على مسافة ساعتين من الزمن تحدث الأمير الحسن وأجاب على أسئلة دسمة تناولت الحالة الاردنية الساخنة من هيبة الدولة الى قانون الانتخاب مروراً بالعنف المجتمعي الذي رغب الامير ان يسميه الجماعي..
تحدث الامير بعين زرقاء اليمامة التي رأت مبكرة ولكن رؤيتها لم تترجم بما يكفي لمنع التداعيات اللاحقة..كان همه أن يربط ما بين التعليم والمعرفة..وكيف يمكن الاستثمار في الانسان من خلال التعليم واعادة بناء الجامعات وتأهيلها وزيادة منسوب البحث العلمي..
حين استعمل الامير مصطلح زرقاء اليمامة وربطها بصفة (ان حكت) كان الادراك بضرورة العودة الى التشخيص وهذه المرحلة أصبحت سمة أردنية يعبر عنها بكثرة الأوراق والندوات والمقترحات واللجان وآخرها لجنة الحوار الوطني وقد اتخم الواقع الأردني بالدراسات والتحليلات وكتابة الروشيتات لكن يبقى السؤال من يصرف كل ذلك؟ ومن يعرف الجمل ويحيلها الى المصدر والفاعل والمفعول والممنوع من الصرف أو حتى الجمل المعترضة؟ ومتى يجري تناول الدواء والخروج الى الشفاء..أي من يعلق الجرس فما زال البحث جارياً عن ذلك ويبدو أن المعنين بتعليق الجرس لا يفعلون في حين يتواصل التشخيص وازدحام الأفكار في تقديم الحلول التي لا يختبر الكثير منها.. والتي تبقى رهينة الورق..
ما لفت انتباهي هو أن العنف الجماعي يتواصل حيث تتواطأ الثقافة الاجتماعية السلبية مع حراك الجامعات الذي يأخذ بالمنحى السلبي والعنف والتهشيم وقد حاول الامير أن يعلل الاسباب وأن يستعرض تحليل دراسات جديدة استعملت مصطلحات جديدة.. ولعل ابرز التعليمات التي توقف عندها الأمير في فهم ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات هو غياب العدالة وغياب الحوار وحلول سياسات أو استمرار سياسات القبول الجامعي التي تورث كثيراً من الأعراض السلبية حيث تعمد الى سياسة الاسترضاء وحشو التعليم بالعابثين وغير القادرين على التكيف والذين يجرون معهم مؤسساتهم الى التدمير وأعطى مثلاً بجامعة مؤتة واحداثها وجامعة العلوم والتكنولوجيا والاغارة على مختبرات المفاعل النووي التجريبي وتدميرها كما لو كانت مفاعلاً نووياً خطيراً اذ قام المهاجمون باتلاف بحوث ثمينة ومختبرات دون أن يعلموا أو لعلهم علموا وانتقموا ودافعهم الادعاء بغياب العدالة وان أرض الجامعة هي من ممتلكاتهم وقد انتزعت منهم وكان حوالي ربع قرن غير كافية لتسجيل هذه الاراضي أو حسم الملكية فيها..
الحسن في المحاضرة اضاء أكثر من لمبة حمراء وحذر من استمرار غياب الحوار أو تفسير المصطلحات أو تطبيقها بغير ما توافق العالم وتعارف عليها وجربها متوقفاً عند مفهوم الأمن الناعم الذي لا يعني ما عناه للأردنيين الذين أخذوا به فأبعدهم عن الأمن وقربهم الى الفوضى..
الأمير تحدث بلغة المفكر ودعى للحوار وهذه بضاعته التي لا يملك غيرها.. فهل هناك من يستمع؟ وكيف يمكن ان يستمع الناس؟ وما هي مفاتيح السمع والبصر حين يتحول البعض الى تخريب بيتوهم (الوطن) بأيديهم ويواصلون خرق السفينة التي تحمل الجميع دون أن يردع الفاعلين رادع بما يكفي لردعهم..
وأتساءل أين كنا؟ وعلى ماذا أصبحنا؟ وماذا يعني الربيع العربي؟ وكيف نفهمه؟
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو