الجيش والمخابرات

حديثنا ليس مديحاً أو مجاملة بل حديث سياسي وطني لأن هاتين المؤسستين السياديتين كانتا ذراعي الدولة الأهم في حمل أعباء السنوات الأربع الماضية بما حملته من أزمات وملفات.اضافة اعلان

الربيع والحراك الذي شهده الأردن منذ نهاية عام 2010 ، بكل ما حمل من مطالبات منطقية أو تعامل غير متزن من البعض ملف كبير تعاملت معه القيادة الأردنية بحكمة وروية كانت تحتاج إلى جهات تحمل هذه الروية وتنفذها، وبالتوازي مع الربيع كانت الأزمة السورية بأبعادها السياسية والأمنية والعسكرية والإنسانية وحمل الجيش والمخابرات العبء الأكبر في إدارة مفاصل هذه الأزمة وبخاصة الأبعاد غير الظاهرة للناس.
ولعلي أشير هنا إلى أن ملف الإصلاح والحراك الذي كانت رؤية جلالة الملك فيه واضحة ووفق جدول زمني لم تستطع بعض الحكومات التي تعاقبت خلال هذه السنوات أن تتحمل ما عليها من واجبات وإحداها تعاملت بطريقة كانت محصلتها خذلان مسار الدولة، ولولا الجندية والانضباط السياسي الذي اتسمت به المخابرات وحكومات أخرى تحملت المسؤولية لما كنّا أنجزنا ما يجب انجازه.
وخلال هذه السنوات جاء الملف المصري الذي كانت له انعكاسات مباشرة على ساحتنا الأردنية، ثم جاء الملف العراقي بتفاصيل وأبعاد سبقت ولحقت حكاية ظهور داعش الأخير إضافة إلى تعاظم الأبعاد الأمنية والعسكرية على الجبهتين السورية والعراقية وكل هذا أكبر بكثير مما يظهر للناس.
ما بين ضبط الساحة الداخلية أمنياً وسياسياً وضبط الحدود، ومعادلات العلاقات مع دول المحيط ودول العالم بما فيها التحالف الدولي للحرب على الاٍرهاب، ما بين كل هذا وذاك كانت الغاية أن تبقى الدولة الأردنية خارج إطار الفوضى الأمنية والسياسية والاستهداف الخارجي بما فيها مخاطر الدخول في أي مواجهات حدودية، واستطاعت هاتان المؤسستان الأمنية والعسكرية أن تحمل رؤية الملك وتحولها إلى سياسات وإجراءات ولهذا استطاعت الدولة الأردنية بفضل الله تعالى أن تتجاوز كل المخاطر الكبرى.
حديثنا محاولة للقول أن الجيش والمخابرات بقيادتها وكل أفرادها كمؤسسات لعبتا الدور الأساس في إدارة المرحلة بكل أزماتها وفقاً للرؤية الملكية بانضباط وجندية واحتراف غاب عن بعض الحكومات.
المرحلة الماضية بكل ما حملت من ملفات صعبة أضافت إلى مؤسسات الدولة المفصلية تجارب كبرى وخبرة مميزة ستكون بالتأكيد جزءاً من أدوات الدولة في إدارة المرحلة القادمة بأشخاصها وعقولها.