطن العرب وبينهم قوميون علمانيون وإسلاميون متشددون تابعون لتنظيم القاعدة.

وتتهم موسكو واشنطن بالوقوف فعليا في صف متشددين آخرين لا يختلفون عن داعش بينما تقول واشنطن أن الحملة الروسية تساعد داعش لأنها تستهدف خصومها.

وقال المرصد السوري ومصادر على الأرض إن التنظيم استغل الهجمات الروسية على جماعات معارضة منافسة له للتقدم قرب حلب في شمال سورية خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف المرصد أن قتالا يدور اليوم الأحد بين مسلحي داعش ومقاتلي معارضة آخرين في هذه المنطقة لكن لم تتغير المواقع منذ أمس السبت. (رويترز)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة