إسراء أبو جبارة - كما نعلم جميعاً توافد المتضررون من الحرب و الفرار إلى الدول المجاورة، فمنهم من دمرت ديارهم وقتل من قتل من رجالهم و نسائهم .. فالهروب كان القرار الأسهل للسلامة.. و قد شهد الأردن تدفقاً كبيراً للاجئين من مختلف البلدان التي تعرضت مؤخراً للثورات و كان الأردن مضيافاً بمنحهم مساحة شاسعة كمأوى لهم إلى أن يحل السلام في بلادهم و العودة إليها..
ما بين السلم و الحرب .. المرحلة الصعبة التي لم تكن بالحسبان .. فالحياة الراغدة لم تكن باحتضانهم.. فالبلاد المستضيفة تقدم المسكن و المأكل و المشرب وتأمين العلاج و الدواء و على رأسها (الأمان) فماذا أكثر يمكن ان تقدمه دولة لمواطنيها فكيف للاجئين يحصلون على كل هذا بلا حمدٍ أو شكور..؟
لكن طبيعة البشر التي لا تتغير بالظروف في عدم الشعور بالاكتفاء .. فاللاجيء كان بوهم الرغَد و لكن الصدمة في أن اللجوء الى المدن للحصول على الأمان هو من أولى خياراتها و غض النظر عن تبعياتها.. فيتخلى لاجيء عن عمله جبراً.. أما عن بيته فهذا اختيار عليه ان يتحمل نتائجه.. فاللجوء يعني الحصول على الأمان في المرتبة الأولى و قد حصل عليه اللاجؤون طيلة فترة إقامتهم في البلاد.. فلم تبخل الأردن و الدول الداعمة من تأمين ما يلزم و حسب الإمكانيات من أجل البقاء على قيد الحياة .. و يبقى المال الذي لم يحصل عليه اللاجيء أصبح مطلباً رئيسياً غير متوفر بسهولة .. فالعمل هو الحل و أسهل الخيارات كانت (تجارة الجسد)..
فعند الاستفسار و السؤال و ليس اللوم على هؤلاء.. فالاجابة واحدة و هي القضاء على الجوع..!! لم أقتنع من تلك الإجابة.. فالفقر و الجوع يعم العالم .. و أصبحت الأخلاق و التخلي عنها من أسهل القرارات التي تتخذ دون أدنى تفكير.. فكيف ندعوهم للتحلي بالصبر و التمسك بالأخلاق التي حثت عليها كل الأديان و هم من تخلوا عنها باختيارهم و أصبحت الرفاهية حق لا بد أن يستحق رغماُ عن أنف الاقتصاد..؟
أقول لكل من خطت أقدامه الأردن .. أردنيون و غيرهم من كافة الأجناس العربية .. أن الأردن المستضيف المضياف لم يعد أحد بما يفوق قدراته و إمكانياته .. بل طالما يدعو للتعاون من أجل إنعاش الاقتصاد و توفير السيولة للخزينة من أجل تحسين المستوى المعيشي و بقائه على الأقل على حاله دون تراجع، و هذه المقومات التي يتقاسمها التعداد السكاني المتزايد على حساب ميزانية الدولة التي تؤمّن الأمن و الأمان قبل كل شيء.. فنعمة الأمن توفر كل سبل العيش الذي يختارها القانطون في أراضيها و لتكن الأخلاق هي التحدي و ليس الاستسلام .. فاللاجيء مرفهاً و المواطن مستغلاُ جراء الحروب..
إسراء أبو جبارة
كاتبة و محللة سياسية
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو