السبت 2024-12-14 12:40 م
 

الحرب هي الحل

01:23 م

ليس من اللائق سياسيا واخلاقيا ان يُقرأ العدوان الاسرائيلي الهمجي على دمشق، من زاوية ضد النظام، ام لصالح الثورة؟ لان العدوان الاسرائيلي على المنطقة العربية لم يتوقف يوما. وفي الموضوع السوري، فان الضربات على دمشق ليست الاولى، فقد حلقت الطائرات الاسرائيلية قبل الثورة فوق قصر الاسد، وضربت مركزا علميا في دير الزور، فكيف يتم الآن محاسبة الثورة السورية على هذا العدوان، وكأن الاوامر صدرت من قبل قيادة الجيش الحر؟اضافة اعلان

من مصلحة اسرائيل استمرار الحرب و استمرار شلال الدم السوري من دون الحسم لاي طرف. غير هذا، فإن كل المحاولات الاخرى ليّ عنق الحقيقة، ولن يكون في يوم من الايام عربي (شعبي) مع العدوان الاسرائيلي على اي ارض عربية.
في العدوان على دمشق فإن الرسالة الابعد الى الحليف الايراني، والسؤال هل سيتبع هذا العدوان ضربة اقسى لحزب الله؟
الجواب بالتأكيد نعم، واذا لم يصل صدى هذه الضربة الى الولي الفقيه في طهران، فإن الذراع الاسرائيلية الطويلة ستمتد الى العمق الايراني اكثر واكثر.
هنا تستوجب النصيحة أن يتوقف الخطاب الايراني، الذي يشبه خطاب القومجيين، والذي يعلي الصوت دائما بمقولة 'اذا تدخلت اسرائيل في سورية فسنزيلها من الوجود'، حيث شبعنا من هذا الكلام، فخسرنا القدس وبغداد، ولا نريد ان نخسر دمشق.
امام كل هذا، تحيط بنا أزمات مشتعلة، وأخرى يتم إيقاد النار تحتها، فسورية مشتعلة من الداخل ولا يوجد في المنظور القريب آفاق لنهاية سعيدة، بل شلالات الدم تتدفق يوميا، ولن يتراجع السوريون عن المطالبة بحريتهم وكرامتهم، ولن يتراجع النظام عن عنفه ودمويته.
لبنان في أزمة على الطريق، وحزب الله القوة الرئيسية في لبنان والفرقة المتقدمة لإيران في المنطقة حسم قراره، ووقف مع النظام السوري ضد شعبه، ووجه صواريخه باتجاه أهداف إسرائيلية، ليقول إنه جاهز للحرب.
والفلسطينيون تائهون، بعد ان طحنهم الانقسام، لكن لن يقبل الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة أيضا العودة إلى مربعات المفاوضات من جديد، وكأن لا شيء تحرك تحت مياه الجسر الفلسطيني.
تركيا تمد يدها إلى حجر النار عامدة متعمدة، وتقول كل الخيارات مفتوحة، حتى الخيار العسكري.
إسرائيل تعرف جيدا أنها الخلاص لكل الأزمات، وأن الحرب معها تغلق أفواه المحتجين، وأنها ليست بعيدة عما يجري في المنطقة، حتى إنها تستعد الى اكثر من هذا، حيث بدأت قبل بضع سنوات بإنشاء ملجأ سري لقيادة الدولة في محيط مدينة القدس، وسبق للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن نشرت تقريرا عن هذا الملجأ المعد لمواجهة أقسى الظروف الحربية والطبيعية، ويقع الملجأ على عمق عشرات الأمتار في أحد الجبال المحيطة بالقدس المحتلة، وهو مزود بمعدات تكنولوجية متطورة تشمل معدات سيطرة محوسبة تعرض صورا مباشرة من مواقع الأحداث وقت حدوثها.
وفي هذا الملجأ عقد نتنياهو جلسة لاختبار قدرته مع وزرائه على إدارة شؤون الدولة في أوضاع طوارئ متطرفة: هزة أرضية، حرب تقليدية وهجوم كيميائي أو بيولوجي أو حتى نووي على إسرائيل.
كل ملفات المنطقة تبحث عن حلول، وحل الحرب مع إسرائيل بعد إغلاق المنافذ السياسية زاد من طبيعة التحديات التي تواجه إسرائيل اليوم، وتعرف إسرائيل جيدا أن ما وقع منها أثناء عدوان 2006 على لبنان مجرد 'مزحة'، قياساً بما يمكن أن يكون عليه الأمر في حال اللجوء للخيار العسكري مع الملف النووي الإيراني، الذي يمكن أن يتطور إلى حرب إقليمية غير مضمونة النتائج.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة