ليس صحيحا ، ولا لائقا أن يوصف بعض أعضاء القوائم الانتخابية بأنهم ' حشوة ' ، فقد قام قانون الانتخاب على أساس القوائم النسبية ، وكان لا بد من تشكيل القوائم على ذلك الأساس ، وسواء تعلق الأمر بقائمة ، أو كتلة من أجل مشروعية الترشح لانتخابات البرلمان الثامن عشر ، أو أي انتخابات أخرى ، فإن شخصا واحدا أو اثنين يقوم بمهمة الاتصال والتأليف بين الاشخاص الاخرين بناء على مفاهيمهم أو أهدافهم المشتركة لتشكيل قائمة منهم في نهاية المطاف .
قانون الانتخاب جديد علينا جميعا ، والتجربة في حد ذاتها تؤخذ على عدة وجوه ، ومن الطبيعي أن يتصدر أصحاب التجارب الانتخابية السابقة هذه العملية الجديدة ، التي يظل جانب منها ثابتا مثل البيانات الانتخابية ، والاتصال بالناخبين ، وغيرها من الإجراءات والمهارات المكتسبة في معرفة القواعد الانتخابية ، وجذبها إلى صناديق الاقتراع .
الفكرة السائدة هي أن مرشحا واحدا سيفوز بأعلى الأصوات ، وفي أحسن الأحوال يمكن أن يفوز اثنان ، وبعض القوائم قد لا يفوز أحد من أعضائها ، وهناك من يعرف سلفا أنه ليس منافسا في هذه العملية التي لا تخلو من التعقيد ، ولكن السؤال المهم لماذا يترشح هؤلاء ؟
في رأيي المتواضع ، وبغض النظر عن كثير من الانطباعات السائدة ، إن هؤلاء يقدمون للعملية الانتخابية خدمة كبيرة ، سواء كانوا يدركون ذلك أم لا ، فهم يشاركون في التجربة من حيث المبدأ ، ويتدربون على عمليات الاتصال بجمهور الناخبين ، ويشاركون في صياغة البيانات ، ويضيفون لتجربتهم عنصرا ما كان ليتحقق لولا مشاركتهم في القوائم ، ويتعرفون على المشاكل والتحديات والأزمات ، وعلى كيفية التحدث عنها ، سواء من قبل المرشح أو الناخب ، ويعيشون أجواء الانتخابات ويتعلمون منها الكثير .
وثمة فرصة لإرساء مفاهيم جديدة لاولئك الذين سيأخذون مقاعدهم في المجلس البرلماني القادم إذا ما حافظوا على أعضاء القائمة كمستشارين أو ناصحين ، يلتقي بهم العضو الفائز بصورة مستمرة ، ويستمع إلى آرائهم ، وإلى القضايا التي تشغل بال المواطنين ، ويربط الصلة من خلالهم مع القطاعات التي ينتمون إليها ، فإذا ما حدث ذلك بالفعل ، وإذا ما استطاع المجلس إعادة تنظيم دوره ، وأرسى قواعد هيبته ووقاره ، وتعامل بشكل موضوعي مع القضايا المعروضة عليه ، نكون بذلك قد دخلنا مرحلة جديدة من مراحل العملية الديمقراطية الصحيحة ، ومن الأداء الرفيع للسلطة التشريعية ، ومن التكامل الضروري مع السلطتين التنفيذية والقضائية ، من أجل ترسيخ قوة الدولة ، وتحقيق مصالحها العليا .
بلدنا بحاجة إلى الأساسات القوية ، وليس إلى حشوة من أي نوع ، لأن الحشوة تخدعنا حين تجعلنا غير قادرين على التمييز بين الشكل والمضمون !
[email protected]
www.yacoubnasereddin.com
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو